أبرزت الصحف اللبنانية أهمية زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند الأولى له إلى لبنان ومحادثاته الثنائية مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان. جاءت هذه الزيارة قبيل مغادرته إلى الرياض ومباحثاته مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وأجمعت الصحف على أن زيارة أولاند جاءت لترسيخ وتجديد دعم فرنسا القوى لاستقرار وسيادة لبنان ورفض نقل تداعيات الأزمة السورية إلى لبنان، وتباينت الصحف في تعليقاتها بشأن تأييد فرنسا الحكومة الحالية، إلا أنها اتفقت على دعم فرنسا للحوار بين الفرقاء السياسيين للخروج من أخطار الأزمة الراهنة. وقالت صحيفة (السفير) "خطفت زيارة الساعات الثلاث للرئيس الفرنسي الأضواء السياسية، في ظل انسداد الأفق الداخلي بفعل استمرار المراوحة في الأزمة المستجدة بعد اغتيال اللواء وسام الحسن، مع تمسك كل طرف بمواقفه ولاءاته، فيما غادر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى بلغاريا والمجر، على وقع تسريبات حول إمكانية تأجيل زيارته المقررة إلى باريس في 19 نوفمبر، وهو الأمر الذي نفته مصادر مطلعة، مؤكدة أن ميقاتي لم يتلق أي إشعار من الفرنسيين بهذا الشأن، وبالتالي فإن زيارته لا تزال قائمة في موعدها". وأضافت "أن زيارة أولاند إلى بيروت اكتسبت أهميتها من عاملين، الأول يتصل بالتوقيت المتزامن مع استعصاء الأزمة السياسية الداخلية بعد اغتيال اللواء وسام الحسن، وتفاقم تداعيات الأزمة السورية، والثاني يرتبط باختيار الرئيس الفرنسي الدخول إلى الشرق الأوسط عبر لبنان تحديدا، في رسالة واضحة تؤكد استمرار الاهتمام الفرنسي بهذا البلد الذي تحرص باريس على "صيانة" نفوذها فيه، لاسيما أنه يشكل آخر نقاط الارتكاز الفرنسية في المنطقة، وليس أدل على ذلك من أن زيارة أولاند سبقتها زيارات فرنسية لكل من وزير الخارجية، وزير الدفاع، وزير التصميم والإنماء وأخيرا وزيرة الفرنكوفونية. ومن جانبها، لفتت صحيفة "الأخبار" اللبنانية إلى أن الشأن الحكومي غاب عن محادثات الرئيس الفرنسى فى بيروت، فيما أكد من السعودية أنه سيستقبل الرئيس نجيب ميقاتي خلال زيارته المرتقبة لفرنسا، ناقلا عن الملك السعودى مشاطرته الرأى بضرورة المحافظة على الاستقرار في لبنان. وأكدت أن محادثات الرئيس الفرنسى مع الرئيس اللبنانى لم تتطرق إلى ملف تغيير الحكومة بتاتا، بينما كان التركيز منصبا على المحافظة على الاستقرار والوحدة والحوار. وأشارت صحيفة "الجمهورية" إلى إمكانية بلورة مبادرة فرنسية لإعادة الاستقرار السياسى إلى الوضع اللبنانى المشروط بعودة التوازن السياسي عبر إسقاط الحكومة الميقاتية، وقد يكون التحرك الفرنسى يحمل تفويضين: أمريكى بسبب انشغال الولاياتالمتحدة بانتخاباتها الرئاسية، وسعودي نتيجة حرص المملكة على تجنب الظهور بمظهر رأس الحربة فى القضية اللبنانية تلافيا لحساسيات مذهبية أو الاصطدام بقوى إقليمية. وبدورها، قالت صحيفة "المستقبل" "إن الزيارة الخاطفة للرئيس الفرنسي حملت ثلاثة مواقف رئيسية، الأول إظهار التضامن مع لبنان بعد العدوان الجبان الذي استهدف رجلا استثنائيا هو اللواء وسام الحسن، والثاني، تأكيد مبدأ عدم الإفلات من العقاب، ودعم الجهود والتحقيقات في جريمتي اغتياله واغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والثالث التصدي لأية محاولة لزعزعة استقرار لبنان، في ضوء ما يحصل في سوريا. واعتبرت صحيفة "النهار" أن الدعم العربي والإقليمي والدولي الذي جاء بالعماد ميشال سليمان رئيسا توافقيا للجمهورية، تجدد بزيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند للبنان ولقائه الرئيس سليمان في قصر بعبدا وتوج بدعم المساعي التي يقوم بها إنقاذا للبنان من تداعيات ما يجرى في سوريا وحفاظا على الأمن والاستقرار.