يعتبر الشارع السياسي اللبناني زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند إلى لبنان غدا الأحد مهمة وجاءت في التوقيت المناسب ، في ظل ما يشهده لبنان من تداعيات خطيرة جراء استمرار الأزمة السورية وعدم ظهور بارقة أمل في الأفق القريب لحل الأزمة. كما تعد زيارة أولاند بمثابة رسالة واضحة المعالم للنظام السوري بوقوف فرنسا القوي بجانب لبنان الذي يعيش حالة سيئة عقب استشهاد رئيس فرع المعلومات اللواء وسام الحسن، وأن أولاند أصر على التواجد على الأرض اللبنانية في ظل هذا المناخ رغم انشغال أولاند بتطورات الأوضاع العالمية والإقليمية ومتابعة سير الانتخابات الأمريكية وما ستسفر عنه من نتائج، وأنه يرفض انتقال الأزمة السورية إلى لبنان. ويجري أولاند محادثات مع الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان في زيارة قصيرة تستمر ثلاث ساعات، تبدأ صباحا لدى وصوله من باريس في ساعة مبكرة عند الثامنة ويغادرها قبل الظهر ويتخللها قمة ثنائية يعقبها اجتماع سريع مع المسئولين اللبنانيين، ثم يعقد مؤتمرا صحفيا في القصر الجمهوري وتقام مراسم الاستقبال والوداع ثم يغادر إلى السعودية. وستكون الزيارة الخاطفة مناسبة أمام أولاند ليتعمق في الملف اللبناني والسوري قبل محادثاته في السعودية مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز في شئون شتى، أبرزها الأزمة السورية وسبل معالجتها. وذكرت أوساط إعلامية لبنانية أن الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند يريد من خلال الزيارة الخاطفة أن يخص لبنان بلفتة مميزة تعبر عن مدى اهتمام باريس وتضامنها مع البلد الصديق في مرحلة حرجة إقليميا وداخليا تهدد استقراره وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه، لاسيما بعد اغتيال اللواء وسام الحسن وما تلاه من تداعيات. وتخشى باريس التي عبرت عن قلقها منذ اندلاع الانتفاضة في سوريا على السلم الداخلي في لبنان واحتمال انتقال العدوى السورية إليه، وتحرص على حمايته برفعها شعار الاستقرار الداخلي الذي يتخطى في الظرف الراهن جميع القضايا والملفات المطروحة، خصوصا بعد اغتيال الحسن وارتفاع منسوب القلق والخشية من انزلاق الوضع إلى المجهول. وأعربت عن أمل لبنان الرسمي أن تحمل الزيارة دعما لحكومة نجيب ميقاتي التي أعلنت منذ اليوم الأول النأي بالنفس عن الأزمة السورية خشية التداعيات الكبيرة على الأوضاع الداخلية، وأنها لم تتوان في تقديم المعونات الإنسانية للنازحين على أراضيها والقادمين من سوريا والذين تجاوز عددهم المائة ألف نازح، مما يستوجب التدخل الدولي بصفة عامة وفرنسا بشكل خاص في تقديم الدعم للبنان لمواجهة أعباء استقبال النازحين التي ينوء لبنان عن حملها بمفرده أو جهود الدولة في منع تهريب السلاح عبر الحدود. وأضاف أن الفرقاء السياسيين يتمنون من رأس الدولة الفرنسية دعم وتشجيع جهود الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان بشأن إعادة استئناف الحوار والجلوس من جديد حول طاولة الحوار لوقف تدهور الوضع الداخلي اللبناني الذي لا ينقصه أي خلافات جديدة على الساحة.