ذكرت مجلة "تايم" الأمريكية في نسختها الصادرة الأربعاء 17 أكتوبر أن الصراع الدامي في سوريا بات يسهم يوما بعد الأخر في تعميق التصدعات الطائفية في الجارة لبنان . وأوضحت المجلة - في سياق تحليل إخباري أوردته على موقعها الإلكتروني - أن بلد "عرسال" اللبنانية -المتاخمة للحدود السورية - أصبحت " ملاذا آمنا لثوار سوريا المنهكين ومحطة توقف مؤقتة للمقاتلين المصابين ومأوي لمئات أسر وعوائل اللاجئين السوريين المذعورين من تفاقم الأحداث في بلادهم ". ويقول أهالي القرية اللبنانية الحدودية - ذات أغلبية سنية تقدر بنحو 40 الفا حسبما أبرزت المجلة - أن لديهم من الدوافع والأسباب ما يجعلهم يصطفون إلى جانب الثوار في سوريا ويدعمون جهدوهم الرامية للاطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد كونه عمد إلى مضايقتهم وسوء معاملتهم طيلة ثلاثة عقود من الوجود السوري في لبنان. وأضافت أن اصطفاف سكان قرية "عرسال" مع ثوار الجيش السوري الحر، إنما عمق من التصدعات الطائفية بين أهالي القرية وبين نظرائهم الشيعة في وادي البقاع اللبناني الذي يقع على حدود لبنان الشرقية مع سوريا، على حد قول المجلة. ولفتت المجلة إلى أن أجزاء ومناطق كبيرة من الوادي تقع تحت سيطرة جماعة حزب الله اللبنانية - أقوى الجماعات الشيعية المسلحة داخل لبنان - والتي تدعم وتحارب إلى جانب صفوف القوات الموالية لنظام الأسد ضد قوات الجيش السوري الحر، وفقا لما تزعمه الولاياتالمتحدة والمعارضة السورية. وأردفت التايم تقول "ربما أن سهل البقاع لا يعاني وطأة عنف طائفي له علاقة بما يحدث في سوريا كسائر بعض المناطق اللبنانية إلا إن جولة في الشوارع الرئيسية للوادي وشريط المدن المتاخمة له، كفيلة بأن تكشف للناظر جيدا أين تقع وتكمن الانتماءات السنية والشيعية". وأشارت المجلة إلى أنه في مدينة "بعلبك" ذات الأغلبية الشيعية وكبري مدن وادي البقاع، نجد لوحة إعلانات تظهر أمين عام جماعة حزب الله حسن نصر الله يقف بجوار الرئيس الأسد وهو يرتدي لباسا عسكريا وفي أسفل اللوحة جملة تقول "لن يثبطوا عزيمتنا".