تتصدر التظاهرات الحاشدة التي اندلعت في العاصمة الإيرانيةطهران احتجاجا على حالة التراجع الاقتصادي الذي تشهده البلاد الناتجة عن حزمة العقوبات الدولية المفروضة عليها، الصحف البريطانية الصادرة السبت 6 أكتوبر. واعتبرت صحيفة "ذي جارديان" البريطانية -في سياق تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني- أن حكم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بات على المحك بسبب تنامي السخط الشعبي من جراء سوء إدارة حكومته للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد. مشيرة إلى أنه على الرغم من نجاح نجاد في تجاوز عدة أزمات محلية ودولية وقفت أمامه خلال سنين حكمه السبعة، إلا أن أزمة الاقتصاد الإيراني ربما ترسم بداية نهاية حكمه للبلاد. وذكرت الصحيفة أن هذه الأزمة أدت إلى تهميش دور نجاد بشكل كبير ولا سيما مع تراجع قيمة العملة الإيرانية خلال الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوياتها في مقابل الدولار الأمريكي، ما أبرز تصريحات عدد من المحلليين بأن حلفاء نجاد السابقين استخدموه ككبش فداء لمشاكل النظام. كما أشارت إلى الانتقادات اللاذعة التي وجهتها المعارضة الإيرانية إلى نجاد والتي كانت على رأسها اتهامه بسوء إدارة العجز الاقتصادي للبلاد ما أدى إلى فقدان العملة لثلث قيمتها في مقابل الدولار الذي تفوق على الريال الإيراني بنحو ثلاثة أمثال. وأوضحت "ذي جارديان" أن خطاب نجاد أمام البرلمان خلال الأسبوع الماضي،والذي عزا فيه أسباب الأزمة الاقتصادية الراهنة إلى العقوبات الدولية المفروضة على بلاده، أدى في حقيقة الأمر إلى اتساع هوة الخلافات بينه وبين معارضيه الذين شنوا أقوى هجوم ضده بمساعدة بعض المنتمين إلى النظام. ومن ثم، فإن حملة الهجوم الشرس للمعارضة في إيران على نجاد حسبما اعتبرت الصحيفة تعد أوضح أدلة على فقدان نجاد نفوذه في البلاد بجانب توازنه في إدارة دفة الأمور وذلك على الرغم من قدرته الفائقة على الانفراد بعناوين الصحف في الخارج.