لاتزال التظاهرات الحاشدة التي اندلعت الأسبوع الماضي في العاصمة الإيرانيةطهران احتجاجا على حالة التراجع الاقتصادي الذي تشهده البلاد والناتجة عن حزمة العقوبات الدولية المفروضة عليها ، وما تتمخض عنها من تداعيات دولية ومحلية تتصدر كبريات الصحفة الأمريكية الصادرة اليوم /الجمعة/ . وذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية أن هذه التظاهرات رفعت بدورها كمالآمال في إسرائيل بامكانية أن تؤدي العقوبات الدولية المفروضة على طهران إلى إلحاق آثار وخيمة على الاقتصاد الإيراني مما قد يخفض احتمالات توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية محتملة ضد المنشآت النووية الإيرانية خلال الأشهر القادمة . وأشارت الصحيفة - في سياق تعليق بثته على موقعها الألكتروني - إلى أن الاحتجاجات الشعبية في إيران ضد تراجع قيمة العملة الإيرانية دفعت المسئولين الإسرائيليين إلى إعادة النظر فيما روجوه من قبل بعدم فعالية العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران. ونسبت الصحيفة إلى مسئول إسرائيلي تعليقه على هذا الشأن بقوله " إن كافة حساباتنا تغيرت عقب اندلاع تظاهرات التجار الإيرانيين في يوم الأربعاء الماضي ، حيث لا يمكنك الأن أن تصرح بعدم فعالية العقوبات المفروضة على طهران " . واعتبرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية أن الاضطرابات التي تعاني منها الحكومة الإيرانية حاليا اعطت مصداقية في واقع الأمر إلى تقرير صدر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية تكهن باحتمالية خروج تظاهرات واسعة النطاق في طهران احتجاجا على تدني الاوضاع الاقتصادية للبلاد على غرار ما حدث في بلدان الربيع العربي . واختتمت الصحيفة تعليقها بأن رجحت أن تؤدي احتجاجات طهران إلى إعطاء زحم كبير للجهود التي تقودها الدول الغربية من أجل زيادة العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران ، ولا سيما تلك التي تستهدف قطاع النفط الإيراني ، بجانب امكانية أن تنخفض احتمالات قيام إسرائيل بضرب إيران . ومن جانبها ، رصدت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية إنقسام آراء الخبراء فيما إذا كانت الأزمة الاقتصادية الإيرانية الأخيرة قد نجمت في الحقيقة عن سوء إدارة الحكومة الإيرانية للاوضاع الاقتصادية للبلاد أم عن العقوبات الدولية الطاحنة المفروضة على إيران بسبب مضيها قدما في برنامجها النووي . وأضافت الصحيفة - في تعليق لها أوردته على موقعها الألكتروني - أنه بغض النظر عن الأسباب التي أدت إلى هذه الأزمة الاقتصادية الحادة في إيران ، فإنها أدت في نهاية المطاف إلى ظهور نبرات تشاؤم ويأس بين أوساط الطبقة المتوسطة ، الذين تحدثوا عن بقاءهم على قيد الحياة لكن من دون أن ينعموا بأي مظهر من مظاهر الحياة الكريمة . وذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عزا السبب من وراء تراجع العملة الإيرانية إلى العقوبات المفروضة على بلاده ، الأمر الذي اعتبره معارضوه محاولة منه للهروب من فشل حكومته في إدارة البلاد . كما قامت الصحيفة الأمريكية برصد ردود فعل الشارع الإيراني على ما حدث ، وأشارت إلى أن أغلب الإيرانيين يحاولون الأن الاختيار ما بين إذا كانوا سوف يضطرون إلى بيع عملتهم أو الانتظار إلى حدوث معجزة من شأنها عودة الريال الإيراني إلى قيمته السابقة .