أجمع خبراء الكرة المصرية على إمكانية حل المشاكل التي أصبحت تتفاقم يوماَ بعد يوم بين رابطة أولتراس أهلاوي وبين المؤسسات الرياضية وعلى رأسها إتحاد الكرة. وأضافوا أن الحوار هو الوسيلة الوحيدة لإنهاء الصدام مع الأولتراس، وأن الحلول لن تأتى أبدا بوجود عملية شد وجذب كالتي تجرى الآن. وأجمع الخبراء على أن شباب الأولتراس شباب واع وفاهم ومقدر لظروف البلد ، لكن هذا وحده ليس كافيا ، بل مطلوب فتح قنوات تواصل حتى يتم الوصل إلى الحلول المرجوة. يرى المدير الفني لفريق حرس الحدود حلمي طولان، أنه لا يمكن أن تقع اشتباكات بين هذه الأطراف المتنازعة في حال عودة الدوري في موعده المتفق عليه باعتبارهم أنهم جميعاً بمثابة العناصر التي تقوم عليها اللعبة، وهى مرتبطة ارتباطا وثيقاً ولا يمكن فصلهم عن بعض. وأشار إلى أن الرياضة بدون جمهور ليس لها طعم فالجماهير تعطى دافع قوى وإحساس بالمسئولية التي تقع على عاتق اللاعبين داخل المستطيل الأخضر، مؤكدا على أن المطالبة بحقوق الشهداء يمكن أن تتماشى مع عودة الدوري في موعده، وأنه لا تعارض بين الاتجاهين الذين يمثلان مطلب كافة الرياضيين. وأضاف أن عودة الدوري سيعد خير تذكير لنا بشهداء بورسعيد وتكريماً لأهاليهم الذين يطالبون بحقوقهم الشرعية للقصاص العادل لأبنائهم وأنه إذا لم يصدر حكم قضائي رادع لمرتكبي المذبحة فإن الرياضيين جميعاً سيقرروا إيقاف النشاط والوقوف بجانب أهالي الشهداء حتى تعود الحقوق لأصحابها، ومن الضروري أن يكون هناك تفاهم وتواصل مع هؤلاء الشباب لتصفية الخلافات بصورة حضارية. من جهته رفض المدير الفني لنادي تليفونات بني سويف طلعت يوسف، وجود اشتباك بين أعضاء الأولتراس من جهة والرياضيين ومسئولي الرياضة المصرية من جهة أخرى. وقال إن ما يحدث هو مجرد اختلاف في الآراء لا أكثر ولا أقل، فلكل جانب الحق فيما ينادى به فالرياضيين يدافعون عن حقوقهم الشرعية في العمل بدون أي إساءة للشهداء أو أعضاء الأولتراس، وهؤلاء الشباب لهم الحق في الدفاع عن حقوقهم شهدائهم ولكن بالطرق الشرعية من خلال القانون الذي يمثله القضاء العادل، ومن ثم يجب أن يكون هناك تقريب لوجهات النظر بين الجانبين من خلال الجلوس مع شباب الأولتراس وتعريفهم بحقوقهم وواجباتهم . وشدد يوسف على أن الدولة بدايةً من رئيس الجمهورية حتى أصغر مسئول فيها مسئولين عن كل ما يحدث الآن وما يمكن أن يقع من أحداث لا يحمد عقباها. وتمنى المدير الفني للتليفونات أن يفكر شباب الأولتراس بعقلانية ومرونة شديدة في مطالبهم وأن يتريثوا قليلاً حتى تعود حقوق الشهداء كاملةً من الألف إلى الياء . ورفض المدير الفني لفريق الشباب بالنادي الأهلي فتحي مبروك، كل ما يقال عن أن هناك صراعات أو اشتباكات واقعة مابين شباب الأولتراس الواعدين الذين تأثروا نفسياَ وبشكل كبير بعد أن رأوا أصحابهم وإخوانهم في الرابطة يقتلون أمام أعينهم وبين أركان المنظومة الرياضة الأخرى المتمثلة في الرياضيين والأندية. وشدد مبروك على ضرورة أن تحل هذه الخلافات الطفيفة من وجهة نظره بشكل أسرع حتى تهدأ الأمور وأن يكون هناك تواصل مستمر من المسئولين عن الرياضة مع هؤلاء الشباب ووعدهم بأنهم سيقفون بجانبهم حتى تعود الحقوق لأهالي شهداء المجزرة. وأوضح نجم الأهلي السابق أن الرياضيين معذورين لأنهم لا يملكون سلطة عليا للقبض على مرتكبي مذبحة بورسعيد ومحاكمتهم ولا يستطيعون الضغط على القضاء للإسراع في إصدار أي حكم ضدهم إلا بعد أن يتأكدوا من ثبوت التهم عليهم. على النقيض يرى لاعب نادي الزمالك ومنتخب مصر السابق أيمن يونس أن الرياضيين أخطئوا في تعبيرهم أثناء وقفتهم الاحتجاجية التي أقاموها أمام وزارة الرياضة، مطالبين بعودة الدوري حتى يحصلون على رواتبهم وفوائد الإعلانات وعوائد البث، حيث كان من الأجدر أن يطالبوا بعودته لأجل تخليد ذكرى الشهداء ورسم البسمة على وجوه أسرهم الذين يطالبون بالقصاص العادل ضد من قتلوا أبنائهم. كما أشار يونس إلى أن هناك خلط في الأمور مابين الرياضيين وأعضاء الأولتراس فكلاهما مع عودة حقوق شهداء بورسعيد ولكلاً منهم دور إيجابي في صالح الشهداء وذلك يرجع لأن المسئولين عن الرياضة لم يتواصلوا بشكل صحيح مع الأولتراس وسلكوا طريق العناد والمكابرة وعلى هؤلاء الشباب أن يثقوا في قضائهم الذي لا يمكن التأثير عليه بأي حال من الأحوال، حتى يستعيدوا حقوق شهداء الرياضة المصرية المهدورة. وعبر فليسوف الكرة المصرية عن حزنه من أفعال وأقوال بعض الرياضيين والإعلاميين ضد شباب الأولتراس المدافع عن حقه واصفاً كلامهم بأنه " قلة أدب وعار" على كل من يعمل في هذا المجال، ومؤكداً على أنهم "جهلة " ولا يعبرون عن جميع الرياضيين الذين يهمهم في الأساس تحقيق القصاص العادل لشهداء الأحداث الأليمة على مصر كلها . بينما رفض المعلق التليفزيوني المعروف محمود بكر التعليق على كل ما يخص الأولتراس وواصفاً الأحداث الأخيرة من شد وجذب بين الرياضيين وشباب الأولتراس بأنها غير منطقية، فالكل يبحث عن هدف واحد هو عودة حقوق شهداء بورسعيد إلى أهاليهم وأن تدور عجلة النشاط الرياضي من جديد من أجل الاستقرار بعد ثمانية شهور من التوقف عانها منها الطرفين بشكل كبير .