القاهرة تعرض جهودها للتهدئة ومنع توسع دائرة الصراع فى الشرق الأوسط وصل الرئيس عبد الفتاح السيسى، أمس إلى روسيا الاتحادية، للمشاركة فى قمة تجمع دول «بريكس»، المنعقدة بمدينة «قازان»، خلال الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر الجارى، تحت شعار «تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالميين العادلين»، وتشهد القمة-للمرة الأولى-مشاركة مصر كعضو فى التجمع، منذ انضمامها رسمياً له مطلع العام الجاري. صرح السفير أحمد فهمى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس السيسى سوف يستعرض خلال أعمال القمة رؤية مصر ومواقفها إزاء عدد من الموضوعات والقضايا المهمة دولياً وإقليمياً، وخاصة سبل تعزيز التعاون بين دول التجمع بما يضمن تطوير العمل متعدد الأطراف والإسهام فى التصدى للتحديات المركبة التى يشهدها العالم سياسياً واقتصادياً، وكذا إصلاح الهيكل المالى العالمى لتحقيق التوازن المأمول، لاسيما ما يتعلق بتعزيز صوت ومصالح الدول النامية فى مختلف المحافل الدولية والإقليمية، فى ضوء تنامى التأثيرات السلبية للصراعات والأزمات الدولية على مسيرة التنمية بالدول النامية، مشيراً إلى أن مداخلات الرئيس السيسى سوف تتطرق إلى قضايا تغير المناخ، وسبل دعم التعاون الاقتصادى والتنموى المشترك بين دول التجمع.. أضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس السيسى سوف يوضح موقف مصر الثابت بشأن التطورات الراهنة فى منطقة الشرق الأوسط، وجهود مصر الدؤوبة والمكثفة للتهدئة ومنع توسع دائرة الصراع وتحوله إلى حرب إقليمية، بما يشكله ذلك من خطورة بالغة على مقدرات شعوب المنطقة، وعلى السلم والأمن الإقليميين والدوليين. وأوضح السفير أحمد فهمى أن الرئيس السيسى سيشارك فى قمة «بريكس بلس»، التى تضم بالإضافة إلى الدول الأعضاء فى بريكس، الدول والمنظمات الدولية المؤثرة والصديقة للتجمع، حيث سيؤكد الرئيس أهمية اجتماعات «بريكس بلس» فى تعزيز التعاون «جنوب-جنوب». وأضاف المتحدث الرسمى أن هناك لقاء مرتقبا بين الرئيس السيسى ونظيره الروسى فلاديمير بوتين، عقب حفل الاستقبال الذى ينظمه بوتين لرؤساء الوفود المشاركة. ومن المقرر أن يلتقى الرئيس السيسى مع عدد من الرؤساء والزعماء المشاركين بالقمة لبحث العلاقات الثنائية بين مصر وهذه الدول، والأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وفى السياق ذاته كشفت اللجنة المنظمة لقمة البريكس عن جدول الأعمال لبرنامج القمة والذى يتضمن حفل ترحيب لرؤساء وفود القمة الذين وصلوا والمشاركة فى مائدة عشاء غير رسمى. اقرأ أيضًا| سياسيون: انضمام مصر إلى «بريكس» تعزز الاقتصاد والتنمية المستدامة كما يتضمن جدول الأعمال اليوم الأربعاء التقاط صورة جماعية لرؤساء وفود البريكس، تعقبها جلسة عامة مغلقة لقمة البريكس، ثم جلسة عامة مفتوحة، ويعقب ذلك اجتماع رؤساء وفود دول البريكس والدول المدعوة والمنظمات الدولية، ثم حفل استقبال رسمى بمناسبة انعقاد القمة. كما يتضمن جدول الأعمال للقمة غداً الخميس التقاط صورة جماعية لرؤساء الوفود المشاركة، قبل انعقاد الجلسة الأولى لقمة «البريكس بلس»، تليها الجلسة الثانية والأخيرة، وبعد ذلك يحضر الزعماء المشاركون فى القمة غداء عمل، لتختتم القمة أعمالها بعقد مؤتمر صحفى للرئيس الروسى فلاديمير بوتين. وانتهت مدينة قازان الروسية من استعداداتها لاستضافة أعمال القمة، حيث انتشرت أعلام الدول المشاركة فى شوراع المدينة وقاعة «اكسبو قازان» التى ستشهد انطلاق القمة .. كما تم تجهيز عدد كبير من الحافلات لنقل أعضاء الوفود المشاركة، أيضًا قامت الشرطة بجهود كبيرة لتيسير حركة المرور وانتشر عدد كبير من المتطوعين الشباب فى المطار وقاعة مؤتمرات إكسبو التى تنعقد القمة بداخلها، وكذلك فى جميع أنحاء المدينة لخدمة الضيوف الذين جاءوا من الدول الأعضاء للمشاركة القمة. وتكتسب قمة البريكس الحالية أهمية خاصة كونها أول قمة تجمع الأعضاء الجدد المنضمين إلى البريكس والذين تم ضمهم رسميا للتكتل فى شهر يناير الماضى بعد موافقة القمة الخامسة عشرة فى جنوب إفريقيا وعلى رأس تلك الدول مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات وإيران وإثيوبيا. ويعد تجمع البريكس أحد أهم التجمعات الاقتصادية على مستوى العالم حاليا، حيث يبلغ الناتج المحلى الإجمالى لأعضائه 30 تريليون دولار ، ويعكس انضمام مصر لمجموعة البريكس قوة دورها المحورى والإقليمى فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومكانتها داخل المجتمع الدولى، وما حققته فى عملية الإصلاح الاقتصادى والتنمية الشاملة وقدرة على جذب الاستثمارات الأجنبية ، كما تعد مصر نقطة محورية فى طريق التجارة العالمية. كما يتيح انضمام مصر إلى مجموعة البريكس الكثير من الفرص الاقتصادية الواعدة، بشرط نجاح القاهرة فى استثمارها، حيث يضمن التكتل قرابة 40 % من سكان العالم، ويسهم أعضاؤه بأكثر من ربع الناتج الإجمالى العالمى، 17 % من إجمالى الصادرات، ويتيح انضمام مصر المزيد من الفرص لزيادة قيمة الصادرات المصرية إلى دول التجمع الخمس، وكذا الدول المنضمة حديثا مع مصر.