دخل العدوان على قطاع غزة يومه ال373 على التوالى مخلفًا آلاف الشهداء والمصابين وهدم المنازل فوق رؤوس ساكنيها وارتكاب المذابح والمجازر بحق المدنيين الأبرياء، فيما واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلى حربها المدمرة لليوم الثامن على التوالى فى مخيم جباليا شمال القطاع مانعة دخول أى مساعدات غذائية أو طبية إليه، بل منعت دخول المياه أيضا. وواصلت قوات الاحتلال القصف المدفعى والجوى المكثف وإطلاق النار على كل من يتحرك ويتنقل من خلال الشوارع العامة أو الفرعية. كما منعت دخول طواقم الإسعاف والدفاع المدنى إلى المخيم. يأتى هذا فيما فرض الجيش الإسرائيلى طوقا على شمال القطاع بشكل كامل حيث لا يزال يسكن مئات الآلاف، بل أيضًا بيت حانون وبيت لاهيا. اقرأ أيضًا | استراتيجيات إعلامية مختلفة فى أسابيع الحسم للسباق الرئاسى الأمريكي وحاصر الاحتلال بيت لاهيا من الغرب وأغلق مخيم جباليا، وفصله عن جباليا نفسها، حيث لا يسمح لسكان شمال الطرف بالخروج إلا عبر صلاح الدين. وأقدم جيش الاحتلال على تنفيذ عمليات تفخيخ ونسف ضخمة لمنازل المواطنين فى مناطق الشمال، وتحديدا بأحياء التوام والصفطاوي، وشن غارات على مخيم جباليا البلد، فى محاولة لتهجير سكان الشمال من مناطقهم. وأصدر الاحتلال صباح أمس أوامر إخلاء جديدة وعاجلة لسكان منطقة «دى 5» شمالى القطاع. وقال الدفاع المدنى إن طواقمه أخلت 9 مواطنين بينهم شخصان جريحان كانوا محاصرين فى منازلهم خلف بركة أبو راشد بجباليا. وأضاف أن 200 ألف فلسطينى فى جباليا باتوا يواجهون خطر الموت إما بالقصف أو الجوع أو العطش. جاء ذلك بعد يوم من ليلة دامية استشهد فيها أكثر من 30 فلسطينيا و90 مصابا فى قصف للاحتلال مربعا سكنيا فى محيط المسجد العمري. وأعلنت وزارة الصحة فى غزة ارتكاب الاحتلال 5 مجازر وصل منها للمستشفيات 49 شهيدا و219 مصابا خلال 24 ساعة، لترتفع بذلك حصيلة الضحايا إلى 42 ألفا و175 شهيدا و98 ألفا و336 مصابا منذ 7 أكتوبر. وأشارت مصادر محلية فلسطينية إلى قصف عنيف وانفجارات سُمعت على طول شارع السكة بحى الزيتون جنوب شرق مدينة غزة تزامنا مع اشتباكات وإطلاق نار مع من الآليات الإسرائيلية المتوغلة. من جهته، أشار برنامج الغذاء العالمى إلى انقطاع خطوط المساعدات الغذائية فى شمال غزة، مؤكدا أن تصاعد العنف فى شمال القطاع له «أثر كارثي» على الأمن الغذائى لآلاف الأسر الفلسطينية. وأوضح البرنامج الأممى اندلاع النيران فى المخبز الوحيد العامل فى جباليا بعد إصابته بذخيرة متفجرة، وأن نقاط توزيع الأغذية شمال غزة اضطرت للإغلاق بسبب العمليات العسكرية وأوامر الإخلاء الإسرائيلية. ومن جهتها، قالت منظمة «العفو الدولية» «إن إسرائيل تواصل التعتيم على جرائم وانتهاكات حرب الإبادة الجماعية فى غزة، من خلال منع وصول الصحفيين الأجانب للأراضى الفلسطينية، وخاصة القطاع. من جهتها، قال الجناح العسكرى لحماس إنه استهدف دبابتى ميركافا للاحتلال وجرافة عسكرية بقذائف الياسين 105 فى حى الجنينة شرقى رفح، مؤكدة رصدها مروحيات الاحتلال وهى تقوم بعمليات إجلاء لجنود. وفى الضفة الغربية، قرر الاحتلال تعزيز قواته بالضفة وأغلق مداخل القدسالمحتلة وضواحيها بالكتل الإسمنتية، فى حين واصل حملات الاعتقال فى مختلف مناطق الضفة. وقال بيان لجيش الاحتلال إنه قرر تعزيز عدد سراياه المقاتلة لمهام الدفاع فى قيادة المنطقة الوسطى بالضفة، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تأتى لدعم استعداد هذه السرايا لسيناريوهات مختلفة فى الضفة. وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد قالت إن الجيش يخشى هجمات على المستوطنات بالضفة تحاكى هجوم حركة حماس المفاجئ على القواعد العسكرية الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة فى 7 أكتوبر 2023. وأكد المكتب الوطنى للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان على أن إرهاب المستوطنين يتصاعد وينذر بانفجار الأوضاع فى الضفة خلافًا لادعاءات الاحتلال الذى يدعى تراجعها فى ظروف الحرب.