احتفل العالم اليوم باليوم العالمى للقطن، الذى أقرته الأممالمتحدة منذ عدة أعوام، اعترافاً بأهمية هذا المحصول التاريخية والاقتصادية والاجتماعية، فالقطن ليس مجرد نسيج، بل هو قصة تمتد عبر الأجيال، ويعتبر رمزا للتطور البشرى والتحديات البيئية، وفى ظل التغيرات المناخية والطلب المتزايد، يبرز دوره فى تحقيق التنمية المستدامة ودعم المجتمعات المحلية. وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة فى أغسطس 2021، على تخصيص السابع من أكتوبر سنويا يوما عالميا للقطن، نظرا للمنافع الفريدة التى يتحلى بها، ويكتسب احتفال هذا العام أهمية استثنائية، لأنه لا يقام فى مقر منظمة الفاو، بل فى دولة بنين، التى كانت واحدة من 4 دول إفريقية اقترحت تخصيص اليوم العالمى. وعلى الصعيد المحلى، شهدت الفترات الماضية استحداث مصر أصنافا جديدة من القطن، تعد الأقل استهلاكا للمياه وتتناسب مع التغيرات المناخية، وذلك عقب العديد من الأبحاث التى تمت داخل معهد بحوث القطن، حيث تم استنباط أصناف قطن فائقة الطول وطويلة التيلة أسهمت فى المحافظة على سمعة مصر كدولة منتجة لهذه الطبقة من أصناف القطن الممتازة، وتم تقسيمها إلى فائقة الطول وهى جيزة 76 وجيزة 77 وجيزة 84 وجيزة 87 وجيزة 88، وأخرى طويلة للزراعة بمنطقة الدلتا وهى جيزة 75 وجيزة 81 وجيزة 85 وجيزة 86 وجيزة 89، بالإضافة إلى أصناف طويلة تزرع بالوجه القبلى جيزة 80 وجيزة 83 وجيزة 90، فضلا عن إنتاج هجن مبشرة، مثل اكسترا جيزة 99 والذى سيتم تسجيله فى موسم 2025 ويتميز بكونه فائق الطول. وكشف مصطفى عمارة رئيس بحوث المعاملات الزراعية والمتحدث الإعلامى لمعهد بحوث القطن، أن هناك إقبالا على زراعة محصول القطن فى جميع المحافظات التى تزرع محصول القطن، وخاصة بعد إعلان مجلس الوزراء هذا العام أسعار الضمان لمحصول القطن بسعر 12 ألف جنيه للقنطار، فى محصول محافظات الوجه البحرى، و10 آلاف جنيه لمحصول الوجه القبلى، وأشار إلى أن السعر الجديد يتناسب مع تكلفة الزراعة ويعطى هامش ربح جيد ومناسب جدًا. وأضاف عمارة أن المستهدف هذا العام زراعة مساحة 322 ألف فدان، ومتوقع أن تزيد المساحة على ذلك، وأوضح أن البذور النقية والممثلة للأصناف متوفرة، وقد قامت وزارة الزراعة وإدارة التقاوى بتجهيز تقاوى تغطى 450 ألف فدان، بزيادة 100 ألف فدان عن المساحات المستهدفة، وأغلب التقاوى موجودة حاليًا فى الجمعيات الزراعية طبقًا للخريطة الصنفية. وتطرق عبدالناصر رضوان مدير معهد القطن إلى منظومة التسويق الجديدة التى بدأت الدولة فى استخدامها منذ موسم 2019، حيث تم تعميمها بكافة المحافظات بداية من موسم 2021 و2022، وأكد أنها حققت هدفها فى القضاء على ما يسمى بالسماسرة والجلابين، ليصبح البيع بدون وسطاء، كما يتم ربط سعر القطن المصرى داخليًا بسعره فى الأسواق العالمية مع الالتزام بأسعار الضمان التى تم الإعلان عنها، حيث يتم البيع بمزاد علنى لتحقيق أكبر قدر من الشفافية وبهدف تحقيق وتعظيم ربحية السادة المزارعين.. وأشار وليد بسيونى يحيى وكيل معهد القطن إلى أن الصنف الجديد جيزة 98، وهو من طبقة أقطان طويلة التيلة، وتجرى زراعته بالوجه القبلى، وقد تم تسجيله فى عام 2022، وتمت زراعته لأول مرة فى مركز دار السلام بمحافظة سوهاج فى موسم 2023، وتمت زراعته هذا العام على مساحة 744 فداناً فى محافظتى سوهاج والوادى الجديد، وأضاف أن هذا الصنف يتميز بتحمل درجات الحرارة العالية ومعدل الحليج المرتفع والكفاءة الإنتاجية العالية وأنه سيتم التوسع فى المساحة المنزرعة منه فى الموسم القادم.