أتذكر أنه فى يوم 6 أكتوبر عام 73 كنت تلميذاً فى المرحلة الابتدائية.. ومثل باقى الأطفال لا أعرف شيئاً عن الحرب..فى الساعة الثانية ظهراً يوم النصر العظيم كنت ألعب الكرة فى الشارع مع أصدقائى في حي حلمية الزيتون.. فجأة وجدت عم منصور وهو الرجل الذى كان يرش المياه كل يوم أمام منزله حتى لا نزعجه بلعب الكرة.. وجدته ينادى بصوت عال.. الله أكبر انتصرنا وعبرنا القناة.. توقفنا أنا وأصدقائى عن لعب الكرة وخرج الشارع بأكمله يغنى لمصر وجيشها وقرر عم منصور أن يشارك الجميع فى تنظيف الشارع ونقوم بدهان الأرصفة بلون علم مصر مع وضع العلم على كل شباك وبلكونة.. سمعت صوت الرئيس السادات وهو يقول نجحت قواتنا المسلحة فى عبور قناة السويس واقتحام خط بارليف وأن قواتنا كبدت العدو خسائر كبيرة.. أهالى حى الحلمية كانوا يتسابقون لتقديم التهانى لبعضهم البعض وتقوم النساء بتوزيع الحلوى على أطفال الحى.. وقتها شعرت أن مصر حققت نصراً كبيراً عرفت قيمته فيما بعد ولكننى أتذكر منظر عم منصور «رحمه الله» وهو يكبر ويهلل الله أكبر.. بالمناسبة.. عم منصور كان رجلاً مسيحياً مصرياً.. اكتشفت فيما بعد أن الروح التى كانت تسود بين المصريين كانت السبب الرئيسي فى تحقيق النصر العظيم.. وبعد مرور 51 عاماً على نصر أكتوبر أتمنى أن تستمر وتسود روح التعاون والتماسك والمحبة بين الشعب العظيم.. روح أكتوبر هى روح التضحية والبناء والنصر والعزة والكرامة والكبرياء والإخلاص والوفاء.. تحية لجيش مصر العظيم وللشعب الذى تحمل الصعاب لتستعيد مصر أرضها.. رحم الله الرئيس الراحل البطل أنور السادات وجميع أبطال معركة استرداد الكرامة.. وتحيا مصر.