بعد ذكرى انتصار السادس من أكتوبر العظيم.. لا صوت يعلو على مواقع التواصل سوى حفل الزواج الأسطورى الذى أقامه رجل أعمال شهير لابنته فى منطقة الأهرام وأحياه نخبة من نجوم الطرب فى مصر والعالم العربي. لست مع موجة اتهامات البذخ السائدة حول تقديرات تكاليف حفل الزواج الأسطورى لكنى أعتبرها حريته من باب: وأما بنعمة ربك فحدث.. أو من باب: اللى معاه قرش محيره يجيب حمام ويطيره. حفلات الزواج الأسطورية ليست جديدة علينا فهناك حفل زواج تاريخى أقامه خمارويه بن احمد بن طولون والى مصر عند زفاف ابنته أسماء «قطر الندى» للخليفة العباسى المعتضد بالله حيث أقام قصرا فى كل مرحلة لموكب العرس من القاهرة حتى بغداد. ذلك الحفل الذى وثّقه تراثنا الشعبى والغنائى بأغنية «الحنة يا قطر الندى» التى غنتها الفنانة الكبيرة الراحلة شادية من كلمات الشاعر الكبير مرسى جميل عزيز وألحان المبدع العبقرى بليغ حمدى ضمن مشروع تبناه لإحياء التراث الشعبى. خلاصة القول: نيات حفلات الزواج الأسطورية عند الله وحده ولا داعى لأن نشغل أنفسنا بما وراءها ويجب أن ينظر كل منا فيما يخصه فمن «حكم فى ماله ما ظلم». القضية فيمن لا يملك ويضطر للاستدانة أو الشراء بالتقسيط لزواج ابنه أو ابنته متقمصا أجواء حفل قطر الندى.. ونظرة واحدة لزفة العفش أو العزال التى تقام فى أحيائنا الشعبية تكفى لنعرف البذخ الحقيقى ممثلا فى مستلزمات كثيرة لا لزوم لها أو مبالغ فيها تحت بند الفشخرة الكدابة ليركب بعدها «قطر الندم» ويجد نفسه فى طابور الغارمين والغارمات.. وتلك قضية تحتاج للبحث والتمحيص عن حلول لها.