تعا اشرب شاي قطر الندى 2015 .................... قطر الندى عروس مضى على زواجها مئات الأعوام وما زالت حديث الناس إلى يومنا هذا ، لم يتبق من سيرتها إلا فرحها الأسطورى والموكب الضخم الذى صاحبها من مصر إلى بغداد. يقال أنها كانت أجمل نساء عصرها و يذكر المؤرخون أنها حملت معها فى رحلتها إلى بغداد كنوزا من الذهب الخالص والجواهر الثمينة التى لا تقدر بثمن ، أما حفل الحنة الذى أقامه لها والدها فقد إستمر أربعين يوما لا تطفأ فيها الأنوار بخلاف الموائد المليئة بما لذ وطاب لكل المصريين احتفالا وابتهاجا بهذه المناسبة السعيدة. وبعد أن فرغ والدها من الجهاز الذى اشتراه لها من بلاد الهند والسند أخذ يتأهب لإرسال إبنته إلى زوجها فأراد أن يجعل من رحلتها الشاقة إلى بغداد نزهة ممتعة ، فأمر أن يبنى لها على رأس كل محطة تنزل فيها قصرا وثيرا كامل التجهيزات. ولكن ما لايعرفه الكثيرون أن قطر الندى رغم كل ذلك لم تكن سعيدة ، فقد أراد والدها خماروية بن احمد بن طولون أمير مصر حين ذاك أن يهادن الدولة العباسية و يوطد بزيجتها تلك أركان عرشه ، فعرض على الخليفة المعتضد أن يزوجها من إبنه ، فوافق الخليفة لكنه عرض أن يتزوجها هو ، فوافق خماروية على رغبة الخليفة وضغط على إبنته لتقبل الزواج من الرجل العجوز. خرجت قطر الندى بائسة حزينة من قصر والدها فى موكب عظيم وكلما أرادت الراحة وجدت فى طريقها قصرا لا يقل فى فخامته عن قصر أبيها فى إنتظارها ، و حين وصلت إلى بغداد أقام لها الخليفة العباسي حفلات خيالية على مدى أيام هو الآخر وشغف الخليفة بها حبا لجمالها الأخاذ وأدبها الجم فكانت أحظى نسائه إليه. ولكن لم تمض شهور قليلة على زفاف قطر الندى إلى زوجها حتى قتل والدها ولم تلبث أن عاشت بعده بضعة اعوام حتى توفيت هى الأخرى وهى فى الثانية والعشرين من عمرها. واليوم نريد أن نزف عروسا آخر إلى العالم تحت شعار مصر بتفرح ، إلا أنى لا أرى عليها تلك الفرحة المزعومة وإنما أراها حزينة مهمومة هى الأخرى تماما كقطر الندى بدأت الاستعدادات لزفاف العروس فى إحتفالات مهيبة تجوب شرق البلاد وغربها فى ظروف إقتصادية بالغة السوء ، بعضها إحتفالات صادقة نابعة من قلوب أهل العروس للتعبير عن فرح وسعادة حقيقية ، والبعض الآخر مقام فقط "لكيد العوازل" لبث مزيد من الفرقة بين أبناء الشعب الواحد. مصر لن تعرف الفرح وهى تفقد كل يوم عددا من أبنائها بعضهم قتل غدرا فى سيناء والآخر غرقا فى الوراق أو حرقا فى مدينة العبور أو تسمما بمحلول معالجة الجفاف فى الصعيد. متى تطمئن مصر على أبنائها و تستأصل كل عوامل الإهمال والفساد والتسيب فى ربوعها ومتى سيدرك المصريون أنه ليس بالإحتفالات فقط تبنى الأمم؟