سيظل انتصار أكتوبر، محفورًا في عقول وأذهان المصريين، وشاهدًا على أمجاد وبطولات رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، من رجال القوات المسلحة الباسلة، التي استطاعت أن تسحق جيش الاحتلال الإسرائيلي، في حرب العزة والكرامة عام 1973. وتشهد مصر الاحتفال بالذكرى ال51، لانتصارات أكتوبر، بعد غد الأحد، ومشاهد الحرب التي قادها الرئيس البطل محمد أنور السادات، ورجال القوات المسلحة البواسل، ستظل أيقونة تقتدي بها الأجيال على مر العصور. اقرأ أيضا| ترند مصر في 73.. حكاية «قص شريط غنائم أكتوبر» بين المشير وعبد العاطي.. و«زفة» محطة مصر وأجرت «بوابة أخبار اليوم»، حوارًا مع عريف حماد سليمان حسن، أحد أبطال حرب أكتوبر، لمعرفة كواليس الحرب، ودروه في العمليات التي قام بها الجيش المصري، وإلى نص الحوار.. متى التحقت بالقوات المسلحة؟ التحقت بالقوات المسلحة فى 1969 والتحقت بسلاح الصاعقة وعمري 21 عامًا، وتدربت لمدة 3 أشهر بفرقة الصاعقة، والتحقت بالكتيبة 143 صاعقة، حتى انتهت الحرب فى 1973، وشاركت فى حرب الاستنزاف، وحصلنا على تدريب جيد لحماية المطارات، أثناء الحرب كما شاركت فى معركة بقرب كوبرى الفردان. ما هو الدور الذي قمت به في عملية رأس سدر؟ كنت مقاتل بسرية صاعقة وتحركنا من منطقة الجبل الأحمر، وحملنا بالطيران بعد أن صدرت الأوامر بالجاهزية، وحملتنا الطائرات ونزلنا فى منطقة خلف خطوط العدو فى منطقة بئر أبو جراد، وترجلنا لمدة 6 كيلو على الأقدام حتى وصلنا مضيق بئر رأس سدر، وكان يبعد أكثر من 80 كيلو عن قناة السويس. وكانت مهمتنا إغلاق المضيق ومنع العدو من التدخل في أعمال قتال الجيش الثالث وأعددنا الأسلحة، ووردت لنا إشارة أن عربات العدو وقواته فى الطريق، وتخفينا وبالفعل رصدنا لواء مدرع وحاملة جنود وعربتين محملين بالجنود و3 دبابات، وتعاملنا معهم بالأسلحة والزخيرة، وأغلقنا الممر وبدات المعركة حتى دمرناهم. وأتذكر أن المعركة استمرت من 6 صباحًا حتى 7 مساءً يوم 6 أكتوبر، ونجحنا فى تنفيذ المهمة وقتلنا قائد اللواء الذى احتمى خلف صخرة، وقمنا بضربها حتى مات تحتها، وبدأت القوات الجوية الضرب الساعة 2 ونحن عبرنا وقت ضرب المدفعية، وكانت المجموعة مكونة من 3 فصائل كل فصيلة مجموعتين وكنت فى آخر مجموعة التى تؤمن كل السرية. حدثنا عن عملية العبور.. وكيف تمكنت من الصمود رغم الصيام؟ كانت لى مهمة أخرى أثناء المهمة، وهى القيام بأعمال التمريض لعلاج جنود السرية، أما المهمة الثالثة فكانت ساعى المعركة لأن فى المعارك اللاسلكى يكون مع قائد السرية، ورئيس العمليات، وخلاف ذلك يتم التبليغ عن طريق أكثر المقاتلين سرعة، فكنت أقوم بتبليغ الأوامر بين أفراد السرية. تدربنا على كيفية العبور وكيفية التعامل، حتى فى حال عدم وجود أسلحة، وعرفنا بالحرب 5 أكتوبر، وعلمنا من خلال التدريبات وانتظار الأوامر، وفى يوم 6 أكتوبر الساعة 6 صباحًا، جاء قائد الكتيبة وقام بمصافحتنا وكنا صائيمين، وقال «لازم تفطروا»، وكان ردنا أننا سنحارب ونحن صائمين، وبدأت المعركة من يوم 7 إلى 17 أكتوبر، وكان المخطط للكتيبة 18 ساعة، وبعد 18 ساعة العدو لم يأت فبذلك تكون المهمة نجحت، إلا أننا تواجدنا فى المكان 24 ساعة مع كل منا لتر مياه. ما هو الدور الذي قام به بدو سيناء في معركة العبور؟ بدو سيناء قدموا المساعدات لنا، فكانت وجبتنا بسكوته كل يوم، وعندما زاد العدد بدأت الكمية تقل وكان البدو يقوموا بتهريب المياه فى براميل بنزين، وكنا نشربها حتى صدرت الأوامر بالعودة، وكنا نرى عربات للعدو تأتى ليلا لتحمل جثثهم، واتفقت أنا وزملائي ممدوح سامى ومحمود سلامة ومجموعة كبيرة كانت معانا على إسقاط تلك الطائرة لكن صدرت لنا الأوامر بالعودة. كيف كان شعورك عقب العبور العظيم؟ كان إحساس العبور لا يوصف، فكانوا يظنون أنهم الذراع الطولى والجيش الذى لا يقهر، فجاءت حرب أكتوبر لتكشف طبيعة الجندى الإسرائيلي الجبان.