اعتزازى وفخرى بشهر أكتوبر، فلأنه شهر النصر، شهر أراد الله فيه ان تنتصر قواتنا المسلحة الباسلة على العدو الإسرائيلي، فى حرب أكتوبر 1973، كنا نفتخر بأقاربنا واهالينا الذين خاضوا غمار المعركة، كنا نراهم كبارا، نتشرف بهم فى المجالس، اتذكر اخى الأكبر «عنتر يونس» شفاه الله وعافاه وكثيرا من اقاربى ممن نالوا شرف المشاركة، عندما تأتى ذكرى نصر أكتوبر، يروون لنا القصص والحكايات البطولية، التى شاهدوها أو كانو جزءا منها، كنا نحسن الاستماع، ونخرج الى الشارع نحكى ما سمعناه بفخر وعزة.. جيل نصر أكتوبر، كان ومازال نموذجا بطوليا، رغم مرور السنين، الا انه بنى قواعد المجد وحده فى وقت كانت مصر فى أشد الاحتياج الى هذه الفرحة التى عمت كل بيت فيها، بمختلف فكرهم وديانتهم.. رحم الله بطل الحرب والسلام، الرئيس الراحل، خالد الذكر محمد أنور السادات، الذى سبق عصره بكثير، واكرمه الله بعقلية سياسية وعسكرية فذة.. فى الوقت الذى احزن كثيرا كلما فكرت ونظرت الى حال جيلنا والاجيال الحالية، جيل لا يعرف عن نصر أكتوبر الا العناوين، ولا يدرى ما هى الفاتورة التى دفعها الوطن لاسترداد اراضينا المحتلة، وكم من الدماء الذكية التى سالت على رمال سيناء، جيل لا يعرف كيف عبرنا خط بارليف، وكيف قمنا بأسر جنود العدو آنذاك، جيل يعتقد انه حقق انتصارا بمجرد كتابة «بوست» على الفيس بوك، او عمل فيديو على السوشيال ميديا حقق كام نسبة مشاهدة، جيل لا يقرأ تاريخا، ولا يشغله انتصار ولا يسعى حتى لتطوير ذاته، الا ما رحم ربى بالطبع.. يا صديقى، تعاقب الأجيال سنة الحياة، والانتصارات ليست فى الحروب العسكرية فقط، لكنها فى التطوير والبناء والحفاظ على الهوية. الانتصارات يا صديقى تكمن فى بناء جيل جديد يعلم كيفية التعامل مع اعداء الوطن، فى ظل التطور التكنولوجى السريع، وعصر الذكاء الاصطناعى.. وليكن دافعنا نصر أكتوبر المجيد أعظم الإنتصارات العسكرية المصرية. دمتم بخير