بمناسبة الاحتفال بالمولد الدسوقي.. تشغيل القطارات الملغاة أيام الجمعة    عمرو سليم يعزف بأنامله السحرية بمهرجان الموسيقى العربية    الكشف على 865 مواطن خلال قافلة طبية مجانية بقرية عمر بن الخطاب بالبحيرة    إغلاق متراجع لمعظم الأسواق الأوروبية متأثرة بانخفاض أسهم شركات التكنولوجيا    الديهي: حصول المواطن على مياه نظيفة وصرف صحي أحد حقوق الإنسان    دخول مسيرتين من لبنان إلى شمال إسرائيل دون إصابات    باحث سعودي: زيارة ولي العهد السعودي لمصر تاريخية    أمريكا: إسرائيل لا تتخذ الخطوات الكافية لتفادي الأضرار بالمدنيين    أخبار الأهلي اليوم| رجال يد الأهلي يتأهل لدور ربع نهائي بطولة إفريقيا.. طارق قنديل مشرفًا على إعداد تقرير الجمعية العمومية    ياسر ريان: رمضان صبحي لن يعود للأهلي.. زيزو لاعب دولي.. والشحات الأفضل في مصر    هل وقع البانوبي للأهلي؟ شوبير يكشف الحقيقة    أيمن يونس: حسام حسن علاقته تحسنت باللاعبين.. وأتمنى ابتعاده عن التصريحات المثيرة    يشمل عدة مطارات.. نشأت الديهي يكشف تفاصيل برنامج الأطروحات المصري    المخرجة شيرين عادل: "تيتا زوزو" أحد أمتع المسلسلات التي أخرجتها وعجبتني فكرة العيلة    فيديو رجل يعتدي على زوجته في الشارع بسبب «تيك توك».. ورئيسة محكمة سابقة تطالب بهذا الأمر    نيكول كيدمان تحرج سلمى حايك وترفض التقاط صورة معها.. ما القصة؟ (فيديو)    رئيس جامعة الأزهر: مؤتمر التنمية المستدامة يحقق عمارة الأرض    جرح قطعي.. منتخب مصر يعلن طبيعة إصابة محمد الشناوي    نتيجة وملخص أهداف مباراة إسبانيا ضد صربيا في دوري الأمم الأوروبية    يوم التوقف الدولي الأخير.. جدول مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة    العربية اتقلبت.. مصرع شخص وإصابة آخر في حادث بطريق "أبو سمبل- أسوان"    مصرع شخص وإصابة آخر فى حادث انقلاب سيارة بطريق أبو سمبل- أسوان    رئيس مدينة دكرنس بالدقهلية يقدم واجب العزاء لأسرتي حادثي قطار المنصورة وجامعة الجلالة (صور)    فلاشة وتسجيلات تكشف الجريمة.. النيابة تأمر بالقبض على مساعدة هالة صدقي    د.حماد عبدالله يكتب: النصب بكلمة "مبروك " !!    محافظ الدقهلية يكلف رئيس مركز دكرنس بتقديم العزاء لأسرة فقيد حادث جامعة الجلالة.. صور    توقيع عقد لتوريد وتركيب وتشغيل واختبار العدادات الذكية بالجامعات الحكومية    معاً لحماية أولادنا: لقاء توعوي في المنيا لمكافحة مخاطر الزواج المبكر    محامي أمير توفيق: تقدمنا ببلاغ إلى النائب العام ضد تصريحات أحمد قندوسي    طريقة عمل الوافل، في البيت بأقل التكاليف    قبل اجتماع البنك المركزي.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الأربعاء 16 أكتوبر 2024    بمشاركة الجزيري.. جزر القمر تفرض التعادل على تونس وتشعل المجموعة الأولى (فيديو)    نشرة التوك شو| الحكومة تعلن عن حزمة من الإعفاءات التحفيزية.. وناج من حادث الجلالة يروى تفاصيل مأساوية    إحالة أوراق ربة منزل ونجار للمفتي لاتهامهما بقتل شخص في القليوبية    صحة كفر الشيخ: ضبط 135 منشأة طبية خاصة مخالفة وإنذار 37 أخرى    الأمن الإنسانى.. تيسيرات من "الجوازات" للحالات الإنسانية (صور)    إلقاء بالونات حرارية فوق مرفأ طرابلس شمال لبنان    ضياء رشوان: الميزات الكبرى لسياستنا الخارجية هي الاستقلال المصري والانتماء العربي    نتنياهو يتلقى "قائمة" بأهداف الهجوم المحتمل على إيران    وزير الخارجية الأوكراني يلتقي سفراء مجموعة العشرين لمناقشة صيغة السلام    حظك اليوم| الأربعاء 16 أكتوبر لمواليد برج الحوت    حظك اليوم| الأربعاء 16 أكتوبر لمواليد برج القوس    بسمة داوود: حبيت دوري في "تيتا زوزو" لأنه لذيذ وكنت محتاجاه    أخبار × 24 ساعة.. "التضامن" تعلن سداد المصروفات الدراسية للطلاب المكفوفين    ارتفاع جنوني في أسعار الذهب اليوم الأربعاء في مصر.. عيار 21 يحقق أرقامًا غير مسبوقة    ارتفاع جديد ل عز والاستثماري.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء 16 أكتوبر 2024    فيروس "ماربورغ " يشكل تهديدًا خطيرًا للبشرية.. جمال شعبان يحذر    «يا ريت يجلس في البيت».. جمال شعبان يوجه رسالة لطلاب المدارس بسبب البرد    عالم بالأوقاف: سيدنا النبى علمنا حب الوطن    تنظيم أولى ندوات التعامل اللائق مع رواد المساجد للعاملين بأوقاف كفر الشيخ    «حلقة نقاشية» لمدير إدارة حدائق أكتوبر مع طلاب مدرسة الإيمان للتعليم الأساسي    وزير الري يلتقي المدير الإقليمي لصندوق المناخ الأخضر    خالد الجندى: التيسير على المعسر يرفع الكرب عن صاحبه وينصفه الله دنيا وآخرة    قبل اتساع نطاقها.. وزير الأوقاف السابق يدعو لوقف العدوان على غزة ولبنان    وكيل صحة سيناء يتفقد وحدات الرعاية الأولية بالشيخ زويد    أبو الغيط يرد بالأدلة على المشككين في نصر أكتوبر -فيديو    أمين "البحوث الإسلامية" يلتقي واعظات الأزهر ويناقش معهن دعم خطط العمل الدَّعوي    "لا يسخر قوم من قوم".. تعظيم حرمة الإنسان وعدم التنمر موضوع خطبة الجمعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أكتوبر الانتصار.. مشاهد خاصة
نشر في أكتوبر يوم 06 - 10 - 2013

اتفقنا أو اختلفنا فإن حرب أكتوبر هى أعظم انتصار حققته مصر على امتداد تاريخها الحديث.. ليس فقط لأنه انتصار مبهر على العدو الإسرائيلى.. وإنما أيضا لأن هذا الانتصار ولد من رحم الهزيمة والنكسة.. كأننا انتصرنا مرتين فى حرب واحدة.. مرة على العدو ومرة على الهزيمة!
ومثل غيرى من الذين عاصروا هذه الحرب وعاشوا تفاصيلها وذاقوا حلاوة انتصارنا فى هذه الحرب.. أحتفظ بالكثير من الذكريات.. ذكريات الانتصار وذكريات الاحتفال بالانتصار.
وكم تبدو المفارقات غريبة.. وكم تبدو المشاهد الخاصة للحرب وذكراها عند كل واحد منا.. عجيبة!
المشهد الأول - أكتوبر 1973
الصدفة وحدها جعلتنى أقلب مؤشر «الراديو» قبل دقائق قليلة من إذاعة البيان رقم (1) الصادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة.. يوم السبت الموافق 6 أكتوبر من عام 1973.
كانت الساعة قد تجاوزت الثانية ظهرا وكانت ساعات الصيام قد دخلت ربعها الأخير عندما انطلق صوت المذيع بكلمات البيان الأول:
«قام العدو الساعة الواحدة والنصف بعد ظهر اليوم بمهاجمة قواتنا بمنطقتى الزعفرانة والسخنة بخليج السويس بواسطة تشكيلات من قواته الجوية.. عندما كانت بعض من زوارقه البحرية تقترب من الساحل الغربى للخليج.. وتقوم قواتنا حاليا بالتصدى للقوات المغيرة».
لم أكن أعرف ساعتها أن كلمات البيان غير صحيحة وأن العدو لم يهاجمنا الساعة الواحدة والنصف لا فى الزعفرانة ولا فى السخنة ولا فى أى منطقة أخرى.. وإنما كان المقصود بالبيان إعلان الحرب على إسرائيل!
نبهنى زميلى وصديق عمرى - المهندس جلال عبدالحميد - رحمه الله.. والذى كان من أبناء السويس المهجرين بعد حرب 67.. نبهنى إلى أن صدور بيان عسكرى من القيادة العامة للقوات المسلحة يختلف عن كل البيانات العسكرية التى كنا نتابعها على امتداد سنوات حرب الاستنزاف التى سبقت حرب أكتوبر.. وهو ما جعلنى أقلب مؤشر الراديو وأفتح التليفزيون بحثا عن أخبار جديدة.
بعد حوالى 15 دقيقة صدر البيان رقم (2) وتوالت بعد ذلك البيانات العسكرية الصادرة عن القيادة العامة للقوات المسلحة.. وأدركنا أنها الحرب!
فى البداية خفت وتحيرت.. خفت أن تكون بياناتنا العسكرية امتدادا لبيانات نكسة يونيو 67 التى كانت تتحدث عن تساقط طائرات العدو كالذباب.. بينما كانت طائراتنا هى التى تضرب على الأرض!.. وعن جنودنا الذين كانوا يقتربون من تل أبيب.. بينما كانوا تائهين فى صحراء سيناء!
كانت فرحتنا غامرة عندما اكتشفنا أن بياناتنا العسكرية دقيقة وصادقة.. والأهم أننا نقاتل بكفاءة واقتدار.. وبدأنا نشم روائح الانتصار.
طائراتنا تشن ضربة قوية وتعود جميعها إلا طائرة واحدة.. جنودنا يعبرون خط بارليف الحصين ويتمكنون بمدافع المياه من تحطيمه.. سلاح المهندسين ينجح فى إقامة كبارى العبور.. وتتساقط نقاط العدو الحصينة واحدة وراء الأخرى.. ويتبارى جنودنا البواسل فى صنع بطولات ومعجزات.. ويمنع حائط الصواريخ الطائرات الإسرائيلية من الاقتراب من أراضينا.. وتخوض مدرعاتنا معارك شرسة.
وتنتصر مصر وتشتعل الفرحة فى قلوب المصريين.
وكانت الصدفة أيضا هى التى جعلتنى أتواجد فى شارع رمسيس بينما كان موكب الرئيس السادات متوجها لمجلس الشعب لحضور الجلسة التاريخية التى تم فيها تكريم القادة العسكريين.
كان السادات - رحمه الله - وراحت الجماهير، وأنا واحد منهم، تصفيق له بمنتهى القوة والحماس.. وإن كانت فى الحقيقة تصفق للجيش المصرى الذى كان السادات مرتديا زى قائده الأعلى!
***
المشهد الثانى - أكتوبر 1989
التقيت بالمشير محمد عبد الغنى الجمسى - رحمه الله - أكثر من مرة.. حوالى أربع أو خمس مرات.. وفى كل مرة.. كنت أشعر أننى أجلس أمام التاريخ!.. كأننى جالس أمام الأهرامات أو معابد المصريين القدماء.
المشير الجمسى كان واحدا من أبطال حرب أكتوبر وقد تم تصنيفه ضمن أبرع 50 قائدا عسكريا فى التاريخ كما ذكرت أشهر الموسوعات العسكرية العالمية.
شغل الجمسى منصب رئيس المخابرات الحربية عام 1972 ثم رئيس أركان الجيش المصرى عام 1973 ثم وزير الحربية عام 1974.
أول مرة التقيت فيها بالجمسى كانت فى أكتوبر من عام 1989 فى ذكرى الاحتفال بنصر أكتوبر.. حاولت قدر الإمكان أن أحصل على أسرار لم تنشر من قبل عن الحرب فعرفت منه الكثير.. كيف خدعت مصر إسرائيل.. كيف تم تدريب الجندى المصرى على القتال بمنتهى الكفاءة.. كيف تم وضع خطة الحرب.. كيف استطاعت قيادة الجيش الاحتفاظ بموعد الهجوم سرا.. وغيرها من الأسرار المثيرة.. عشت معه الأيام التى سبقت الحرب وقرأت معه ما تحتويه «كراسة الجمسى» وهى الكراسة الشهيرة التى ضمت كل التفاصيل الدقيقة لحظة الهجوم.. ودخلت معه غرفة العمليات وعشت معه لحظة الانتصار.
وتكرر لقائى بالمشير الجمسى بعد ذلك.. وتكررت حواراتنا الصحفية.. وفى كل مرة كنت أشعر أننى أجلس أمام التاريخ.. تاريخ العسكرية المصرية!
***
المشهد الثالث - أكتوبر 2010
حضرت الكثير من الاحتفالات التى نظمتها القوات المسلحة فى ذكرى انتصار أكتوبر.. معظم هذه الاحتفالات أقيمت بالصالة المغطاة بمدينة نصر.. وهى فى العادة تشمل عروضا فنية وعسكرية.
الاحتفال الذى حضرته فى أكتوبر من عام 2010 لم يختلف كثيرا عما سبقه من احتفالات.. عروض فنية وعسكرية.. غير أنه كان احتفالا مميزا.. فلم يقم فى الصالة المغطاة وإنما أقيم على أرض سيناء.. على مساحة واسعة من أرض سيناء التى شهدت معارك حرب أكتوبر وشهدت أيضا الكثير من الحروب التى خاضتها مصر على امتداد تاريخها القديم والحديث.
العرض الذى شاهدناه فى هذا الاحتفال أثار إعجابنا بل وأثار انبهارنا فقد استخدم فيه الليزر بشكل حديث كما تم فيه توظيف أعداد هائلة من جنودنا البواسل للمشاركة فى العرض.. أما أكثر ما أثار إعجابنا وانبهارنا فى هذا الاحتفال فهو طريقة الوصول إلى مكان الاحتفال!
وصلنا الإسماعيلية ومن الإسماعيلية عبرنا إلى الضفة الشرقية لقناة السويس.. لم نعبر فى لنشات أو مراكب أو ما شابه وإنما عبرنا بنفس الطريقة التى عبر بها جنودنا القناة فى أكتوبر من عام 1973.. عبرنا فوق معابر أقامها سلاح المهندسين بنفس الطريقة التى أقيمت بها المعابر التى أقيمت عام 1973.
عبرنا القناة مثل جنودنا البواسل.. بنفس الطريقة ونفس الأسلوب.. الفارق الوحيد أننا كنا ذاهبين للاحتفال بينما هم كانوا ذاهبين للموت والشهادة!
***
المشهد الرابع - أكتوبر 2012
لم أصدق نفسى وأنا أتابع الرئيس المعزول محمد مرسى يطوف بعربة مكشوفة استاد القاهرة خلال الاحتفال بذكرى حرب أكتوبر المجيدة.. كأنه بطل الحرب.. بطل العبور!.. ولم أصدق نفسى وأنا أرى قتلة السادات يتصدرون الحضور كأنهم أبطال النصر.
انتابنى حزن عظيم وهائل وقلت لنفسى: نصر أكتوبر ضاع.. الإخوان سرقوه!
***
المشهد الخامس - أكتوبر 2013
الحمد لله الجيش الذى حقق الانتصار.. استرد الانتصار!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.