لماذا يشعر أغلبنا بالحنين إلى الماضى؟ ويشعر معه براحة النفس أو السعادة.. لا شك أن الحنين إلى الماضى شىء جميل خصوصاً مع المتغيرات الاجتماعية فى حياتنا ودخولنا عالم التكنولوجيا والفضائيات من أوسع الأبواب وعالم السوشيال ميديا من فيس بوك وتويتر وانستجرام وتيك توك.. هذا الشعور انتابنى وانتاب الكثير ونحن نشاهد مسلسل «عمر أفندى» حالة من الحنين إلى الماضى تملكتنى وتملكت الكثير ونحن نشاهد مصر فى حقبة الأربعينات وخصوصا فى عام 1943 فى زمن الرقى وزمن التواصل الاجتماعى الحقيقى أكثر مائة مرة من هذا الزمن الذى سيطرت فيه أزرار الكيبورد على ضحكاتنا وآهاتنا.. فأصبحت الأسرة الوحيدة فى عزلة عن أفرادها يتحدثون داخل البيت الواحد من خلال لمسات شاشات تليفوناتهم.. فالماضى دائماً يشعرنا بالبساطة والراحة وقلة احتياجاتنا وطموحاتنا ورخص الأسعار قياساً بالزمن الحاضر والأناقة والشياكة حتى فى الملابس. ولقد استوقفنى حوار فى إحدى الحلقات يحمل تبريراً أو علاجاً للقلق الذى نعيشه والذى يجعل الرأس لا يتوقف عن التفكير ليل نهار عندما سألت البطلة زينات عمر أفندى ما الفرق بين زمنكم وزماننا؟ فأجاب إجابة لخصت كل شىء بأن الناس فى زمننا نفس الشكل ولكنهم مختلفون فهم مضغطون ومطالبون بفعل أمور لم يفرضها عليهم أحد وأنهم يفعلون كل شيء بسرعة من أكل وشرب وعمل والشوارع مكتظة بالناس والسيارات عكس زمنكم يا زينات المليء بالهدوء والراحة فى الشوارع فالبيوت عندنا كثيرة جداً ولكن ينقصها الدفء والحب والحنان. أما فى الأربعينات فكانت البيوت قليلة ولكنها مليئة بالحب والدفء والترابط الأسرى.. فمشاعر الحنين إلى الماضى دائماً ما تكون دافعاً ومصدر إلهام وطاقة هائلة تعين الفرد على تجاوز الصعاب والأزمات وتعطى دفعة قوية للعبور من جميع المحن فهى كالمسكنات أو المهدئات التى تريح عقل وقلب الإنسان.