وسط مخاوف من انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية، نشرت الولاياتالمتحدة 12 سفينة حربية فيما كثف الغرب ضغوطه على طهران التى تبحث مع حلفائها الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية والقائد العسكرى بحزب الله فؤاد شكر وهو ما دفع إسرائيل لفرض حالة تأهب والتهديد بحرب شاملة فى حال استهداف مدنيين. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية عن مسئول بوزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون) قوله إن مدمرات أمريكية تتمركز فى منطقة الخليج وشرق البحر المتوسط، بما فى ذلك حاملة الطائرات «يو.إس إس.ثيودور روزفلت»، وفرق الهجوم البرمائي، وأكثر من 4 آلاف جندى من مشاة البحرية، مشيرًا إلى إعادة توجيه عدد من السفن الحربية المتمركزة فى البحر الأحمر. اقرأ أيضًا| رفع التأهب لتأمين السفارات والجاليات اليهودية فى العالم وفيما وصفته بسباق لتجنب اندلاع حرب إقليمية شاملة، قالت صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية إن دبلوماسيين أمريكيين وأوروبيين يجرون محادثات عاجلة فى مختلف أنحاء الشرق الأوسط. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي غربي قوله إن «الجميع» يضغطون على طهران لإقناعها إما بعدم الرد أو القيام بعمل رمزى. من جانبه دعا وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن أمس «جميع الأطراف» فى الشرق الأوسط إلى وقف «الأعمال التصعيدية» والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة. وذكرت شبكة «سى.إن.إن» الأمريكية أن بلينكن طلب من قطر نقل رسائل تهدئة لإيران وحزب الله. جاء ذلك فى الوقت الذى كشفت فيه صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أمس، عن حالة تأهب داخل إسرائيل وقالت إن حزب الله والحرس الثورى قد يؤخران الرد من أجل الاستعداد بشكل شامل. وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل نقلت رسالة إلى حزب الله عبر دبلوماسيين غربيين، تؤكد فيها على أن المعارك بين الجانبين يجب أن تقتصر على العسكريين فقط، وأن استهداف المدنيين الإسرائيليين بشكل واسع سيؤدى إلى حرب شاملة. كان المتحدث باسم حكومة الاحتلال قد أعلن أمس الأول، أن إسرائيل رفعت حالة التأهب القصوى. وضمن حالة التأهب، قال موقع «والا « الإسرائيلى إن جيش الاحتلال ألغى إجازات الجنود بالوحدات القتالية. وأصدر جهاز الأمن العام الإسرائيلى (شاباك) تعليمات أمنية «غير عادية» تخص رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزراء الحكومة الذين باتت مشاركتهم في أي حدث جماهيرى تتطلب «مساحة محمية» وفقًا لما ذكرته القناة ال12 الإسرائيلية. وأصدر رئيس الجهاز رونين بار أمرًا مباشرًا، ينص على أن «كل جولة يقوم بها نتنياهو والوزراء تتطلب موافقته الشخصية». وقالت هيئة البث الإسرائيلية، أمس إن عددًا من شركات الطيران الأجنبية ألغى رحلاته إلى تل أبيب، وأكدت أن مجالات السفر من وإلى إسرائيل «تتقلص سريعًا». فى المقابل، نقلت وكالة رويترز عن مصادر قولها إن مسئولين إيرانيين كبارًا سيلتقون خلال ساعات بممثلى حلفائها فى المنطقة من لبنان والعراق واليمن وذلك لبحث الرد المحتمل على إسرائيل. وقال رئيس هيئة الأركان الإيرانية: «ندرس الرد على اغتيال هنية الذى اعتبره «حتميًا». وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، قد ذكرت أن المرشد الأعلى الإيرانى على خامنئي أمر بالرد بشكل مباشر على إسرائيل. ونقلت الصحيفة عن 3 مسئولين إيرانيين، بينهم اثنان من الحرس الثورى، قولهم إن «القادة العسكريين الإيرانيين يفكرون فى هجوم مشترك بمسيرات وصواريخ على أهداف عسكرية فى محيط تل أبيب وحيفا، لكنهم سيحرصون على تجنب الأهداف المدنية». وأضافوا: «من بين الخيارات شن هجوم منسق من إيران واليمن وسوريا والعراق، لتحقيق أقصى قدر من التأثير». وفى تقرير لها، اعتبرت وكالة أسوشيتدبرس، أن الرد الإيرانى لاستعادة استراتيجية الردع دون إشعال فتيل تصعيد أكبر يعد «العمل الأكثر حساسية» فى عام شهد اقترابًا كبيرًا من اندلاع حرب إقليمية. وفى تصريحات لمجلة «نيوزويك» الأمريكية قال المحلل السياسى أمير حسين فازيريان إن طهران لديها 3 خيارات للرد الأول هو «عملية مباشرة» مثل ردها فى أبريل الماضى على الهجوم الإسرائيلى على قنصليتها بدمشق. والثانى «عملية غير مباشرة» باستخدام «الوكلاء»، أما الثالث فهو «عملية هجينة» تتضمن هجومًا إيرانيًا مباشرًا وضربات متزامنة من الوكلاء.