◄ الباحثة الاجتماعية.. فوجئت بطفليها في مؤسسة.. للأيتام؟! أحس كل منهما بأن الجوار والجامعة ورفقة الطريق شغل كل منهما بالآخر، حيث خفق قلبيهما بالحب، ومضت الأيام بنسج خيوط هذا الحب واللقاء الذي يتجدد كل يوم، وتعاهدا على الزواج بعد التخرج، ودفع بهما الحب إلى مواصلة الكفاح والنجاح لبناء عش الزوجية بعد أن ربط بينهما الحب رباط وثيق. حصل هو على الليسانس، وانتقلت هي إلى السنة الثالثة.. ولم يستطع الاتتظار، ووافقت الأسرة وتمت الخطبة والزواج قبل أن تنتهي من دراستها، ورفرفت السعادة بالقلبين العاشقين، وكان ثمرة هذا الزواج طفلين في عامين. اقرأ أيضا| العائلة المنكوبة.. ورحلة إلى الموت! تخرجت هي بعد ذلك من الجامعة، والتحقت بالعمل باحثة اجتماعية، بينما رفض هو الوظيفة وعمل بمهنة المحاماة بعد فترة التدريب في مكتب محام كبير، وافتتح مكتبًا للمحاماة. ومات والد الزوجة بعد أن ترك لها ثروة كبيرة فهي وحيدته، ومنذ ذلك اليوم بدأت التعاسة تحلق بأجنحتها السوداء فوق العش السعيد. وبدأ الخلاف يستعر بينهما بسبب طمع الزوج في ثروة زوجته، وطلب منها أن تعطيه توكيلا عاما لإدارة املاكها، لكنها رفضت وتدخلت أمها فاحتدم النزاع وطلبت منه أن يطلق ابنتها، لكنه رفض وطلب مبلغًا كبيرًا من المال، وعاد الزوج ليجد البيت خاليًا فقد صحبت الأم ابنتها وطفليها إلى بيت الأسرة. وبدأت الابنة تروي لأمها بأنه قد تغيرت أخلاقه بعد وفاة أبيها، وأصبح دائم الشجار معها من أجل النقود والاعتداء عليها بالضرب والسب إذا رفضت إعطائه، غير أنه كان يتركها ويسهر الليالي في شرب الخمر ولعب القمار، وإرهاقها بطلب النقود. عاشت الابنة في بيت أسرتها من أجل رعاية طفليها، وأدخلتهما المدارس الخاصة، وذات يوم عادت من عملها فلم تجد طفليها هرولت مسرعة إلى المدرسة التي أخبرها أحد المدرسين بأن الطفلين استقلا أتوبيس المدرسة بعد انتهاء اليوم الدراسي. انطلقت تبحث في كل مكان، وذهبت إلى حيث يقيم الزوج في الشقة التي اتخذها سكنًا ومكتبًا للمحاماة، فلم تعثر لهما على أثر، وذهبت إلى بيوت أسرته وأحد أصدقائه، وكأن الأرض انشقت وابتلعت الطفلين. سارت تجوب الشوارع كالمجنونة.. تتفرس في وجوه الأطفال، وذهبت إلى أقسام الشرطة والمستشفيات، وأصيبت بانهيار عصبي كاد يؤدي بها إلى الجنون، وبعد شهر من اختفاء طفليها خطر لها أن زوجها ربما يكون أودعهما إحدى مؤسسات الأيتام انتقامًا منها. وكانت المفاجأة عندما ذهبت إلى إحدى المؤسسات وفوجئت بطفليها بين الأطفال اليتامى، وأسرعت وتقدمت ببلاغ ضد زوجها فما من أحد له مصلحة أو غاية في إيداع الطفلين في الملجأ غير زوجها انتقامًا منها. وتم استدعاء الزوج الذي أنكر اتهامها له، وطالبها بتقديم الدليل على اتهامه، لكن الزوجة أغمرتها الفرحة بعثورها على صغيريها، وتنازلت عن بلاغها ضد الزوج، وظل إيداع الطفلين ملجأ الأيتام سرًا لايعلمه غير الزوج وحده؟! وأبدت الزوجة استعدادها لدفع النقود التي طلبها الزوج مهما بلغت، وأن تتنازل عن دعوى النفقة لها ولطفليها، ودعوى الطلاق مقابل أن يحرر الزوج على نفسه تعهد بعدم التعرض لها وللطفلين. ووافق الزوج، واسدل الستار عن قصة حب بدأت في الجامعة وانتهت في قسم الشرطة، وخرجت الأم المطلقة وقد تعلق بها صغيريها، والفرحة لا تسع قلبها.