«بدأنا تغيير الشرق الأوسط»، هكذا أعلن مجرم الحرب نتنياهو عقب بدء غارات جيشه بالجنوب اللبناني، وتلك الجملة تلخص معاناة غزة واضطراب المنطقة منذ حوالى عام، وتثبت جليا ومجددا أهداف سفاحى تل أبيب من حرب الإبادة الشاملة للقطاع والضفة! وتعيدنا لبدايات الهجوم الإسرائيلي على غزة وما أثرناه وغيرنا وقتها من اسئلة منها:- هل حقا إسرائيل بكل إمكاناتها العسكرية والتقنية لم تعلم بطوفان الأقصى، وهل فشلت حقا فى رصد انطلاقه، هل عجزت كذلك عن وقف هذا الطوفان؟! أم انها ضحت بما سببه الطوفان وقتها وتضحى حاليا بأسراها لتحقيق أهداف كبرى تهون دونها تلك التضحيات؟! لقد تيقنا أن إسرائيل خططت جيدا لتحقيق استراتيجيتها الرئيسية منذ سنوات لتغيير الشرق الأوسط لصالحها، وجاءت شرارة البدء مصادفة أو بقصد! بعد طوفان الأقصى، تلك الاستراتيجية التى تنفذها حاليا تل أبيب بدهائها وخبثها المعروف ومنهجها العسكرى الراسخ، الانفراد بخصومها واحدا تلو الآخر للإجهاز عليه، فقد بدأت بقطاع غزة وبعد أن سوته بالأرض ودمرته تماما وقضت على قدرات حماس وجماعات المقاومة، اتجهت إلى الضفة الغربية لتنفذ بها ما نفذته بغزة وصولا لتصفية القضية الفلسطينية تماما، واستدارت إسرائيل حاليا إلى حلفاء إيران بالمنطقة، وبدأت التصفية بحزب الله ووضح تماما انها تخطط لتلك الهجمات والحرب الشاملة منذ شهور طويلة وربما سنوات، وسيحل الدور على باقى الأذرع الإيرانية بالعراق وسوريا وغيرهما، وربما حل الدور لاحقا على طهران نفسها إذا مثلت عائقا امام استراتيجية تل أبيب للشرق الأوسط الذى تنشده، لكن هل سيقف الدور عند ذلك أم يمتد لما لا يتوقعه أحد؟ وهذا يتوقف على الأهداف المرحلية لتل أبيب واستعداد جيرانها! لكن وبشكل سريع وموجز، ماذا تستهدف إسرائيل من وراء كل هذا؟!أحيلكم بالطبع لتصريح نتنياهو السابق بتغيير الشرق الأوسط، وهو هدف لقوى عالمية عديدة وإسرائيل مستفيدة وأداة التنفيذ، وأحيلكم كذلك وفورا الى تصريح ترامب الذى أشرت إليه سابقاً حيث أبدى رفضه لصغر المساحة الحالية لإسرائيل وسعيه إلى مضاعفتها؟