تشير الأبحاث إلى أن تناول مربعات من الشوكولاتة الداكنة مع فنجان من الشاي في فترة ما بعد الظهيرة يمكن أن يقلل من فرص الإصابة بالخرف بنسبة تتجاوز 25%. وتظهر الدراسات أن الأنظمة الغذائية الغنية بالفلافونويد، وهي مركبات نباتية تتواجد في الشاي، التوت، والشوكولاتة الداكنة، تساهم بشكل كبير في تقليل خطر الإصابة بهذا المرض الذي لا يُعالج. اقرأ أيضًا | 5 زيوت للطبخ تعتبر الأسوأ لصحتك.. تعرف عليها ويعتقد العلماء أن لهذه المركبات تأثيرات وقائية على خلايا الدماغ، حيث تساعد في منع تراكم لويحات بيتا أميلويد، التي تُعتبر علامة على مرض الزهايمر. وقام باحثون من جامعة كوينز في بلفاست بتحليل بيانات غذائية لأكثر من 120 ألف بالغ في المملكة المتحدة، تتراوح أعمارهم بين 40 و70 عامًا، على مدى ست سنوات، وجدت الدراسة أن تناول 6 حصص إضافية يومياً من الأطعمة الغنية بالفلافونويد، خصوصاً التوت والشاي، مرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالخرف بنسبة 28%. لوحظ أكبر انخفاض في المخاطر لدى المشاركين الذين تناولوا يوميًا اثنين على الأقل من العناصر التالية: 5 أكواب من الشاي، ونصف حصة من التوت، مقارنة بالذين لم يتناولوا أيًا منها. تعيش نحو مليون شخص في المملكة المتحدة مع شكل من أشكال الخرف، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 1.4 مليون بحلول عام 2040. على الرغم من أن العمر والعوامل الوراثية تلعب دورًا كبيرًا في تطور المرض، أظهرت الأدلة أن عوامل الخطر مثل النظام الغذائي قد تلعب دورًا مهمًا في الوقاية. قال البروفيسور إيدين كاسيدي، من معهد الأمن الغذائي العالمي في كوينز: "كانت النتائج أكثر وضوحًا لدى الأفراد المعرضين لخطر وراثي مرتفع، وكذلك الذين يعانون من أعراض الاكتئاب". يعتقد العلماء أن الفوائد الصحية لمركبات الفلافونويد تشمل خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات ومضادة للسرطان. وقد تم ربطها أيضًا بانخفاض خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى تحسين الوظائف الإدراكية. تأتي هذه النتائج بعد أسابيع فقط من التوصل إلى طرق جديدة لخفض خطر الإصابة بالخرف، مما يرفع الإجمالي إلى 14 طريقة. أوضح الباحثون أن تحديد الأطعمة الغنية بالفلافونويد قد يساعد في صياغة توصيات غذائية فعالة لكل من بحوث التدخل والمبادرات الصحية العامة. وقالت الدكتورة إيمي جينينجز من كلية العلوم البيولوجية في كوينز: "تقدم هذه النتائج رسالة واضحة للصحة العامة، حيث تشير إلى أن إجراء بسيط مثل زيادة الاستهلاك اليومي للأطعمة الغنية بالفلافونويد قد يخفض من خطر الإصابة بالخرف، خاصة في الفئات السكانية المعرضة للخطر". وأضافت: "حالياً، لا يوجد علاج فعال لهذا المرض، لذا فإن التدخلات الوقائية لتحسين الصحة ونوعية الحياة يجب أن تظل أولوية رئيسية للصحة العامة".