التغيرات المناخية التى تجتاح العالم، أدت إلى تصاعد احتياجات توفير الأمن المائى الإقليمى، وتعزيز التعاون والاستراتيجيات القابلة للتطبيق بهدف استكشاف فرص الابتكار والنمو الواعدة، والخروج بحلول فعالة لضمان وصول المياه النظيفة والصرف الصحى للجميع، خاصة فى المنطقة العربية التى يطلق عليها البعض مصطلح «مثلث العطش». ووسط هذه الظروف، أطلق المجلس العربى للمياه، تحت رعاية جامعة الدول العربية أمس، فعاليات اليوم الأول من «المنتدى السادس للمياه»، والذى يستمر 3 أيام فى أبوظبى، لاستعراض الإجراءات المستقبلية الواجب اتخاذها لاستدامة المياه، والحفاظ على أمن العرب المائى، ووضع «خارطة طريق» نحو مستقبل مستدام. اقرأ أيضًا | مصاريف المدارس الخاصة.. خارج السيطرة| أولياء الأمور: الزيادات غير قانونية وقال د. حسين العطفى أمين عام المجلس العربى للمياه وزير الرى الأسبق: رغم ما تتمتع به منطقة الشرق الأوسط من موارد مائية هامة مثل نهر النيل، والنيل الأزرق، ونهر الأردن، ونهرى دجلة والفرات، فضلاً عن توافر المياه الجوفية فى كثير من بلدانها، فإن كثيراً من دول المنطقة لا سيما العربية، تواجه تحديات كبرى تقف فى وجه تحقيق أمنها المائى بشكل يهدد الأمن القومى لتلك الدول. ولفت إلى أن الدراسات أبرزت تلك التحديات فى ندرة المياه وعدم كفايتها مقارنة باحتياجات السكان، لدرجة وصف البعض للمنطقة العربية بأنها «مثلث العطش»، حيث يعيش نحو 60٪ من قاطنيها فى مناطق تعانى من مستوى مرتفع من إجهاد المياه السطحية. حضر الجلسة الافتتاحية المشتركة للمنتدى والمؤتمر العالمى للمرافق، الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبوظبى رئيس المجلس التنفيذى لإمارة أبوظبى وأكثر من 15 وزيرا و1400 مندوب وخبير و280 متحدثا فى مجالات المياه والمرافق. ومن جانبه شدد د. هانى سويلم وزير الرى على ضرورة مواجهة مصر أزمة ندرة المياه، التى تعد فريدة من نوعها دولياً، إذ تتصدر قائمة الدول الأكثر جفافًا بأقل معدل لهطول الأمطار فى العالم، وتعتمد على مورد مائى واحد هو نهر النيل بنسبة 98٪ من مواردها المائية المتجددة، يذهب أكثر من 75٪ منها لتوفير الأمن الغذائى للمصريين عبر الزراعة، مصدر الرزق لأكثر من 50٪ من المواطنين، كما أن نصيب الفرد فى مصر من المياه يقترب حثيثاً من الندرة المائية المطلقة، بمعدل 500 متر مكعب للفرد سنوياً.. وتناول سويلم تفاصيل الاستراتيجية الوطنية لمصر فى إدارة الموارد المائية لتوفير مياه الشرب وتحسين نوعيتها وترشيدها، وتبنى سياسة للأمن الغذائى توازن بين الإنتاج المحلى والواردات. وفى كلمته، طالب د. محمود أبوزيد رئيس المجلس العربى الحكومات بأن تعطى الأولوية لأمن المياه ضمن أجنداتها الوطنية.. وأشار إلى أن التحديات التى نواجهها اليوم هائلة، ولكنها ليست مستعصية على الحل، وبالتصميم والإبداع والالتزام بالتعاون، يمكننا التغلب على هذه التحديات. من جانبه، اكد أحمد أبوالغيط أمين العام جامعة الدول العربية أن الممارسات الإسرائيلية الغاشمة لم تقتصر على قتل الأبرياء فى مجازر بشعة يوميا، بل امتدت إلى سرقة المياه العربية فى الأراضى المحتلة ونقلها إلى مستوطناتها، وبيع ما تبقى لأصحاب المياه الحقيقيين وهم الفلسطينيون! وطالب بمحاكمة إسرائيل على سرقتها للمياه العربية وتعطيش الشعب الفلسطينى المحتل.