نحن نحتفل هذه الأيام بمولد رسولنا الكريم ندعو الله أن يتبع شبابنا سنته فى الزواج فقد قال عليه أفضل الصلاة والسلام: «من يستطع منكم الباءة فليتزوج» وكان رسول الله رغم تعدد زوجاته عادلًا فى المبيت والكسوة والمأكل، فإذا خرج لسفر اقترع بينهن فى المبيت وكان يعيش بينهن رجلًا ذا قلب وعاطفة ووجدان، حياته يملؤها الحنان والمودة والرحمة فكان يدللهن فينادى على السيدة عائشة بالحميراء أى ذات اللون الأبيض المختلط بالأحمر وقال عنها «إن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام» والثريد هو العيش داخل مرقة اللحم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه. كما أنه كان يعلن حبه للسيدة خديجة ويقول «رزقت حبها» فرغم أنها كانت تكبره بأكثر من عشر سنوات فإنه أحبها وقدرها واحترمها... وقد حج الرسول بنسائه فلما كان هناك رجل يسوق مسرعا بهن قال له الرسول «سوقك بالقوارير» أى نهاه عن الإسراع بهن... وبينما يسيرون برك جمل زوجته صفية وكانت من أحسنهن ظهرًا فبكت فأسرع إليها رسول الله فجعل يمسح دموعها بيده فتزداد بكاء فأمر الناس بالوقوف للراحة رغم عدم رغبته فى ذلك. وكانت زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم يغرن عليه فكان صبورًا يتحمل هذه الغيرة و يدعو للتى تغار بقوله «اللهم اغفر لها ذنبها وأذهب غيظ قلبها وأعذها من الفتن». هذه بعض لمحات من معاملة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لزوجاته وهذه سننه التى يتناساها الرجال ولا يتذكرون منها إلا التعدد رغم أن أغلبهم لا يعدلون فى معاملاتهم حتى وإن كان معه زوجتان فقط أو حتى زوجه فلا يعاملها بالحسنى، كما كان يفعل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، فقد كان يستشير السيدة خديجة. عزيزى الشاب إذا أقبلت على الزواج فلتسر على نهج رسولك.. كذلك عزيزتى الفتاة كونى قنوعة راضية محبة لزوجك مطيعة له، لا تغالى فى طلباتك، أسعدكم الله وكل عام وحضراتكم بخير.