فى مدارس الحكومة زمان علمونا أغنية تقول «الأرض بتتكلم عربى»، وهى أغنية بالتأكيد لا يعرفها الآن أولادنا ولا أحفادنا فقد أصبحت الأرض تتكلم «غربى» وبجميع اللغات حتى لو اضطروا للكتابة ب اللغة العربية كتبوها بحروف إفرنجية ناهيك عن الأخطاء الإملائية الفجة بل وأصبحت حصيلة اللغات الأجنبية هى المؤهل للقبول بالمدارس والحضانات وأهملنا القرآن الكريم الذى هو الأصل والمنهج واللسان العربى المبين. ولهذا فإننى أثمن قرار وزير التعليم بإدراج مواد الدين واللغة العربية والتاريخ والجغرافيا لتلاميذ المدارس الدولية بمراحلها المختلفة كمواد أساسية تدخل فى المجموع وذلك لاستعادة الهوية التائهة وتعزيز الانتماء وتقويم السلوك وتعديل اللسان المعوج.. ولكن للأسف هذا القرار كان ينقصه الحوار المجتمعى للإحاطة بجميع الظروف المحيطة والاستماع إلى جميع الأطراف للوصول إلى حل يرضى -ولو جزئيا- جميع الأطراف. وذلك حتى لا يضطر أولياء الأمور وبعض المدارس للجوء إلى القضاء كما هو حادث الآن بحجة استقلالية التعليم الدولى عن القوانين الوطنية، حيث يخضع فقط لقواعد المؤسسات التعليمية المانحة للشهادات، كما أنه سيزيد عدد المواد التى يدرسونها بما يعنى زيادة الضغط النفسى وتقليص فرص الالتحاق بالتعليم الحكومى. وتستمر المعركة ويستمر الجدل ليعود السؤال لوزير التعليم حول قراره بإلغاء تدريس بعض المواد للتعليم النظامى ومنها مواد الفلسفة والمنطق وبدون حوار مجتمعى أيضًا: ماذا لو أكل نيوتن التفاحة التى سقطت فوق رأسه ببساطة ولم يفكر بالمنطق؟!