تشكل المناظرة التى جرت بين المرشحين ل انتخابات الرئاسة الأمريكية الرئيس السابق دونالد ترامب ونائبة الرئيس كامالا هاريس منعطفًا خطيرًا فى السباق الرئاسى إلى البيت الأبيض. وفى الوقت الذى حققت فيه هاريس فوزًا أكدته استطلاعات الرأى كما أكده الكثير من المراقبين إلا أن ترامب لم يخرج خاسرًا.. وبينما رفض ترامب إجراء مناظرة أخرى مع هاريس رحبت الأخيرة بإجراء مناظرة أخرى حيث أكد ترامب انه قام بمناظرتين وهذا يكفى باعتبار أن مناظرته مع بايدن كانت الأولى. اقرأ أيضًا | الإعلام الإسرائيلى: فاشل وديكتاتور ومتهم بالخيانة العظمى وقال ترامب إن جميع المشاكل التى تسببت فيها هاريس وبايدن نوقشت بتفصيل كبير خلال المناظرة الأولى مع بايدن، والمناظرة الثانية مع «مرشحة اليسار الراديكالى للديمقراطيين الرفيقة هاريس» على حد تعبيره. وأضاف أن استطلاعات الرأى أظهرت بوضوح أننى فزت فى المناظرة ضد هاريس، مؤكداً أنه «لن تكون هناك مناظرة ثالثة». فى المقابل، قالت هاريس «أنا وترامب مدينان للناخبين بإجراء مناظرة رئاسية أخرى».. وقد أظهر استطلاع للرأى أجرته وكالة رويترز وشركة إبسوس تقدم هاريس على ترامب ب 5 نقاط مئوية. ووفقاً للاستطلاع فإن 47٪ من المستطلع آراؤهم أعربوا عن دعمهم لهاريس، فيما قال 42٪ إنهم سيصوتون لترامب ورغم أهمية المناظرات إلا أن نتائجها لا تؤثر على النتيجة النهائية للانتخابات ومثال على ذلك سجلت استطلاعات الرأى التى جرت بعد مناظرة ترامب وهيلارى كلينون عام 2016 فوز كلينتون الساحق عليه إلا أن ذلك لم يؤثر على نتيجة الانتخابات التى فاز فيها ترامب. وبعد المناظرة استأنف ترامب وهاريس جولاتهما الانتخابية حيث أجرى ترامب مؤتمرا بولاية أريزونا وهى إحدى الولايات المتأرجحة والولاية التى خسرها بفارق ضئيل أمام بايدن قبل أربع سنوات. وتوجهت هاريس إلى نورث كارولاينا سعياً لتكرار التجربة الناجحة هناك للرئيس السابق باراك أوباما، الذى استطاع الحصول على تصويت الولاية عام 2008، رغم أنها محسوبة على الجمهوريين. وتُظهر متوسطات الاستطلاعات التى أجرتها صحيفة «واشنطن بوست» أن هاريس وترامب متعادلان هناك.. من جانب آخر عبر الجمهوريون عن مخاوفهم من فشل حملة ترامب من استعادة المبادرة، بعد أدائه فى المناظرة، الذى وصفه بعض النواب بالفظيع رغم تقليلهم من تداعياتها على قاعدته الشعبية. وقال أحد النواب الجمهوريين، الذى فضل إخفاء هويته لقناة «فوكس نيوز» إنه يعتقد أن أداءه سيؤثر فى الناخبين المترددين، الذين تعد أصواتهم مهمة للغاية.. وقال نائب جمهورى آخر إن ترامب كان فى مأزق عنيف فى هذه المناظرة. واعتبر المناظرة واحدة من أسوأ المناظرات التى رآها على الإطلاق، وقال نائب ثالث إن هاريس أزعجت ترامب بالتأكيد، مشيراً إلى أن زملاءه فى مجلس النواب يتفقون على أنها أدت بشكل جيد. وأنها نجحت فى استفزاز الرئيس السابق، وهذا خطأ كبير منه.