رئيس الوزراء يلقي كلمة في احتفالية إطلاق المبادرة الرئاسية للتنمية البشرية "بداية"    إيد في إيد هننجح أكيد، ندوة عن جودة التعليم في الوادي الجديد    محافظ القليوبية يشهد انطلاق فعاليات مبادرة "بداية" (صور)    وزارة النقل تدعو المواطنين للمشاركة في التوعية بأضرار ظاهرة رشق الأطفال للقطارات    عقب عملية تفجير ال pager، نتنياهو يعقد اجتماعا أمنيا فى غرفة تحت الأرض    الأهلي يوافق على إعارة أحمد عابدين لسيراميكا    غزل المحلة يتعاقد مع بنشرقي    مصرع شاب أثناء التنقيب عن الآثار داخل منزل بطوخ في القليوبية    هيئة البريد تكرم أوائل الثانوية العامة والأزهرية والدبلومات ضمن مبادرة مسار    7 مصابين في تصادم سيارة نقل ودراجة نارية بالعياط    شيرين عبد الوهاب تحيي حفلا في الكويت 28 نوفمبر    روجينا: مسلسلي في رمضان 2025 "هيضايق الرجالة ويزعلهم مني"    حملة 100 يوم صحة: تقديم 74 مليونا و412 ألف خدمة مجانية    حملة «100 يوم صحة» قدمت أكثر من 74 مليون و412 ألف خدمات مجانية خلال 47 يوما    معلمو الحصة يناشدون بصرف مستحقاتهم وتوقيع عقود دائمة    نتيجة تنسيق الدبلومات الفنية 2024.. عبر الموقع الرسمي للوزارة فور إعلانها رسميًا    قومي المرأة بالمنيا: إقبال كثيف على ملتقى التوظيف تزامنًا مع مبادرة "بداية"    ضربة قوية لبرشلونة.. إصابة فيرمين لوبيز    2 مليار شخص يعيشون ببلدان بها ندرة مياه.. العراق تتطلع للاستفادة من الخبرات المصرية في إدارة المياه    برلمانى: المتحدة أصبحت شريكا أساسيا فى دعم عملية الإصلاح التشريعى    محمد عبدالحافظ يكتب: إرادة الزعماء الثلاثة    هيئة البريد تكرم أوائل الثانوية العامة والأزهرية والدبلومات الفنية ضمن مبادرة «مسار»    بعد وفاة فتاة.. مفيدة شيحة تحذر من سماعة الأذن «الإيربودز» في هذه الأماكن (فيديو)    وزير الاتصالات يشهد ختام هاكاثون "بالمصري تك" لتعزيز الهوية المصرية واللغة العربية    صحة البحيرة تحتفل باليوم العالمي لسلامة المريض.. صور    نائب محافظ الإسماعيلية يناقش الاستعدادات النهائية لإقامة مهرجان الفنون الشعبية    الشركة المتحدة تنعى الزميل أحمد قاعود: ترك لنا الفن.. ورحل بروحه    حقيقة ضبط مخرج ومنتج ومؤلف بتهمة النصب على «روتانا» في 15 مليون جنيها (تفاصيل)    «أنتوا بتنسوا إننا بشر».. حلا شيحة تتعرض لانتقادات من متابعيها..ما القصة؟    مستشار النمسا: نهر الدانوب بأكمله مغلق أمام حركة الشحن    واشنطن: نركز على إنهاء الحروب خلال اجتماع زعماء العالم بالأمم المتحدة    وزير التعليم العالي: الأفكار الابتكارية للطلبة تمثل الأمل في المستقبل    هل يجوز الحلف على المصحف كذبا للصلح بين زوجين؟.. أمين الفتوى يجيب    خالد عبدالغفار: المشروع القومي للتنمية البشرية يستهدف الاستثمار في رأس المال البشري    البرتغال: قوات الإطفاء تكافح أكثر من 100 حريق غابات    فضل دعاء الصبر على البلاء وأهميته في حياة المسلم    تطور جديد في اتهام مدير مستشفى شهير عقر كلبه سيدة وابنتها الحامل بالشيخ زايد    رئيس جامعة سوهاج يستقبل طالبة مبدعة من الطلاب الجدد ذوي القدرات الخاصة    النصر السعودى يعلن إقالة المدرب البرتغالى لويس كاسترو رسميا    طريقة عمل البصارة، أكلة سريعة التحضير واقتصادية    «التموين»: إنشاء 6 صوامع حقلية بتمويل من برنامج مبادلة الديون الإيطالية    «العليا للحج والعمرة»: إلغاء التأشيرات الافتراضية.. و5 ملايين جنيه ضمانات للشركات    سبب فشل انتقال محمد علي بن رمضان للأهلي.. مفاجآت جديدة    آفاق مسرحية تغلق باب التقدم للورش المجانية بعد 4 أيام من الإعلان عنها    مصدر من رابطة الأندية ل في الجول: استقرينا على شكل الدوري "الاستثنائي"    دبلوماسي: الضربات الأوكرانية بأسلحة غربية فى العمق الروسي وضع جديد تمامًا    بالصور- "دنشواي" بالمنوفية تكرم 300 من حفظة القرآن بالقرية    وزير الزراعة يبحث مع السفير البريطاني التعاون في مجال البحث العلمي ودعم منظومة الأمن الغذائي المستدام    قرار من القضاء بشأن متهمي خلية المرج الإرهابية    ريليفو: محادثات متقدمة بين النصر السعودي وبيولي لتدريب الفريق    "صباح الخير يا مصر" يحتفى بذكرى ميلاد الشيخ محمود خليل الحصرى    جثة في الفناء.. العثور على طفل ميتًا داخل مدرسة بالفيوم    تشييع جنازة منفذ عملية جسر الملك حسين بعد تسليم جثمانه للأردن (فيديو)    العثور على الغواصين الثلاثة المفقودين في مرسى علم    دعاء خسوف القمر.. أدعية مستحبة رددها كثيرًا    وزير الخارجية: زيادة نسبة السياح المجريين لمصر لما كانت عليه قبل كورونا    وزير الأوقاف السابق: من يسرق الكهرباء فهو يسرق الشعب والدولة    مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 17 سبتمبر 2024 والقنوات الناقلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حامد عز الدين يكتب: «فبأي آلاء ربكما تكذبان»
آخر صفحة

لا تبدو صحيحة كل تفاسير أو تفسيرات المفسرين لمعنى آلاء في الآية (فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) التي تكررت 14 مرة في سورة الرحمن. فتطبيقًا للقاعدة الذهبية بعدم وجود ترادف في القرآن الكريم فإنه لا يجوز تفسير آلاء بالنعم. ذلك ان كلمة نعمة وردت في القرآن الكريم بمشتقاتها 138 مرة في 18 موقعًا مختلفًا. منها على سبيل المثال: (وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ)- النحل 53، وكذلك في الآية 67 من سورة العنكبوت: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ)، وفي الآية 35 من سورة القمر: (أَفَبِلْبَطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ). ثم في الآية 18 من سورة النحل: (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ). كما أن الفعل «تكذبان» الوارد في الآية لا يجوز تطبيقه على النعمة، ذلك أن نفي النعمة هو سترها بمعنى الكفر بها «وبنعمة الله يكفرون». والاساس هو أن الكفر عكس الإيمان، أما التكذيب فهو عكس التصديق الذي يحتاج الى دليل مادي، فلايمكن ربط آلاء «بمعنى النعم» بالفعل «تكذبان» المقصود به الجن والإنس في سورة الرحمن بوصفهما المكلفان بالعبادة: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) - الآية 56 الذاريات.
ولما كان الكفر هو عكس الإيمان، فدعونا نتفق على أن الإيمان يتحقق بالظن، والظن هو الإقرار بغير دليل: (مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) «المائدة:69». أو كما في قوله سبحانه: (الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ يرجعون) -الآية 46 من سورة البقرة. فالفعل يظنون هنا بمعنى يؤمنون بغير دليل. أما التصديق فستجده لدى هؤلاء الذين صدقهم الله وعده حقًا وعاينوا في الجنة ذلك الثواب الوافر والعطاء العظيم: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) - الآية 56 من سورة الزمر.
فنحن -المؤمنين- نؤمن، من دون دليل مادي، مثلا بوجود الجن، لكننا لا نصدقه، أما العلماء فهم لا يؤمنون بالجن لأنهم يحتاجون إلى دليل مادي ملموس فالأمر المادي بالنسبة إليهم خاضع لقضية التصديق والتكذيب وليس الإيمان والكفر.
وعليه فإن معنى آلاء هي الأدلة التي تؤكد الصفات الإلهية للرب الذي آمنا به -كمؤمنين، وآمن به العلماء من خلال دراستهم المتعمقة كرب خالق فاعل. فالقرآن الكريم يصف الله -سبحانه- بأنه رب السموات والأرض أي خالق ذلك ومدبره والحاكم والمتصرف فيه الذي لا معقب لحكمه: (رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا)- الآية 65 من سورة مريم. ولم يقل المولى عن ذاته إنه -سبحانه- إله السموات والأرض.
ولكن الله يدعونا إلى الإيمان بالله وبرسوله والملائكة وهو كما أسلفنا إيمان مبني على الظن: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا)- الآية 136 من سورة النساء). ولهذا فإن العلماء صدقوا بربوبية الله الذي خلق السموات والأرض بقواعد علمية لا شك فيها، لكنهم لم يصدقوا إلهيته التي تحتاج - بالنسبة إليهم - إلى أدلة مادية.
وهو ما تحقق في إثبات الربوبية بالفعل كما في الآية 53 من سورة فصلت: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ).
وكلمة إله هي من الفعل أله ويعني يلجأ الجميع إليه، والاسم منه الله، التي تعني استتر وارتفع وعلا علوا كبيرا ، فالله مستتر. أما الرب فتعنى الذي يخلق ويفعل ويشرع. (إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَاهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا)- الآية 98 من سورة طه. أي أنه لا معبود إلا وجهه الكريم، فلا يؤله، ولا يحب، ولا يرجى ولا يخاف، ولا يدعى إلا هو، لأنه الكامل الذي له الأسماء الحسنى، والصفات العلى، المحيط علمه بجميع الأشياء، الذي ما من نعمة بالعباد إلا منه، ولا يدفع السوء إلا هو، فلا إله إلا هو، ولا معبود سواه. وعندما نقول إله فهي التي تستخدم للعاقل من الإنس والجن المكلف بالعبادة، أما صفة الربوبية فتستخدم للعاقل ولغير العاقل.
كل إله هو رب، والله تشمل كلًا من الرب والإله. الرحمن هي صفة للرب الخالق. والعلماء صدقوا وجود الرب من خلال خلقه للسموات والأرض وما بينهما. لذلك تساءل ألبرت أينشتاين قبل وفاته: لقد بحثت كثيرًا في كيفية خلق الكون طبقًا لهذه القواعد العلمية المعقدة، وفي النهاية أدركت أن من يتعمق في العلم سيصل يقينًا الى حقيقة وجود روح مسيطرة على مختلف القوانين في الطبيعة. أما إسحق نيوتن فقال: ما لم نجد دليلًا على وجود خالق الكون، فإن أصبعي كاف لإثبات وجود هذا الخالق الذي لم يجعل بصمة في أي أصبع تشبه الأخرى في إنسان بعينه فما بالنا بملايين البشر. أما العالم الفيلسوف أنطوني فلو، فقال بعد اكتشافه الحمض النووي شديد الدقة والتعقيد: هذا الحمض النووي لا يمكن أن تكون خلقته الطبيعة، وإنما هناك من خلق الطبيعة.
في الأسبوع المقبل إن كان في العمر بقية، نواصل التدبر في كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.