القاهرة الإخبارية: الإسراع فى جهود الربط الكهربائي بين مصر والسعودية    يحيى السنوار: المقاومة بخير وأعددنا أنفسنا لمعركة استنزاف طويلة    رابطة الدورى الألمانى تختار عمر مرموش فى التشكيل المثالى للجولة الثالثة    إخلاء سبيل أحمد فتوح    مؤتمر كارباخال: انتظروني في حفل الكرة الذهبية.. وسأفعل أي شيء من أجل أنشيلوتي    ضبط 390 كجم أسماك مجمدة مجهولة المصدر وإزالة 10 حالات تعد بكفر الشيخ    إعلام إسرائيلي عن جالانت: لا يوجد احتمال للتوصل إلى اتفاق مع حزب الله    كلمة الرئيس السيسى فى الاحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف.. إنفوجراف    الرئيس السيسي: رسالة الإسلام بلغت بالإنسانية أعلى درجاتها ورسمت طريق المحبة    تأكيدا ل "مصراوي".. التنمية المحلية تعلن تسهيلات جديدة في ملف التصالح على مخالفات البناء    التمويل يصل ل100 مليون جنيه.. تفاصيل تعاون "المتحدة والتعليم العالي" لاكتشاف المبتكرين ببرنامج GEN Z    استقرار الأسعار.. الحكومة تستهدف وضع حد أقصى على هامش الربح في السلع الأساسية    جذب استتثمارات ل24 شركة.. «ابدأ» تنجح في توطين 23 صناعة جديدة    رئيس جهاز شئون البيئة: وضع استراتيجية متكاملة لإدارة جودة الهواء فى مصر    المجلس العالمى للمياه: 60% من أحواض الأنهار الدولية لا تخضع لأطر لفض المنازعات    ننشر رابط موقع التنسيق الإلكترونى للمرحلة الثالثة لتسجيل الرغبات . تفاصيل    كيف يغير بيان مدريد موازين القوى.. جهود الحكومة المصرية في حشد الدعم الدولي لحل النزاع الفلسطيني    لافروف ل"القاهرة الإخبارية": نثمن جهود مصر لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة    المجلس الوطني الفلسطيني يحذر من مخططات متطرفة تستهدف المساس بالأقصى    حزب الله يعلن مقتل أحد عناصره جراء الغارة الإسرائيلية على بلدة حولا جنوبي لبنان    «أسعار باصات المدارس بقت نار».. حيلة أولياء الأمور للتغلب على الزيادة الجديدة    «خدمة في المحاكم».. لأول مرة النائب العام يفعل نصوص قانوني العقوبات والإجراءات الجنائية    مصدر ليلا كورة: الأهلي تلقى موافقة بحضور 30 ألف مشجع أمام جور ماهيا    زغلول صيام يكتب: كرة اليد المصرية بضاعة أتلفها الهوى والبركة في الإمبراطور.. ومطلوب نعرف حكاية الشراكة الصينية مع المدن المصرية!    "مش هنسيب حقوقنا".. تحرك عاجل من المصري ضد حسام حسن    رغم التعنت الإثيوبي وعدم تشغيل التوربينات، بشرى سارة للمصريين بشأن مياه النيل    إخلاء سبيل أحمد فتوح بكفالة 50 ألف جنيه وتأجيل محاكمته ل22 أكتوبر    "جبنة رومى ولانشون".. ضبط طنين من المواد الغذائية غير الصالحة للاستهلاك الآدمي بالغربية    رئيس جامعة المنيا يترأس الجمعية العمومية لصندوق التأمين على أعضاء هيئة التدريس    تحت شعار "المسرح مقاومة" مهرجان شباب الجنوب يحتفي بالمسرح الفلسطيني    التعليم العالي: 38053 طالبًا وطالبة استفادوا من الأنشطة الثقافية    وزير الأوقاف: نبذل الجهود لإطفاء نيران الحرب في غزة تحت قيادة الرئيس السيسي    شيخ الأزهر : القتال في الإسلام لا يباح للمسلمين إلا لرد العدوان على حياتهم    سائلة: معمولي سحر ولما بسمع الرقية بتعب وأعيط.. وداعية يرد    خلال 46 يوما .. حملة "100 يوم صحة" قدمت أكثر من 72 مليون و478 ألف خدمات مجانية    أستاذ جراحة الصدر: التدخين سبب إصابة 90% من المواطنين بسرطان الرئة    مخاطر الدقيق الأبيض على الصحة، يجب تناوله بحذر    ضبط شكائر أرز منتهية الصلاحية ودقيق مدعم معاد تدويره خلال حملات تموينية بالجيزة    وزير التعليم العالي: حصول «معهد الإلكترونيات» على شهادتي الأيزو يعزز مكانة مصر    «التموين»: 3317 محلا تشارك في الأوكازيون الصيفي    مؤتمر صحفى لمهرجان الموسيقى العربية 32 بالأوبرا الأربعاء المقبل    فيلم أهل الكهف في المركز الأخير بدور العرض.. حقق 1490 جنيها خلال يوم    منتخب مصر يحدد 11 أكتوبر موعدًا لمواجهة موريتانيا في تصفيات أمم أفريقيا    بحوزتهما مخدرات وسلاح.. المشدد 6 سنوات لشقيقين في القليوبية    بايرن ميونخ يصدر بيانًا رسميًا بشأن إصابة لاعبه    المتهم بالتعدي جنسيا على 4 أطفال بدار أيتام: "عندي خلل في شخصيتي"    المشدد 10 سنوات لصاحب مطعم هتك عرض طفلة بكفر شكر    منها برج الحوت والقوس والجوزاء .. أبراج هيتغير حالها في 2025 (التفاصيل)    قناة الوثائقية تستعد لعرض الموسم الثاني من أنا حاربت إسرائيل    الأقوى منذ 75 عامًا.. الإعصار «بيبينكا» يصل إلى اليابسة في شنغهاي    الأوبرا تحتفى ب«جمال سلامة» ليلة كاملة العدد ل«ملك الألحان»    بولندا تعتزم إعلان حالة الكوارث الطبيعية وسط فيضانات شديدة    «الصحة» تعلن نجاح الفريق الطبي بمعهد القلب بإجراء قسطرة معقدة باستخدام جهاز «الإيكمو»    كشف وعلاج بالمجان ل1127 مريضًا في قافلة طبية مركز الفشن ببني سويف    إصابة 3 أشخاص فى حادث انقلاب سيارة ربع نقل ببنى سويف    موعد عرض الحلقة الثالثة من مسلسل «برغم القانون» لإيمان العاصي    خسوف القمر 2024: موعد وأماكن الرؤية وأهم التفاصيل    «مفرقش معايا».. شريف إكرامي: بيراميدز عاقبني بسبب الأهلي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبدالحليم قنديل يكتب: هجوم «بوتين» المضاد

على عكس توقعات كثيرة، لم يبادر الرئيس الروسى "فلاديمير بوتين" إلى حملة فورية كاسحة لطرد القوات الأوكرانية الغازية من مقاطعة "كورسك" الروسية الحدودية، وقد كان الهجوم الأوكرانى عليها مفاجئا، وكاشفا لغفلة وخيبة أجهزة الاستخبارات والقيادة العسكرية الروسية، التى لم تتوقع الهجوم، وركنت إلى السلوك البيروقراطى المركزى البليد، وتركت "كورسك" كما "بيلجرود" و"بريانسك" خالية تقريبا من أى وجود عسكرى مؤثر، مما جعل قوات الهجوم الأوكرانى تتقدم بسرعة، وكأنها فى نزهة خلوية، وسيطرت على عشرات القرى الصغيرة.
وبلغت مكاسب الغزو أكثر من 700 كيلومتر مربع بحسب تقديرات أخيرة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية ، ويعلن الرئيس الأوكرانى "فلوديمير زيلينسكى" وجنرالاته بالطبع عن مساحات سيطرة أوسع كثيرا وإن كانت القوات الأوكرانية ظلت خلف نهر "سيم" الذى دمرت جسوره ، ولا يبدو أن قوات أوكرانيا قادرة على الوصول إلى هدفها الحيوى فى محطة "كورسك" النووية ، وهى ثالث أكبر محطة نووية لإنتاج الكهرباء فى عموم روسيا .
وصحيح أنه جرى تطويق قوات الغزو الأوكرانى، ووقف تقدمها السريع، وانتزاع عدد من البلدات والقرى منها، لكن لا هجوم روسى كاسح حتى تاريخه بعد شهر كامل من الغزو، وهو ما أثار الكثير من علامات التعجب، خصوصا مع خطورة ما جرى رمزيا قبل وبعد المعنى العسكرى، فهذا أول غزو عسكرى لأراضى روسيا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ويصيب فى الصميم معنى الهيبة الروسية المفترضة، ويؤثر سلبا بالطبع على مكانة "القيصر" الروسى، الذى بدا منفعلا مع بدء ما أسماه "استفزازا خطيرا"، لكنه لم يتصرف على نحو يسوقه إليه الانفعال الطارئ، ولم يقرر إعلان تعبئة عسكرية مضافة، ولا قرر سحب قوات روسية كبيرة من الجبهة لطرد الأوكران فورا من "كورسك"، وهى البقعة ذات الرمزية الوطنية الهائلة عند الروس، ففيها جرت أكبر معارك الدبابات فى التاريخ، وفيها كانت النهاية الحاسمة لجيوش "هتلر" الغازية لروسيا "السوفيتية" وقتها.
وبعد معركتها التاريخية، كان الزحف الروسى إلى "برلين"، وهو ما يعرفه "بوتين" بالطبع كما عامة الروس، لكنه مع ذلك كله، فضل التريث، والتصرف كلاعب "شطرنج" محترف، وراح يدير نقلات القطع بهدوء عاصف، ويضرب فى عمق أوكرانيا بهجمات صاروخية مدمرة، كانت فيها صواريخ "اسكندر" و"كينجال" الروسية أدوات انتقام تحت نووى، من مقاطعة "سومى" الأوكرانية عند الحدود مع "كورسك"، إلى مدينة "خاركيف" و"كييف" ومقاطعة "دنيبرو بتروفسك" و"أوديسا"، وإلى مقاطعة "بولتافا"، التى شهدت مذبحة دامية للعسكريين الأوكران مع مدربيهم الأجانب، وإلى مدينة "لفيف" فى أقصى الغرب الأوكرانى، وفى غمار هجمات صاروخية روسية لا تتوقف إلا لتتجدد، قصدت تدمير مراكز الطاقة ومصانع السلاح ومخازنه ومطارات الغرب الأوكرانى بالذات.
وعلى نحو زعزع ما تبقى من تماسك القيادة الأوكرانية، التى باتت تشعر أن مغامرتها فى غزو "كورسك" ، كانت نقمة لا نعمة، فقد توالت إقالات واستقالات بالجملة لكبار المسئولين والوزراء ، قبلها أطاحت الهجمات الروسية الصاروخية بقائد القوات الجوية الأوكرانية ، الذى ضحى به "زيلينسكى" على المذبح ، ربما ليحمله مسئولية إسقاط أول طائرة "إف 16" وسط اشتباكات مع هجوم صاروخى روسى، وكان للحدث رغم الاختلاف فى تفسير وقوعه، كان له أثرا سلبيا محبطا عند الأوكران والداعمين الأمريكيين، ولجأ "البنتاجون" إلى اتهام الطيار الأوكرانى المدرب أمريكيا بعدم الكفاءة ، وأنه ارتكب خطأ قتله مع تحطم الطائرة وسقوطها، فقد كان "زيلينسكى" يعول كثيرا على أسراب طائرات "إف 16" الأمريكية، ويعتبرها مفتاح النصر وتميمته السحرية.
فيما تعهد الروس بإسقاط خرافتها ، تماما كما أسقطوا من قبل خرافات راجمات صواريخ "هيمارس" ودبابات "تشالنجر" البريطانية و"ليوبارد" الألمانية و"أبرامز" الأمريكية وقد جرى تقديمها لأوكرانيا كأفضل دبابات فى العالم، وانتهى الكثير منها إلى معارض الغنائم الروسية، فيما لم تنجح كثيرا الهجمات الأوكرانية على العمق الروسى، سواء بالطائرات المسيرة أو بصواريخ "ستورم شادو" و"سكالب" البريطانية والفرنسية، ولا بصواريخ "أتاكمز" الأمريكية وما هو أحدث منها، رغم تظاهر واشنطن الكاذب، أنها تفرض قيودا على مدى استخدامها، ورغم وعود الرئيس الأمريكى "جو بايدن" الأخيرة ، وتعهده بتقديم المزيد من بطاريات "باتريوت" ونظم الدفاع الجوى لصد الهجمات الروسية ، فلا أحد فى موسكو عاد يخشاها على ما يبدو.
وقد توالت مذابح "الباتريوت" على أراضى أوكرانيا، التى ضاعف الروس من وتيرة سيطرتهم عليها بعد غزو "كورسك"، وضاعفوا سرعة عمليات القضم التدريجى للأراضى، وصاروا يتقدمون بالكيلومترات يوميا، بعد أن كان التقدم يحسب بالأمتار أو بمئات الأمتارفى أفضل الأحوال، ورد "بوتين" للمفارقة على عملية "كورسك" فى غرب "الدونباس"، وبالذات فى غرب مقاطعة "دونيتسك"، ويكاد لا يمر يوم منذ غزو "كورسك"، إلا ويعلن عن سيطرة الروس السريعة على بلدة أو بلدتين بالغتى التحصين ، وانسحاب الأوكران المذعورين من التقدم الروسى ، فقد سحبت القيادة الأوكرانية (الذكية !) أفضل قواتها من "الدونباس" إلى "كورسك" ، وكانت تلك فرصة "بوتين" والقيادة العسكرية الروسية، التى تصرفت على نحو عكسى، وجعلت التقدم فى "الدونباس" الغنى أولويتها الحاسمة، فهى تعتبر سياسيا أن "الدونباس" كما "كورسك" من أراضى روسيا سواء بسواء ، وتعتبر عسكريا أن التقدم إلى "بوكروفسك" وإلى "أوجليدار" أكثر أهمية وإلحاحا، وأن الوصول إلى حافة نهر "دنيبرو" عبر "بوكروفسك" يتقدم ما عداه ، ومدن وبلدات وقرى غرب "الدونباس" هى الأشد تحصينا على الإطلاق ، وقد قضى الغرب فى بناء خطوط دفاعها أكثر من ثمانى سنوات، أعقبت ضم روسيا الخاطف لشبه جزيرة "القرم" وميناء "سيفاستبول" عام 2014.
وحتى بدء الحرب الجارية منذ أكثر من ثلاثين شهرا، وتعتبر موسكو أن إكمال السيطرة الفعلية على المقاطعات الأوكرانية الأربع (دونيتسك ولوجانسك وزاباروجيا وخيرسون)، التى قررت ضمها رسميا أواخر سبتمبر 2022، هى المهمة الأولى للقوات الروسية قبل نهاية العام الجارى، وهو ما لحظه حتى معهد دراسات الحرب (الأمريكى)، الذى وصف تقدم الروس البرى الجارى فى أوكرانيا بالأسرع منذ بداية الحرب، التى يواصل "بوتين" وصفها بالعملية العسكرية الخاصة ، ولا يرغب فى إعلان درجات أعلى من التعبئة العسكرية العامة، ولا فى إثارة قلق داخلى بتجنيد أوسع للشباب الروسى، حتى لا يؤثر على الروح المعنوية وقوام القوة العاملة فى ميادين الإنتاج ، فهو أى "بوتين" لا يريد التأثير سلبا على ديناميكية الاقتصاد الروسى، الذى يواصل ويزيد معدلات نموه، رغم عشرات آلاف العقوبات التى فرضها الغرب الجماعى على روسيا ، وصنع منها "بوتين" للمفارقة سلالم صعود للاقتصاد الروسى ، ولتكثيف الإنتاج الصناعى الحربى الروسى، وعلى نحو جعله يسبق إنتاج السلاح الغربى كله ، فقد واجه "بوتين" التحدى الكبير ، ليس بالخضوع له ، بل بتحويله إلى فرص كبرى للصعود الروسى ، وتمتين صلات التحالف الاقتصادى والعسكرى مع الصين الكاسحة اقتصاديا ، وتوسيع صيغ "بريكس" ومعاهدة "شنجهاى" ، وتسريع تحول الأوضاع على القمة الدولية، والانتقال من حالة "القطب الأمريكى" الوحيد المسيطر إلى عالم تعدد الأقطاب، وتوسيع ملاعب المباريات والمطاردات بين تحالف الشرق الجديد وحلف الغرب القديم .
وبالجملة ، لم يعالج "بوتين" مشكلة "كورسك" كحادث منفصل، بل وضعها على رقعة "الشطرنج " الأوسع، وربطها بمسارح القتال ذى الطابع العالمى على الأراضى الأوكرانية ، ومن دون أن يغفل على ما يبدو وعده للجمهور الروسى بإنهاء ثغرة "كورسك" ، وجعلها مقبرة شنيعة للمغامرين الأوكران ، ونجح دون إعلان تعبئة عامة فى حشد ما يكفى لتحقيق الهدف الأصغر ، والبدء بحصار القوات الغازية فى جيب حدودى متسع نسبيا ، وجلب عشرات الألوف من القوات الشيشانية ولواء "الدببة" العائد من أفريقيا ، وتنظيم عمليات قصف متصل بطائرات "الكاموف" والصواريخ ودرونات "لانسيت" الانتحارية ، واستدراج قوات الغزو إلى كمائن قتل جماعى ، أبادت تسعة آلاف جندى أوكرانى إلى اليوم بحسب بيانات وزارة الدفاع الروسية ، وقد تنطوى الأرقام المعلنة على مبالغات مفهومة ، لكن ما يجرى عموما ، يوحى بسعى الروس إلى جعل ثغرة "كورسك" مصيدة ومقتلة للأوكران ، الذين يعانون فى "كورسك" من تباطؤ الإمدادات ، ومن خطر زوال خضرة غابات الاختباء الكثيفة مع تقدم الفصول إلى طقس "أكتوبر" الخريفى ، ووقتها وربما قبلها ، قد يشرع الروس بتنفيذ وعد "بوتين" بالسحق الشامل ، وجعل القوات الأوكرانية عبرة لمن قد يفكر مجددا فى غزو روسيا بريا ، ولن تكون مصائر "زيلينسكى" وصحبه وحلفه الغربى أفضل حالا مما انتهى إليه غزو "هتلر" ومن قبله "نابليون" .
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.