أخيرا .. اضطر الرئيس الأمريكى «بايدن» إلى القول بإنه لايعتقد أن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى، يبذل ما يكفى من الجهد لضمان التوصل لاتفاق، لإطلاق سراح المحتجزين لدى حماس فى غزة . وإذا ما وضعنا فى الاعتبار أن الرئيس «بايدن» الموالى بل المنحاز لإسرائيل دائما، فى كل تصريحاته ومواقفه بصورة واضحة وجلية، لأدركنا أن ماقاله قد روعى فيه التخفيف الشديد، واختيار أقل الكلمات وقعا وأخفها شدة وثقلا، للتعبير عن الاستياء لما يراه من تعنت شديد فى موقف «نتنياهو» تجاه المحاولات والمفاوضات الجارية للتوصل لاتفاق هدنة يؤدى لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن فى غزة . وما قاله «بايدن» مضطرا جاء نتيجة الرعونة والمراوغة الإسرائيلية، والرفض الدائم والفج من جانب «نتنياهو» لكل المحاولات الهادفة لوقف إطلاق النار وتوقف الحرب فى غزة، بما يؤدى لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس. والحقيقة الواضحة للعيان تؤكد أن الممارسات العدوانية والجرائم والاستفزازات الإرهابية المستمرة لجيش الاحتلال الإسرائيلى، والحكومة العنصرية الصهيونية المتطرفة برئاسة «نتنياهو» هى المسئولة بصفة أساسية عن استمرار الفشل فى التوصل لتوافق يسمح بتنفيذ قرار مجلس الأمن، رقم 2735 القاضى بوقف إطلاق النار وتوقف العدوان على غزة وإطلاق سراح الرهائن. تلك الحقيقة أصبحت محل إدراك الجميع فى ظل المراوغات الإسرائيلية الدائمة طوال الأسابيع والشهور الماضية، للتهرب من استحقاقات السلام، وذلك بإقامة العراقيل أمام أى توافق يمكن أن يؤدى للبدء فى تنفيذ قرار مجلس الأمن وتوقف الحرب وإطلاق سراح الرهائن. وقد ظهر ذلك جليا وبصورة بالغة الفجاجة والوقاحة والمغالطة خلال التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلى «نتنياهو» التى أكد فيها بكل الوقاحة والرعونة رفضه الانسحاب من محور صلاح الدين «فيلادلفيا» ومعبر رفح،.. وهو مايعنى إصراره على رفض وإعاقة الطرق المؤدية للسلام، والعمل على إفشال كل الجهود الساعية للتوصل إلى هدنة تحقق وقف إطلاق النار وتوقف الحرب والإفراج عن المحتجزين.