في ظل التصعيد المستمر وتزايد الضغوط الدولية، يواجه رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو انتقادات لاذعة من الداخل والخارج بسبب تعنتها في ملف تبادل المحتجزين مع حركة حماس، والتمسك بمحاور عسكرية مثيرة للجدل، بينما يستمر الرئيس الأمريكي جو بايدن في محاولة دفع جهود الوساطة، تتصاعد الاحتجاجات والإضرابات في إسرائيل، مما يزيد من تأزيم الوضع القائم، وكأن الأمر يسير في طريق سقوط ورقة نتنياهو داخليا وخارجيا، إضافة إلى الغضب الشعبي ضد سياسته. استمرار المفاوضات أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه ما زال مستمرًا في التواصل بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين في غزة مع الحلفاء في مصر وقطر، مستثنيًا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من هذه الجهود المباشرة. وجاء ذلك ردًا على تصريحات نتنياهو حول محور فيلادلفيا، حيث أوضح بايدن خلال تصريحاته من أمام البيت الأبيض: "ما زلنا نجري المفاوضات حول الاقتراح النهائي لصفقة المحتجزين". انتقادات بايدن لنتنياهو في وقت سابق، أشار بايدن إلى عدم رضاه عن جهود نتنياهو، قائلاً "إنه لا يعتقد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يبذل ما يكفي لإبرام اتفاق تبادل المحتجزين مع حماس، وفقًا لموقع "أكسيوس" الأمريكي، ويعود هذا الانتقاد إلى تمسك نتنياهو بالبقاء في محوري فيلادلفيا، ما يعقد من فرص التوصل لاتفاق. وأعلنت مصر رفضها القاطع لتصريحات نتنياهو في 2 سبتمبر، معتبرة أن هذه التصريحات تهدف إلى تشتيت انتباه الرأي العام الإسرائيلي وعرقلة جهود الوساطة التي تقودها مصر وقطر والولايات المتحدة. وأكد بيان وزارة الخارجية المصرية أن هذه التصريحات تزيد من تأزيم الموقف وتبرر السياسات العدوانية التي تؤدي إلى تصعيد الوضع في المنطقة. استجابة لدعوة رئيس اتحاد نقابة العمال "الهستدروت"، شهدت إسرائيل إضرابًا عامًا شمل المرافق التجارية والاقتصادية والصحية والتعليمية والمواصلات العامة، احتجاجًا على عدم التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين في غزة، ووفقًا لوسائل إعلام إسرائيلية، فقد أدت هذه الاحتجاجات إلى إغلاق الشوارع والطرق الرئيسية في البلاد للضغط على حكومة نتنياهو لإتمام صفقة التبادل. ردود فعل دولية وإسرائيلية وصفت وسائل إعلام إسرائيلية تصريحات بايدن بأنها "خطيرة" وجاءت في توقيت غير مناسب، خاصة بعد انتشال جثث ستة محتجزين بينهم أمريكي، كما نقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" عن أهالي المحتجزين أن تصريحات بايدن دليل على أن نتنياهو يعرقل التوصل لصفقة تبادل. من جهة أخرى، أشارت شبكة "سي إن إن" الأمريكية إلى أن نتنياهو نسف جهود وقف إطلاق النار بمؤتمره الصحفي الأخير. مأزق نتنياهو يواجه نتنياهو غضبًا وضغوطًا متزايدة بسبب فشله في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وصفقة تبادل المحتجزين، وعلى الرغم من الاحتجاجات الشعبية والإضراب العام، أصر نتنياهو على البقاء في محور فيلادلفيا، مشددًا على أن هذا الأمر حيوي لأمن إسرائيل، من جهة أخرى، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن نتنياهو لم يتمكن من إقناع وزير دفاعه ولا رئيس الموساد بأهمية هذا المحور. وتتوقع إسرائيل أن تصدر المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، وفقًا لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، هناك تقييمات متضاربة حول احتمالية إصدار هذه المذكرات، لكن الفشل في تشكيل لجنة تحقيق رسمية قد يزيد من فرص صدورها. هجمات بين القادة الإسرائيليين وشنَّ بيني جانتس، رئيس حزب الوحدة الوطنية الإسرائيلي، هجومًا حادًا على نتنياهو بسبب تمسكه بمحور فيلادلفيا، متهمًا إياه بالفشل في إدارة الحرب، من جهته، واصل زعيم المعارضة يائير لابيد انتقاداته لنتنياهو، معتبرًا أن الأخير يسعى فقط للبقاء في السلطة على حساب حياة المواطنين والجنود. في ظل تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية، يواجه نتنياهو تحديات كبيرة في إدارة الأزمة الراهنة، بينما تستمر الجهود الدولية لإيجاد حل سياسي يضمن وقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين، وسط انقسام حاد داخل إسرائيل حول السياسات المتبعة.