من يسقط لا ينهض مرة أخري.. من يبتلعه الاحتراف الوهمي في الكرة المصرية لا تقوم له قائمة خاصة الفرق الجماهيرية، التي تتعرض لضغوط العودة فتتضاعف الصعوبات والمستحيلات وكأن الثقب الأسود ابتلعها وفرمها.. والإسماعيلي صاحب أجمل كرة قدم مصرية يعيش سنوات المعادلة الصعبة المعقدة.. يريد أن ينهض فيكثف من خط إنتاج المواهب لكنه سرعان ما يضطر لبيعها ويضحي بها ليعيش.. الآن اقتسم الأهلي وبيراميدز أهم نجمين عبد الرحمن مجدي وعمر الساعي، وكان الزمالك أيضا مشاركا في القسمة ولم تسعفه أزمته.. فمن بقي إذن للفريق لكي يلعب ولو مرة مرتاحا من خطر الهبوط.. ولو الدراويش الطيبون علي شاكلة عتاولة وعناتيل الأهلي والزمالك، ما كان وقف هكذا في الصحراء عاريا لا يوجد أحد يستره، وهو في يوم من الأيام كان أيقونة السامبا العربية وأول من افتتح الألقاب الإفريقية للكرة المصرية.. ومن سوء حظ هذا النادي أنه وقف وحيدا أيضا وهو قيد الملاحقة والتفريغ من نجومه أولا بأول.. وأيضا من سوء حظه أن سلاطين المال في الإسماعيلية الذين لمعهم النادي هربوا من مسئولياتهم تجاهه عندما انتهي الورنيش.. الإسماعيلي وقبله الترسانة والأوليمبي ضحايا معجنة الاحتراف التي غاصت فيها الأرجل، ولم ينتبه أحد إلي أن تدوير حركة المال في النظم الاحترافية الحقيقية يتطلب رؤية لعموم اللعبة وليس لخصوص الأندية المتسلطة.. والغريب أن من يفكر يعرف أن المال هو كل شيء وأن تدويره بضمير وحرفية أهم من مراكز صنع الأبطال التي لا صناعة فيها بل هي مجرد أبنية لالتقاط الصور، ويعرف كذلك أن اتساع المنافسة هو اتساع للتميز واتساع للأفق.