بعد نشر مقالى الأسبوع قبل الماضى عن كبير العائلة وكيف دار الزمان عليه فى أغلب المجتمعات فلا يُسمع له صوت ولا تُؤخذ له نصيحة، انهالت علىّ الرسائل والمكالمات من أشخاص بمجتمعات وثقافات مختلفة ومنهم إلى الآن ما هو قيمة وقامة فى المجتمع الثقافى والخارجى ولكنه يفتقد لأقل القليل من هذا التقدير داخل أسرته وهالنى ما توصلت إليه مما آل إليه مجتمعنا وتساءلت: لماذا لا يستوعب البعض أن الإنسان يكبر ولا يستطيع أن يتحمل ما كان يفعله ببساطة فى الماضى لماذا هذا الكم من الأنانية ولماذا يطلب منه أشياء فوق طاقته وإذا لم يفعل فالقطيعة هى النتيجة الحتمية من أقرب الأقربين؟ إحدى القصص المؤلمة من أم ضحت بحياتها من أجل أبنائها بعد وفاة زوجها وواصلت ليلها بنهارها فى العمل لتوفير كل سبل العيش والترفيه لهم والآن تزوجوا واكتفوا بأولادهم وأزواجهم ولا يزورونها إلا فى المناسبات وإذا تحدثت معهم فى حديث سردته قبل ذلك تأففوا من الحديث وأعرضوا عنها أحيانا بتهكم وأحيانا أخرى بإحراجها.. ألم يعلموا أن كلمة قد تزيد أعمارنا مائة عام فمخطئ من يظن أن كلمة جارحة على سبيل المزاح لا تجرح أو تذبح الكبير.. وأن الموجع فى الموضوع هو حسرة الإنسان على نفسه وعمره الذى ضاع هباء منثورًا ويظل بهذه الحسرة والكسرة إلى أن يصل إلى شخص آخر لم يكن هو يومًا ما وإن من لم يعاصره فى الماضى لا يمكن أن يتخيل أنه هو هذا الشخص المطفى. كلمتى إلى كبار القوم: من يحترمك ويجلك أهلًا وسهلًا به وغير ذلك فالتجاهل هو الحل الوحيد له. أما الأبناء فمن أكون أنا حتى أقول بعد قول رب العالمين لهم فى الولاء لوالديهم ولا أوصيهم بعد وصية رسولنا الكريم... أسرعوا فلم يتبق للكبار الكثير، حاولوا أن تحفظوا وتشبعوا من ملامحهم قبل الندم وقت لا ينفع الندم وتذكروا، أنتم الآن شباب وغدًا أنتم مسنون وستدور الدائرة، فكما تدين تدان.