مع اقتراب انتخابات أمريكا 2024، يبرز سؤال محوري في أفق العلاقات الدولية، أي من المرشحين تفضله الصين بالبيت الأبيض، الجمهوري دونالد ترامب، أم الديمقرطية، كامالا هاريس؟ وبينما تراقب الصين عن كثب التحولات السياسية بسباق انتخابات أمريكا 2024، تتجه الأنظار إلى كيفية تأثير هذه الانتخابات على المصالح الصينية في ظل تصاعد التوترات بين القوتين العظميين، فهل ستختار بكين العودة إلى نمط معروف أم تراهن على تغيير جذري قد يفتح أبوابا جديدة في العلاقات الثنائية؟ اقرأ أيضًا| تيم وولتز| هل سيعيد نائب هاريس صياغة العلاقات الصينيةالأمريكية؟ بين فترة إدارة ترامب المليئة بالتوترات التجارية والسياسية وصعود هاريس الذي قد يحمل تغييرات جوهرية بالسياسة الخارجية، يبدو أن بكين تتأهب لتحديد استراتيجيتها مع اقتراب انتخابات أمريكا 2024، وفي ظل هذا السياق، سنغوص في التفاصيل لاستكشاف كيف يمكن أن يكون لرغبات الصين في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والمصالح الجيوسياسية تأثير ملموس على ملامح الانتخابات الأمريكية المقبلة. ◄ من سيحقق مصالح الصين.. «ترامب أم هاريس»؟ مع اقتراب انتخابات أمريكا 2024 في نوفمبر المقبل، تشهد الساحة السياسية الأمريكية منافسة حامية بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، وفي هذا السياق، تتابع الصين، باعتبارها قوة عظمى، عن كثب نتائج مسار الانتخابات الأمريكية، نظرا لأهمية التوجهات السياسية الأمريكية بالنسبة لمصالحها، بحسب «العربية» الإخبارية. وبغض النظر عن اختلاف التوجهات الحزبية، يتفق الجمهوريون والديمقراطيون على أن الصين تشكل تهديدا اقتصاديا وعسكريا، وفي حال فوز ترامب بانتخابات أمريكا 2024، يُتوقع أن يتخذ خطوات صارمة ضد الصين، أبرزها زيادة الرسوم الجمركية على البضائع الصينية بنسبة تصل إلى 60%، ما قد يعرض الصادرات الصينية للخطر، خاصة وأن الصين أكبر مصدر للولايات المتحدة. اقرأ أيضًا| انتخابات أمريكا 2024| السباق الرئاسي «يحتدم» وقد يتبع دونالد ترامب سياسة أقل دعما لحلفاء أمريكا في مواجهة الصين حال فوزه بانتخابات أمريكا 2024، وذلك بناءً على توجهاته السابقة، وفي المقابل، يظل موقف كامالا هاريس من الصين غير محدد، حيث أنها ذكرت الصين مرة واحدة فقط في خطابها خلال المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، ولم تتخذ خطوات واضحة بشأن سياسات محددة تجاه الصين. ◄ الصين بمعادلة الانتخابات الأمريكية وعلى الرغم من النشاط الدولي المكثف الذي قامت به هاريس خلال فترة عملها كنائبة للرئيس جو بايدن، والتي شملت 17 زيارة رسمية إلى دول مختلفة، فإن الصين لم تكن من بين الوجهات التي زارتها، ليثير هذا التوجه تساؤلات حول طبيعة سياساتها المحتملة تجاه بكين في حال فوزها في انتخابات أمريكا 2024. وبالرغم من أن فترة ولاية بايدن مليئة بالجهود الهادفة لتقليص النفوذ الصيني مع الحفاظ على قنوات الاتصال مفتوحة للحوار الدبلوماسي، يظل مستقبل السياسات الأمريكية تجاه بكين موضوعًا يكتنفه الغموض.. فهل ستستمر كامالا هاريس في اتباع النهج الذي أرساه بايدن حال فوزرها بانتخابات أمريكا 2024، أم ستشهد سياساتها تحولًا جذريًا استجابةً للظروف الجديدة؟ اقرأ أيضًا| انتخابات أمريكا 2024| الذكاء الاصطناعي يتنبأ بالفائز المحتمل وفي المقابل، يثير الوضع أيضًا تساؤلات حول استراتيجية دونالد ترامب، فهل سيواصل نهجه الصارم تجاه الصين، الذي تميز بفرض رسوم جمركية عالية واستراتيجية ضاغطة، أم أنه سيتخذ نهجًا جديدًا حال فوزه بانتخابات أمريكا 2024؟ وهل سيجدد ترامب توجهاته السابقة، أم ستدفعه المتغيرات إلى البحث عن طرق مختلفة للتعامل مع بكين؟