تألق الأديب نجيب محفوظ في كتاباته وذلك لموهبته الخاصة وأسلوبه السهل، كان علم من أعلام الفكر والثقافة ومبدع في كتاباته، انحاز بقلمه لشعب المصري وتاريخه وقضاياه، كان أول كاتب عربي يحصل على جائزه نوبل في الأدب، وقدم العديد من الأعمال الفنية والأدبية المميزة، الذي عبر بأبداعه فيها عن القيم الإنسانية، كان نموذجا للأديب الذي يعطي كل ما لديه من جهد وقدرة لفنه، كان بارعا في عرض القصص الاجتماعية التي تظهر أحداثا تاريخية، كان ومازال علامة بارزة في التاريخ المصرى والعربي والعالمى. اقرأ أيضًا| «نبيل الدسوقي».. فنان لا يشاهد أعماله.. لهذا السبب حكايات نجيب محفوظ في الحارة الحكاية الأولى يقول نجيب محفوظ، خبر يتردد في البيت والحارة، تقول إحدى الجارات لأمه، سمعت بالخبر العجيب، فتسألها أم نجيب عن الخبر باهتمام فتقول الجارة، توحيده بنت أم على بنت عم رجب،فأم نجيب ترد ما لها كفى الله الشر، فقالت الجارة توظفت في الحكومة، فقالت أم نجيب توظفت في الحكومة، قالت الجارة نعم موظفة تذهب إلى الوزارة وتجالس الرجال، لا حول ولا قوة إلا بالله إنها من أسرة طيبة، وأمها طيبة، وأبوها رجل صحيح، كلام.. أي رجل يرضى عن ذلك، ويسمع الألسن تقول في سيرتها في الحارة، تعلق وتسخر وكلما مر أبوها عم رجب يسمع من يقول، اللهم احفظنا، يا خسارة الرجال، توحيدة أول موظفة في الحارة، ويقال إنها زاملت أخت نجيب الكبرى في الكتاب، فكان نجيب يتفرج عليها حين تعود من العمل، ويقف نجيب عند مدخل الحارة حتى يراها سافرة الوجه مرهقة النظرة سريعة الخطوة بخلاف النساء والبنات في الحارة، وتلقى عليه نظرة خاطفة أو لا تراه على الإطلاق ثم تمضي داخل الحارة، ويتمتم «نجيب» مرددا، يا خسارة الرجال. الحكاية الثانية كتب نجيب محفوظ يقول: في ليالي الصيف نسهر فوق السطح، نفرش الحصيرة والشلت، نستضئ بأنوار النجوم أو القمر، تلعب من حولنا القطط، يؤنسنا نقيق الدجاج، وتنضم إلينا في بعض الأحيان أسرة جارنا الحاج بشير وهي أسرة شامية مكونة من أم وثلاث بنات كانوا يغنوا معا أغنيات جبلية فكان نجيب محفوظ يتابع الغناء بشغف، وكان يشارك في الغناء واحرز نجيب محفوظ في ذلك نجاحا وإعجابا حتى تقول الجارة له، ماأحلى صوتك يا ولد، ويصبح الغناء هوايته وسماع أسطوانات المهدية قرة عين نجيب محفوظ أما أغنيات الجبل فينشدها قلبه وحنجرته معا، وتقول جارتهم لأم نجيب محفوظ ذات يوم، الولد له صوت جميل، فتقول أم نجيب محفوظ بسرور، حقا، لا يجوز إهماله، فليغن كيف شاء فهو أفضل من العفرتة، فقالت الجارة ألا تودين أن يكون إبنك نجيب مطربا، فتصمت أم نجيب ولا تجيب فتواصل الجارة، ما له سى أنور وسى عبداللطيف، فقالت أم نجيب محفوظ إنى أحلم أن أراه يوما موظفا مثل أبيه وإخوته، ولا تدوم أيام السعادة والفن طويلا فذات يوم يري نجيب محفوظ أمه تهز رأسها بأسف وتتمتم، يا للخسارة، فسألها نجيب محفوظ عما يؤسفها فتقول أم نجيب محفوظ جيرانا الطيبون راحلون إلى بر الشام، فنقبض قلب نجيب محفوظ وسأل، أهو بعيد، فتجيب أمه بحزن، أبعد مما نستطيع أن نبلغه، فكان نجيب محفوظ يتمنى من صميم قلبه أن يغير الواقع، أن يرجع الزمن إلى أمس ولكن كيف، ويودعهم نجيب محفوظ للمرة الأخيرة وهم يستقلون الحانطور ويقبل يد الحاج بشير ويتبع الحانطور نظره حتى يخفيه منعطف النحاسين، ويبكي نجيب محفوظ ويعاني مذاق الفراق والكآبة والدنيا الخالية. جائزة نوبل حصل نجيب محفوظ على جائزة نوبل بعض أن عرف العالم كله قدره فمنحه العالم جائزة نوبل في الأدب عام 1988، وذلك عن أربعة روايات بشكل خاص« بين القصرين، وقصر الشوق، والسكرية» وكلها أسماء حارات في حي الجمالية الذي ولد فيه نجيب محفوظ، كما حصل على العديد من الجوائز والأوسمة ومنها، قلادة النيل التى منحها له الرئيس حسني مبارك. أعماله قدم نجيب محفوظ العديد من الأعمال الفنية والأدبية الرائعة ومنها، «عنتر وعبلة، شباب امرأة، لك يوم يا ظالم، ريا وسكينة، الوحشي، الفتوة، بين السما وألارض، القاهرة 30، السمان والخريف، خان الخليلي، ثرثرة فوق النيل، الحب فوق هضبة الهرم، وقلب الليل، الكرنك، أهل القمة، اللص والكلاب، زقاق المدق، الطريق، الحرافيش، المطارد، شهد الملكة، التوت والنبوت، بين القصرين، قصر الشوق، السكرية». حياة نجيب محفوظ الكاتب الكبير نجيب محفوظ من مواليد 11 ديسمبر 1911، من حي الجمالية بالقاهرة، اسمه بالكامل «نجيب محفوظ عبدالعزيز إبراهيم أحمد باشا»، أمضى طفولته في حى الجمالية الشعبي البسيط الذي استمد منه قصص رواياته التي كتبها فصعد معها إلى العالمية، وفي هذا الحى تكونت شخصيته على ما يسمعه ويرصده ويختزنه، كان والده موظف بسيط ثم استقال وعمل في التجارة وكان له أربعة إخوة وأخوات، وعندما بلغ الرابعة من عمره التحق بكتاب الشيخ بحيرى، ثم التحق بمدرسة بين القصرين الابتدائية، كان يحب القراءة ويعشق الفن، يختزن الصور والوجوه والاسماء والأحداث ، وبعد ذلك انتقلت الأسرة إلى العباسية في عام 1924 ألتحق بمدرسة فؤاد الأول الثانوية، وفي هذه الفترة كان يقرأ بعمق في التاريخ المصرى القديم والحضارة الإسلامية، كان ملتزم يحب الانضباط، ثم التحق بكلية الآداب جامعة القاهرة قسم الفلسفة، وبعد التخرج سجل للحصول على درجة الماجستير قبل أن يقرر التفرغ تماما للأدب، بدأ ينشر مقالات وأبحاث فلسفية بسن مبكر عندما كان بالتاسعة عشرة من عمره، وأستمر ينشر حتى عام 1945، مترددا بين اختيار الأدب أو الفلسفة حتى استقر تماما على الإبداع الأدبي تاركا الفلسفة تتحدث عن نفسها في أعماله الأدبية التي أوصل بها الأدب العربي إلى العالمية بحصوله على جائزة نوبل، ورحل الأديب العالمي في 30 أغسطس 2006 تاركا علامة فريدة في التاريخ المصرى والعربي والعالمى.