تجلس الزوجة كل مساء يدور بينها وبين الليل حديث صامت، مؤلم ينتهي بأن تنذرف الدموع على وجنتيها، تجعلها تعيش أسيرة لأحزانها، فهي لم تناقش زوجها في سبب طلاقه لها، وإهانتها بإخطار الانفصال على يد محضر. أثقلت رأسها بالتساؤلات، وهداها تفكيرها إلى الاستعانة ببعض من صديقاتها، لجمع معلومات عن الزوج الذي يعمل «لحام أوكسجين»، وخلال أيام تأكدت بأنه قد تزوج من أخرى. اقرأ أيضا| رغبة متوحشة.. الوجه الآخر للزوج الذئب أحست بطعنة في كبريائها بعد جرح الطلاق الغيابي، ونجحت في الحصول على مستندات تفيد أن زوجها دائم العمل بالخارج، ومكاسبه لاتتوقف عند حد. وتوجهت إلى محكمة الأسرة تطالب ب نفقة متعة، وبذهن متوقد، وأفكار مرتبة، قالت: ليس معي محامي، وقدمت المستندات توضح بأن الأرقام والأختام الممهورة بها لا تكذب، غير أن زوجها طلقها غيابيًا، وأهان جلالها، ولم تحاول مناقشته في سبب طلاقه لها، وجلست ترقب الزوج بنظرات التحدي، والذي تقدم أمام هيئة المحكمة ينكر ثرائه. وجاء حكم المحكمة بإلزام الزوج بدفع 150 ألف جنيه نفقة متعة، تأسيسًا على أن المستندات التي قدمتها الزوجة دامغة الإثبات، كما أن الطلاق وقع بغير رضاها. وانفجرت مرة أخرى الدموع التي أجلتها الزوجة زمنًا من عينيها، وأحست بأنها كسبت جولة من مطلقها.