عام كامل من العذاب والحرمان، كانت تنشد في زوجها أن تجد السكينة والاطمئنان، فلم ترى في حياتها معه ما لاتحتمله طاقة بشر، وما لم يصدقه أحد، ولم تره عينان. تعود أحداث الواقعة عندما وقفت الزوجة تنذرف الدموع من عينيها وهي تروي مأساتها مع زوج وصفته ب البخيل المقتر، وتطالب ب نفقة بعد أن أجبرها على التنازل عن جميع حقوقها. اقرأ أيضا| بأمر المحكمة.. تبقى الصديقتان في عصمة رجل واحد وبصوت متحشرج تستكمل قائلة: «كنا نعيش أنا وأولاده الثلاثة من زوجته الأولى، لانذوق اللحم إلا مرة واحدة في الشهر، ثم يقوم بتقسيمه إلى قطع صغيرة، وعند الغذاء يتهمني بأنني «خنصرت» من اللحم وأكلت من وراهم». فأقسمتُ ألا أذوق اللحم في بيته، وعشت على الجبن والزيتون، ولم تدخل الفاكهة البيت، لأنه يقول أنها ترفع وإسراف، ويشتري لنا "الجميز" معلنا بأنه رخيص ومفيد! وبصوت يشوبه ألم قالت: لقد احتملت الجوع، ونفد صبري، حيث كان يأتي بصابونة واحدة كل شهر، ويقوم بتقطيعها إلى أجزاء صغيرة، ويطلب منا عدم استعمال الصابون في الحمام لأن الماء وحده يكفي لطهارة الجسد، ويذهب برائحة العرق!. وفي هجير الصيف، قمت بشراء صابونة لأستحم بها فوجئت به ثائرًا واعتدى علي بالضرب، وعندما مرضت من سوء التغذية، والنظافة رفض أن أذهب إلى الطبيب قائلا: بأنه يفضل موتي على أن أكشف جسدي على رجل غيره؟! وعندما ضاقت بي سبل الحياة، طلبت منه الطلاق، فوافق بشرط أن اتنازل عن جميع حقوقي، وحرر بنفسه اقرارا بذلك، قمت بالتوقيع عليه هربا بنفسي. ومخافة الجوع والمرض، وألا يكون مصيري كزوجته الأولى أم أولاده التي انفجر رأسها، وماتت ضحية بخله وشحه!. انهارت الزوجة في بكاء مرير، وقال محاميها أمام محكمة الأسرة: إن هذا الزوج الذي حرم زوجته أكل اللحم والفاكهة، واستعمال الصابون، ورفض عرضها على الطبيب، ليس بفقير أو غير قادر على أبسط مطالب الحياة. وتقدم بمستند يفيد دخل الزوج الشهري الذي يتقاضى أكثر من 30 ألف جنيه، حيث يعمل بإحدى الدول العربية، ولاينفق غير 200 جنيه، ويضع الباقي في أحد البنوك باسمه. وطالب محامي الزوجة بنفقة كبيرة للزوجة تكفي معيشتها من كساء، وغذاء، ومسكن، بينما تقدم محامي الزوج بإقرار التنازل الذي وقعت عليه الزوجة، وقسيمة الطلاق. وكانت المفاجأة أن تاريخ الإقرار يسبق تاريخ الطلاق بثمانية أشهر.. وحكمت المحكمة للزوجة بنفقة تكفي معيشتها من كساء وغذاء، وسكن، وعندما أعلن محاميها الزوج بالحكم وقع مغشيًا عليه.