كانت المرة الأولى فى حياتى، أن أحضر أحد معارض السلاح والطيران، فى العالم، وذلك أثناء خدمتى بالقوات المسلحة المصرية، عندما كنت دارسًا بكلية كمبرلى الملكية، فى إنجلترا، حيث كان يقام معرض فارنبرة الدولى للطيران، Farnborough Airshow، ولحسن الحظ، أنه كان على مقربة من كليتى، فحرصت على التبكير إليه، على مدار أيام انعقاده، لاستمتع بالاطلاع على المعارض الدولية، التى كنت أقرأ عنها فى الكتب والمقالات. وتمنيت، حينئذ، كمصرى غيور على بلاده، وعاشق لترابها، أن أشهد، يومًا، تنظيم مصر لمثل هذا المعرض على أرضها، خاصة أننا نملك المقومات المؤهلة له، وهى قواتنا الجوية العظيمة، المُصنفة، حاليًا، كسادس قوة جوية، على مستوى العالم. ولم يخذلنى رب الكون، وحقق أمنيتى، بأن عاصرت إعلان مصر عن تنظيم أول معارضها، فى ذلك المجال، وهو «معرض الطيران الدولى»، بمشاركة أكثر من 100 دولة، وما يزيد على 300 شركة. والحقيقة أن ذلك الاهتمام العالمى، يعكس ثقل مصر، ووزنها الدولى، وقدرتها على تنظيم واستضافة فاعلية دولية لعرض أحدث أنواع الطائرات، سواء التجارية أو العسكرية، والطائرات الموجهة، فضلاً عما سيتخلل المعرض من عروض جوية عالمية. كما سيسهم ذلك المعرض فى وضع اسم مصر ضمن سلسلة المعارض الدولية المتخصصة، التى يقصدها رواد ذلك المجال، مثل معرض فيتنام الدولى للطيران، ومعرض آسيا فى سنغافورا، ومعرض فارنبرة فى إنجلترا، ومعرض كندا، ومعرض الصين الجوى، ومعرض أمريكا فى لوس أنجلوس، والمعرض الجوى فى تل أبيب، ومعرض لابورجيه فى باريس، ومعرض الهند، ومعرض روسيا. ومن أهم مميزات تلك المعارض، ما تتيحه للمهتمين بذلك الشأن حول العالم، من التعرف عن قرب على التطورات التى يشهدها مجال الطيران الحربى، والمدنى، وعلوم الفضاء، ومن ضمنها أنواع الطائرات، وخصائصها وإمكاناتها، خاصة تلك المسيرة بدون طيار، «درونز»، والتى أحدثت طفرة كبيرة فى المجال العسكرى، فضلاً عن أنواع التدريب على الطيران، ومختلف وسائل الوقاية والصيانة. وبالتالى تكون تلك المعارض فرصة، خاصة للطيارين، على الطرازات المختلفة، المدنية والعسكرية، للتعرف على كل ما هو جديد فى مجال تخصصهم، والأهم من ذلك، ما تتيحه من فرصة لشباب الطيارين، ممن لا تتاح لهم فرصة السفر لحضور المعارض الدولية، لتجاوز المعرفة النظرية المعتمدة على الصحف والأخبار، إلى العملية، فى مجال تخصصهم. ومن المقرر أن تعرض مصر، فى ذلك المعرض، لأول مرة، الطائرة «ميج 29» الروسية، بعد التطوير الكبير الذى طلبته مصر عليها وتم تنفيذه، بما يجعلها الأحسن فى العالم، فى طراز الطائرات متعددة المهام. فمبروك لمصر انضمامها للنادى العالمى فى مجال الطيران الدولى والفضاء.
