تصعيد جديد شهدته المنطقة مع شن حزب الله هجمات صاروخية على إسرائيل اعتبرها الرد الأولى على اغتيال قائده العسكرى البارز فؤاد شكر الشهر الماضى فيما أعلنت إسرائيل أنها شنت ضربات استباقية على قواعد الحزب جنوبلبنان وهو ما نفته الجماعة اللبنانية. وفى سلسلة بيانات قال حزب الله إن مقاتليه «بدأوا هجوما جويا بعدد كبير من المسيّرات نحو العمق الصهيونى وفى اتجاه هدف عسكرى نوعي» وهو الهجوم الذى وصفه بأنه «ردّ أولي» على «العدوان الغاشم» الذى أدى إلى مقتل فؤاد شكر و5 مدنيين فى الضاحية الجنوبيةلبيروت فى 31 يوليو الماضي. اقرأ أيضًا | الأخبار في عدد الأحد| أبو مازن في غزة.. زيارة كلها فوائد فهل تتم؟ ثم أعلن الحزب «الانتهاء من المرحلة الأولى» من الرد ب«نجاح كامل» وتحدث عن «استهداف الثكنات والمواقع الإسرائيلية تسهيلا لعبور المسيرات الهجومية باتجاه هدفها فى عمق الكيان» مشيرا إلى إطلاق أكثر من 320 صاروخ كاتيوشا. وفى بيان ثالث نفى الحزب «ادعاءات» اسرائيل إزاء تعطيلها هجومه بضربات استباقية» والتى وصفها بأنها «ادعاءات فارغة» وأكد أن المهمة «أُنجزت» لهذا اليوم مشيرا إلى كلمة مرتقبة للأمين العام للحزب حسن نصرالله لتفنيد «الادعاءات». وأعلن جيش الاحتلال أن حزب الله كان قد خطّط ل»هجوم أكبر» جرى «إحباط جزء كبير منه»، مشيرا الى تدمير «آلاف منصات» إطلاق الصواريخ التابعة للحزب فى جنوبلبنان. وقال الجيش فى بيان «قامت نحو 100 طائرة حربية تابعة لسلاح الجو، بتوجيه من القيادة الشمالية وهيئة الاستخبارات، باستهداف وتدمير آلاف المنصات التابعة لحزب الله فى جنوبلبنان» مضيفا «كانت موجهة نحو شمال إسرائيل وبعضها نحو وسط البلاد». وأكد المتحدث باسم الجيش نداف شوشانى أن الحزب «أطلق مئات الصواريخ والطائرات المسيرة تجاه شمال إسرائيل، معظمها بعد بدء إسرائيل هجومها». وقال «ما زلنا فى مرحلة تقييم للوضع فى أعقاب الهجوم... لكن يمكننى أن أقول لكم إن الضرر كان بسيطا». وأوضح أن شركاء إسرائيل بما فى ذلك الولاياتالمتحدة لم يشاركوا فى الهجوم على حزب الله، مشيرا الى أن ما حدث «كان عملية إسرائيلية». وفى بيان نشره مكتبه، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أمس ب»القيام بكل شيء» لاستعادة الأمن فى الشمال وقال «نحن مصممون على القيام بكل شيء لحماية بلادنا وإعادة سكان الشمال بأمان إلى منازلهم، ومواصلة اتباع قاعدة بسيطة: من يؤذينا، نؤذيه». وأكد المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاجاري، أن قوات بلاده ستهاجم كل مكان فى لبنان يشكل تهديدا لها وقال إن تل أبيب تدرك أن هجمات حزب الله جاءت بتنسيق مع إيران. وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف جالانت حالة الطوارئ لمدة 48 ساعة فى جميع أنحاء إسرائيل قبل أن يلغيها ويبقى القيود فقط فى البلدات الحدودية. وكان رئيس بلدية حيفا قد أعلن صباح أمس فتح الملاجئ العامة فى جميع أنحاء المدينة. وبعد تأخيرها لساعات صباح أمس، أعلنت سلطات الطيران المدنى فى إسرائيل استئناف حركة الإقلاع والهبوط فى مطار بن جوريون فى تل أبيب. وكانت السفارة الأمريكية قد طالبت مواطنيها فى إسرائيل بتوخى الحذر ومعرفة موقع أقرب ملجأ لهم.وفى لبنان قالت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 3 أشخاص فى القصف الإسرائيلى الذى استهدف عدة مناطق فى جنوبلبنان. وأعلنت الوكالة الوطنية للإعلام عن غارات إسرائيلية وقصف مدفعى على مناطق واسعة فى الجنوب، بعضها بعيد نسبيا عن الحدود، مشيرة إلى أن نحو 40 غارة إسرائيلية استهدفت محافظة النبطية. وعقب اجتماع حكومى طارئ، شدد رئيس الوزراء اللبنانى نجيب ميقاتى على ضرورة «وقف العدوان الإسرائيلي» ثم تطبيق القرار 1701 الذى أنهى حرب 2006 مشيرا الى أنه يجرى «سلسلة من الاتصالات مع أصدقاء لبنان لوقف التصعيد». وعلقت شركة الخطوط الجوية الملكية الأردنية رحلاتها إلى العاصمة اللبنانيةبيروت أمس لكنها لم توضح المدى الزمنى للتعليق فيما أكد مسئولو مطار رفيق الحريرى أنه يعمل بشكل طبيعى ولا صحة لتوقف حركة الملاحة الجوية فيه. وفى بيان مشترك، دعا مكتب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة فى لبنان وقوة حفظ السلام «يونيفيل» جميع الأطراف المعنية إلى وقف إطلاق النار والامتناع عن المزيد من «التصعيد» وذلك فى ضوء ما وصفته ب»التطورات المقلقة على طول الخط الأزرق» وأكد البيان أن وقف الأعمال العدائية وتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 الذى أنهى حرب 2006 هو «السبيل الوحيد المستدام للمضى قدما».