خرج علينا المرشح الرئاسي الأمريكي دونالد ترامب بتصريح أكد فيه أن مساحة إسرائيل الحالية صغيرة ويفكر بكيفية مضاعفتها ، التصريح ليس غريبا على ترامب ومعتقداته وقراراته، فرغم التعصب الأمريكي التاريخي الأعمى والدعم اللامحدود لإسرائيل ، إلا أنه فاق كل الرؤساء الأمريكيين فى الدعم والتعصب ببجاحة وفجر، وليس آخره اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل والجولان السورية المحتلة ضمن أراضيها البعض وصف التصريح بأنه مجرد وعد انتخابي ، لكني أختلف مع هذا الوصف وأراه مخدرا إلى أن نفيق على مصيبة جديدة لهذا المتعصب الصهيوني البجح، وهنا أذكر خريطة عرضها مجرم الحرب نتنياهو ذات مرة لإسرائيل وتضم ضمن حدودها الجولان السورية ، الخريطة موقعة من ترامب وقدمها لنتنياهو صهر ترامب وكبير مستشاريه فى البيت الأبيض اليهودى الصهيوني جاريد كوشنر ، إنه وعد بلفور جديد وأشد خطورة من الوعد الوغد الذي قاد للدولة اليهودية الحالية ، ولا ندري إلى أين سيقود الوعد الجديد منطقتنا وعلى حساب من هذه المرة؟ وخطورة وعود وتصرفات بلفور العصر أنها تأتي فى زمن تنفرد فيه واشنطن بقيادة العالم ، واسرائيل بأقوي أوضاعها عسكريا وسياسيا للدرجة التي لا تتوقف عن قتل وإبادة الفلسطينيين والتحرش بجيرانها وممارسة البلطجة دون أي اعتبار لشرعية أو قرارات دولية ، وترفض حتى التفاوض على وقف آلة الحرب والتدمير والإبادة ، ولا ننسى الخريطة التي تظهر عن عمد بعدة مناسبات لدولة الإحتلال وبها تظليل من النيل للفرات حدود دولتهم المزعومة واصفينها بالوعد الإلهي ، وبما أن ترامب صهيوني أكثر من الإسرائيليين أنفسهم إذن فالخطر داهم!! ولعلنا نفهم الآن مماطلات نتنياهو فى التوصل لاتفاق وقف الإبادة بغزة سعيا لكسب الوقت انتظارا لوصول حليفه بلفور العصر إلى البيت الأبيض من جديد ، والخطط جاهزة ،بدايتها تصفية القضية الفلسطينية ووأد حل الدولتين ، يليها بدء تنفيذ المخطط الأكبر بتوسعة دولة الاحتلال وصولا لإسرائيل الكبرى , إذن فماذا نحن فاعلون؟! ، سؤال يجب أن يأخذ حقه بمنطقتنا العربية والإسلامية ، لنستعد للسيناريو الأسود الذي ينتظرها , والطوفان الذي لن يستثني أحدا !!