يحتفى متحف السويس القومى فى قسم خاص بآخر كسوة للكعبة ومقتنياتها، وكذلك المقتنيات والحلى الخاصة ب«جمل المحمل» الذى كان يحمل كسوة الكعبة. تقول دينا السيد مدير متحف السويس القومى، إن أول كسوة للكعبة تم حياكتها بمصر، كانت فى عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، والذى كتب إلى عمرو بن العاص والى مصر لصناعتها، وكانت تُصنع فى الفيوم لوجود صُناع مهرة هناك، واستمر ذلك الوضع فى عهد الدولة الأموية والفاطمية والمملوكية.. تضيف مدير متحف السويس، أن محمد على باشا أمر بإنشاء دار الخرنفش عام 1233 هجرية، لتصنيع الكسوة، ويتولى عملية صناعة النسيج القباطى من الحرير أمهر العمال بعد اختبار صنعتهم، واستن العمال عادة حسنة وهى الوضوء قبل العمل فى نسيج الكسوة، ثم يتلو كل عامل أذكارًا ودعاءً، وكأن الطهارة وصفاء القلب شرط قبل أن تمس أيديهم أطهر قماش يُصنع لكسوة بيت الله الحرام. اقرأ أيضًا | ذكرى رحيل الدبلوماسي الإنسان.. كوفى عنان ويبدأ فى غزل الكسوة بطريقة التقطيب والسرما، مع تطعيم الحرير بخيوط من الدهب والفضة لكتابة آيات من القرآن الكريم والأدعية النبوية، وبعد الانتهاء من عملية التصنيع التى كانت تتم بمشاركة 100 فنى وعامل ماهر لصناعة الكسوة ومقتنياتها، يتم اختيار جمل المحمل لنقل الكسوة الذى يتقدم قافلة الحجاج التى تخرج من مدينة الفسطاط بقيادة أقدم قائد بالجيش المصرى فى احتفال بهيج، وتخبرنا مديرة المتحف بأن تصنيع الكسوة توقف عام 1962، بعدما أنشأت السعودية أول دار لصناعة الكسوة ونالت شرف صناعته، وتحتفظ السويس بآخر كسوة للكعبة بالمتحف. يقول الحاج عبدالله حسن غريب، كان لقوافل الحج استقبال خاص فى السويس، مضيفًا أنه يتذكر مشاهد الاحتفال حينما كان طفلًا خاصة وصول القافلة التى يتقدمها جمل المحمل فى استقبال مهيب وكأنه حدث هام لأهل السويس لا يقل عن استقبال العيد. يروى غريب أنه كان للقافلة والمحمل استقبال رسمى عقب وصوله لمحطة القطار، يحضره محافظ السويس ورجال الدولة والأزهر الشريف ومعه أعيان المدينة والتجار، وبعد وصوله يطوف المحمل شوارع المدينة ويمر على مسجد الأربعين بشارع الجيش، ومسجد الغريب. يضيف أن الحجاج كانوا حريصين على الصلاة فى مسجد الغريب، وقراءة الفاتحة للشهيد يعقوب بن يوسف الذى خاض أول حرب ضد القرامطة الذين قطعوا طريق الحج، عقب ذلك كان أهل السويس يمدون الحجاج بالمؤن والزاد والخبز واللحم المقدد، ثم يغادر الحجاج فى قوارب عبر ميناء السويس القديم، متجهين إلى الأراضى الحجازية.