سميحة شتا ماراثون سياسى ودبلوماسى كبير تشهده المنطقة بمشاركة عدد من دول صناعة القرار الدولى فى انتظار لحظة الحسم وتحديد التوجهات بعد حالة التوتر غير المسبوق فى المنطقة طوال أكثر من عشرة أشهر نتيجة العدوان الإسرائيلى على غزة بتوابعه الكارثية على الصعيد الانسانى وتطوراته الخطيرة آخرها اغتيال القيادى الفلسطينى اسماعيل هنية فى طهران وفؤاد شكر فى لبنان فى استفزاز إسرائيلى غير مسبوق لأطراف عديدة فى مقدمتها ايران بالأساس وحزب الله فى ظل قدراته على تحريك العديد من الساحات فى المنطقة. نحن نتحدث عن اليمن من خلال جماعة الحوثى والذى أثبت قدرة على امكانية تهديد حركة التجارة العالمية من خلال التأثير على الملاحة فى باب المندب وخطورة أن يمتد الصراع الى مضيق هرمز الأيام القادمة هى القادرة على الكشف عن من يكسب السباق الذى لن يخرج عن سيناريوهين الاول الذهاب الى حرب اقليمية لايرغب فيها احد لا فى المنطقة او خارجها خاصة وان كلفتها كارثية على العالم كله والاعداد لها قائمة ولكن فى اطار منضبط من خلال الحشود الامريكية غير المسبوقة وكذلك استعدادات طهران وحزب الله اما السيناريو الثانى هى نجاح الوسطاء فى التوصل الى صفقة متكاملة تضمن وقف العدوان الإسرائيلى على غزة والبدء فى عمليات إعادة الإعمار وأحد أهم مؤشراته توافر إرادة سياسية لدى واشنطن على الأقل للذهاب إلى الصفقة ولعل القاهرة تكون البداية فى التهدئة. قررت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تعزيز وجودها العسكرى فى الشرق الأوسط وسط مخاوف من غارة جوية إيرانية وشيكة ضد إسرائيل ردا على الاغتيالات الأخيرة لقادة رئيسيين من حركة حماس الفلسطينية وجماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران. وذكر تقرير نشرته صحيفة الجارديان أن التعزيزات العسكرية الأمريكية فى المنطقة شملت نشر غواصة قادرة على حمل صواريخ موجهة وطائرات مقاتلة وسفن حربية. ويأتى هذا القرار فى وقت تستعد فيه المنطقة لهجمات محتملة من إيران وحلفائها بعد اغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية أثناء وجوده فى طهران، و فؤاد شكر، أحد كبار قادة حزب الله، فى بيروت. اقرأ أيضًا | الاحتلال يشن حربًا فيروسية على غزة.. أول حالة شلل أطفال منذ ربع قرن وأشار التقرير إلى أن وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن أمر مجموعة أبراهام لينكولن الضاربة الأمريكية بتعزيز وجودها فى الشرق الأوسط، بما فى ذلك نشر غواصة قادرة على حمل صواريخ موجهة. ولفت إلى أنه من النادر أن تعلن واشنطن علناً عن نشر غواصاتها فى أى منطقة. وقال البنتاجون فى بيان إن أوستن أمر أيضا مجموعة حاملة الطائرات يو إس إس أبراهام لينكولن المجهزة بمقاتلات إف-35 بتسريع انتشارها فى الشرق الأوسط.. وقال مستشار الأمن القومى الأمريكى جون كيربى يوم الاثنين إن الولاياتالمتحدة يجب أن تكون مستعدة لهجمات «كبيرة» على إسرائيل، والتى قد تحدث قريبا، جاء ذلك فى أعقاب مناقشات الرئيس جو بايدن مع زعماء المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، حيث تسعى الولاياتالمتحدة إلى تهدئة التوترات فى الشرق الأوسط. وأضاف كيربى للصحفيين إن توقيت الرد الإيرانى الذى تعهدت به لا يزال غير واضح، لكنه قد يحدث فى الأيام المقبلة. وباستخدام الدول الشريكة كوسطاء، مارست إدارة بايدن ضغوطا غير مباشرة على إيران لتقليص أو إلغاء هجومها المخطط له. وساعدت رسائل مماثلة فى أبريل فى تجنب حرب شاملة. فقد أعلنت إيران بشكل مكثف عن هجومها المباشر بالطائرات المسيرة والصواريخ على إسرائيل، والذى لم يسفر عن أى وفيات وألحق أضرارا محدودة فقط بقاعدة جوية فى جنوب البلاد.. وردا على سؤال عما إذا كانت طهران ستؤجل ردها إلى ما بعد محادثات وقف إطلاق النار، قالت البعثة الإيرانية لدى الأممالمتحدة لموقع «المونيتور» إن أى هجوم سيتم تنفيذه بطريقة «لا تضر» بوقف إطلاق النار المحتمل فى غزة. وأضافت أن حقها فى الدفاع عن النفس «لا علاقة له بوقف إطلاق النار فى غزة». وتأتى هذه التحركات فى الوقت الذى تسعى فيه الولاياتالمتحدة وحلفاؤها الآخرون إلى دفع إسرائيل وحماس إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار من شأنه أن يساعد فى تهدئة التوترات الإقليمية المتصاعدة بعد اغتيال الزعيم السياسى لحماس إسماعيل هنية فى طهران، والذى تعهدت إيران بالرد عليه، بالإضافة إلى اغتيال قائد كبير فى حزب الله فى بيروت. كما أن الخلاف العلنى بين رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلى يوآف جالانت بشأن دعم إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار يهدد بتقويض الرسالة الموجهة إلى إيران والتى تشير إلى أن الاتفاق أصبح فى متناول اليد. يطرح الحشد العسكرى الأمريكى الحالي، فى الشرق الأوسط، والذى يصفه مراقبون عسكريون، بأنه الأضخم من نوعه منذ الحرب الأمريكية على العراق، فى مارس عام 2003، تساؤلات، بشأن ما إذا كانت الجهود الدبلوماسية الغربية، لثنى إيران عن توجيه ضربة لإسرائيل، قد انتهت إلى الفشل. ويعتبر مراقبون، أن ما تقوم به أمريكا حاليا، من حشد عسكرى فى الشرق الأوسط، يمثل تكرارا للسيناريو الأمريكي، الذى يستهدف الردع، وهو استراتيجية أمريكية، استخدمتها واشنطن مرارا عبر حشد قوات عسكرية كبيرة، يكون الهدف منها ردع الخصم، وإجباره على تغيير خططه العسكرية حتى بدون حرب. غير أن نفس المراقبين، يستبعدون نجاح الاستراتيجية الأمريكية هذه المرة، فى ظل اختلاف طبيعة الصراع، وتعدد أطرافه، ونظرا لما يعتبرونه مستويات عالية من التوتر، وصلت لها الأزمة، بين إيران وحلفائها من جانب، وإسرائيل وحلفائها الغربيين على الجانب الآخر، وفى ظل تأكيد المسئولين الإيرانيين المتكرر على أن الرد الإيرانى على إسرائيل هو أمر حتمي. فقد رفضت إيران كل مساعى الدول الغربية، لإقناعها بعدم توجيه ضربة عسكرية لإسرائيل، حيث أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، الثلاثاء 13 أغسطس، رفض طهران البيان الثلاثى للترويكا الأوروبية، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، الصادر الاثنين 12 أغسطس، الذى حذر إيران من مهاجمة إسرائيل.. مع تهديد إيران بالرد على اغتيال إسرائيل المشتبه به لزعيم حركة حماس إسماعيل هنية فى طهران، فإن الميليشيات الإقليمية التى سلحتها الجمهورية الإسلامية لعقود من الزمن قد تلعب دوراً فى أى هجوم.. ففى أبريل الماضي، وبعد هجوم إسرائيلى على مجمع السفارة الإيرانية فى سوريا، أطلقت إيران 170 طائرة بدون طيار تحمل قنابل، وأكثر من 30 صاروخ كروز وأكثر من 120 صاروخًا باليستيًا باتجاه إسرائيل. وأسقطت إسرائيل والولاياتالمتحدة ودول أخرى العديد من المقذوفات، بعضها جاء من اليمن. وقد تشن إيران هجومًا مماثلاً، لكن هذه المرة قد يتدخل حزب الله حيث تسعى الميليشيا إلى الانتقام للضربة الإسرائيلية الأسبوع قبل الماضى التى قتلت القائد الكبير فؤاد شكر. وقد يؤدى مثل هذا الهجوم إلى إجهاد الدفاعات الجوية الإسرائيلية، مما يعنى المزيد من الضربات الصاروخية مما يزيد من خطر وقوع إصابات - ويخشى الخبراء أن يؤدى المزيد من التصعيد إلى حرب إقليمية أوسع.