حالة من الترقب والخوف تنتابنا جميعا على ما ستئول إليه المنطقة بعد اغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية، وبعض قادة المقاومة اللبنانية، تعلم إسرائيل تماماً أنها لا تؤتى بنتائج.. والسؤال: هل يستفيد رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو أم أنه يريد التصعيد بحرب شاملة فى المنطقة ..؟! منهج الاغتيالات الذى يتبعه نتنياهو قد يخدم أغراضه السياسية لإطالة مدة حكمه بعيداً عن المساءلة التى تنتظره، من جهة، ومن جهة أخرى كسب الرأى العام الإسرائيلى أنه قادر على القضاء على المقاومة باغتيال قادتها ! اغتيال هنية لن يوقف المقاومة الفلسطينية بل قد يزيدها عناداً وإصراراً لاستكمال مسيرتها نحو تحرير فلسطين، واغتيال قادة المقاومة اللبنانية لن يوقف المقاومة من حق استردادها لأراضى الجنوب اللبنانى المغتصب. شهدت العقود الماضية مزيدا من اغتيالات قادة المقاومة ومع ذلك استمرت المقاومة وتنامت وتزداد شراسة عاما بعد آخر، اغتيال قادة المقاومة نصر زائف وبقاء سياسى لنتنياهو. « انهض واقتل أولاً..» كتاب للباحث الإسرائيلى أهارون بيرجمان صدر عام 2018، جاء فيه أن الاغتيالات تكتيك أصيل ومتعمد للحركة الصهيونية منذ قيامها عام 1948، وأن إسرائيل ضربت رقماً قياسياً عالمياً فى ممارسة الاغتيالات أو عمليات القتل المستهدف منذ الحرب العالمية الثانية. وفى كتابه « القتل المستهدف فى القانون الدولى « يقول الخبير القانونى نيلس ميلز إن إسرائيل الدولة الأولى على مستوى العالم التى تعترف فى العام 2000 بممارسة سياسة القتل المستهدف..! أهداف كثيرة تبغيها اسرائيل من وراء الاغتيالات أهمها سياسة الرد الانتقامى والردع وحرمان المقاومة من قادتها، فهل نجحت إسرائيل فى فرض تخلى المقاومة عن الكفاح المسلح..! لقد تناست إسرائيل أن القضية الفلسطينية تصطبغ بصبغة عقائدية فى المنطقة العربية. الاغتيالات تؤجج الصراعات ولن تعيد السلام للمنطقة.
