لا مخالفة للواقع على الاطلاق فى القول بعدم وجود أى نية أو توجه لدى إسرائيل للسعى بصدق وأمانة لوقف إطلاق النار فى غزة، والاستجابة للبيان المشترك الصادر عن الزعماء الثلاثة، لمصر وقطر والولاياتالمتحدةالأمريكية، المطالب بالوقف الفورى لإطلاق النار، والبدء فى تنفيذ قرار مجلس الأمن الأخير رقم «2735». هذه حقيقة مؤكدة وواضحة، على الرغم من إعلان إسرائيل أنها ستقوم بإرسال وفدها للتفاوض بشأن غزة، إلى القاهرة أو الدوحة الخميس القادم الخامس عشر من أغسطس الحالى، للتفاوض حول التفاصيل الخاصة بتنفيذ الاتفاق الاطارى، وفقًا لما جاء فى البيان. وقد تأكدت هذه الحقيقة بجلاء خلال جريمتها البشعة التى ارتكبتها أول أمس، وما قامت به من قصف وتدمير لمدرسة «التابعين» بغزة فى مجزرة جديدة تُضاف إلى المجازر الإسرائيلية المتعددة، التى ارتكبتها وما تزال ترتكبها قوات جيش العدوان فى غزة، فى إطار حرب الإبادة التى تقوم بها ضد الشعب الفلسطينى طوال الشهور العشر الماضية. واللافت للانتباه والجدير بالملاحظة والتأمل فيما وقع، هو أن جريمة إسرائيل الجديدة تم تنفيذها بعد يوم واحد من إعلان البيان الثلاثى، الداعى لإعادة إطلاق المفاوضات، وصولًا إلى التوافق على الخطوات الجادة لبدء تنفيذ البنود الواردة فى قرار مجلس الأمن رقم «2735» الخاص بوقف إطلاق النار فى غزة، بما يؤدى إلى وقف الحرب والافراج عن الرهائن والمحتجزين. كما يتزامن قيام إسرائيل بتنفيذ جريمتها الجديدة، مع إعلان الولاياتالمتحدةالأمريكية دعمها المتواصل لإسرائيل على كل المستويات المادية والعسكرية، واتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحمايتها من أى تهديد أو أخطار تتعرض لها،....، فى إطار ضمانها غير المحدود لأمنها وسلامتها، وهو ما يعنى المشاركة الكاملة من جانب الولاياتالمتحدة لإسرائيل فى كل المواقف وكل الظروف. وهذا التوافق اللافت للانتباه يطرح بعض الأسئلة، حول الموقف الحقيقى للولايات المتحدة فى قضية الحرب الدائرة الآن فى غزة،، وما إذا كانت الولاياتالمتحدة راغبة وجادة حقًا فى سعيها لوقف إطلاق النار، ووقف الحرب الإسرائيلية لإبادة الفلسطينيين، وهل ستقوم باتخاذ خطوات إيجابية لذلك.. أم ستكتفى بالتصريحات والبيانات الكلامية؟!
