كنت ومازلت آمل أن يكون البيان المشترك الصادر عن زعماء الدول الثلاث مصر وقطر والولايات المتحدةالأمريكية، بمثابة البداية الصحيحة للتعامل مع القضية المتفجرة على الساحة العربية والدولية حاليا، وهى قضية العدوان الإسرائيلى اللا إنسانى على الشعب الفلسطينى فى غزة. وكنت ومازلت أتمنى أن يؤدى هذا البيان لما ينشده المجتمع الدولى من وقف فورى لإطلاق النار فى غزة، وتوقف لحرب الإبادة التى تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين فى القطاع طول العشرة شهور الماضية وحتى الآن. وأحسب أن البيان قد عبر فى محتواه ومضمونه عما يتطلع إليه المجتمع الدولي، من السعى العاجل لوضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني، الذى يتعرض فى كل يوم لمعاناة قاسية، فى ظل عمليات القتل والتدمير والإرهاب فى محاولة للقضاء على كل مظاهر وصور الحياة الإنسانية فى القطاع. واعتقد ان ما جاء فى البيان الصادر عن الزعماء الثلاثة، من المطالبة بعدم إضاعة الوقت، والتوقف عن خلق الذرائع لتعطيل وقف إطلاق النار، وتوقف الحرب،...، هو مطلب صحيح وجاء فى وقته ومكانه. حيث إن كل العالم بدوله وشعوبه، كان ولا يزال شاهدا على ما تقوم به إسرائيل من خلق للذرائع وإقامة العراقيل للتنصل من كل اتفاق يتم التوصل إليه لوقف إطلاق النار وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم «2735» الذى جاء تنفيذا للمبادرة الأمريكية. ولكنى كنت ومازلت أعتقد أيضا أن إسرائيل لن تتخلى عن محاولاتها المستمرة والدائمة لعرقلة أى اتفاق، وأنها لن تقبل الانصياع للرغبة الدولية التى عبر عنها البيان الثلاثي، فى ضرورة التوقف الفورى عن إطلاق النار فى غزة، وأنها على عكس ذلك سوف تواصل عدوانها وتسعى لاستمراره بكل ما تملكه من إصرار على القتل والإبادة للشعب الفلسطيني. وأحسب أن فى المجزرة الأخيرة التى ارتكبتها إسرائيل بتدميرها الإرهابى لمدرسة المتابعين فى غزة بالأمس الدليل الحى على صدق هذا الاعتقاد.