واضح أن هناك إدراكاً أمريكياً متزايداً بخطر الانزلاق إلى حرب شاملة فى المنطقة إذا استمر التصعيد وإذا استمرت محاولات نتنياهو لتوريط أمريكا فى حرب مباشرة ضد إيران، أو على الأقل استغلال التواجد العسكرى الأمريكى لإشغال جبهة لبنان ولإبقاء المنطقة كلها على حافة الهاوية! انخراط الرئيس الأمريكى بايدن فى اتصالات مكثفة مع الرئيس السيسى وأمير قطر والعاهل الأردنى يشير إلى إدراك (تأخر كثيراً) من جانب أمريكا بأن إطفاء النيران المشتعلة لابد أن يبدأ بإيقاف حرب الإبادة التى تشنها إسرائيل فى غزة. التحرك الأمريكى الآن يأتى فى ظل ظروف بالغة الخطورة، لكنه يأتى أيضاً مع اتضاح المسئولية الإسرائيلية عن التصعيد الذى يأخذ المنطقة كلها إلى قلب الخطر. وزير الخارجية الأمريكى «بلينكن» يقول إن المفاوضات حول وقف إطلاق النار فى غزة وصلت لمرحلتها الأخيرة. والرئيس الأمريكى فى المكالمة الغاضبة مع نتنياهو طلب إنهاء الاتفاق خلال أسبوعين لأنه يعلم أن الصفقة جاهزة وأن من يماطل هو نتنياهو وحده. وواشنطن أعلنت بوضوح أن اغتيال إسماعيل هنية تم بدون علمها، وجاء ليعقّد الموقف ويمنع إيقاف القتال. حجم المخاطر الهائلة إذا استمر التصعيد، والمخاوف الأمريكية من التورط فى حرب لا تريدها ولا تتمناها، يفرض على أمريكا أن تتحمل المسئولية وأن توقف الحرب التى ما كان لإسرائيل أن تشنها وتستمر فيها العشرة شهور حتى الآن إلا بدعم أمريكا ومشاركتها! الاتفاق جاهز وإلا ما كان بايدن قد طلب من نتنياهو التوقيع عليه خلال أسبوع أو اثنين. والبديل هو التصعيد الخطر على كل الجبهات الغضب الأمريكى من خروج نتنياهو على النص لابد أن يتحول لفعل إيجابى قبل أن تجد أمريكا نفسها متورطة فى الأسوأ اتفاق إنهاء الحرب فى غزة ممكن إذا تلقى نتنياهو رسالة واضحة بأن أساطيل أمريكا لم تحتشد لمساعدته على إشعال المنطقة.. بل لإخراج إسرائيل من ورطتها!!