كل الدلائل تؤكد أن عمليات الاغتيال العسكرية الأخيرة التى قامت بها حكومة الاحتلال الإسرائيلى فى كل لبنانوطهران قد تؤدى لاشتعال النيران فى الشرق الأوسط ، بعد ان اصبح خطر نشوب صراع مباشر بين إسرائيل وإيران، أكثر بكثير من ذى قبل .. فقد كان اغتيال اسماعيل هنية فى طهران استفزازا متعمدا يهدف لفرض رد فعل إيراني. ومن المرجح فى نهاية المطاف أن يستنتج حزب الله وإيران أن ممارسة ضبط النفس لا تؤدى إلا إلى تعريضهما لخطر المزيد من الهجمات الإسرائيلية. حملة الاغتيالات الأخيرة لهنية وشكر -التى لم تكن تتم الااذا كانت تحظى بموافقة امريكية مسبقةعرضت محادثات وقف إطلاق النار الهشة بالفعل فى غزة للخطر وتهدد بتوسع إقليمى أكبر للحرب. على الجانب الآخر يأتى تصريح الرئيس بايدن المثير للسخرية عندما يقول : ان اغتيال هنية «لا يساعد» فى التوصل إلى اتفاق الرهائن وانه «قلق للغاية» بشأن التوترات فى الشرق الأوسط ونتائجها. رغم ان واشنطن هى التى تشجع اسرائيل على سلوكها العدوانى وأوضحت من خلال أفعالها أنها ليست مستعدة للقيام بالشيء الوحيد الذى من شأنه أن يؤدى لوقف دائم لإطلاق النار وهو التوقف عن إرسال الأسلحة التى تمكن إسرائيل من شن الحرب على غزة وجيرانها ولذلك لاأحد يصدق كل الحديث عن دعم واشنطن لوقف إطلاق النار أو الرغبة فى عودة الرهائن وهى توافق نتنياهوعلى اغتيال أحد كبار المفاوضين على الجانب الآخر مع الإفلات من العقاب. ويكاد يكون من المؤكد أن المفاوضات التى كان زعيم حماس يشارك فيها سوف تتوقف، إن لم تكن تخرج عن مسارها بالكامل، نتيجة لاغتياله. فحكومة بايدن حتى الآن رغم تصريحاتها المستهلكة حول المفاوضات ووقف اطلاق الناروخلافه تشجع على استمرار حرب الإبادة الجماعية التى تشنها إسرائيل على غزة وتوسيع قواعد الاشتباك مع ايران. ويبدو أن بايدن الذى خرج من السباق الانتخابى مرغم يريد أن يترك للقادم فى البيت الأبيض حربا إقليمية متزايدة فى الشرق الاوسط يمكن ان تتورط فيها واشنطن بشكل مباشر!!