نرمين الشال تتميز محافظة كفر الشيخ، بتعدد المساجد الأثرية التي لها تاريخ ويقدم إليها الآلاف، وخاصة تلك المساجد التي تضم أضرحة لأولياء الله الصالحين، وأشهر هذه المساجد، مسجد العارف بالله سيدي إبراهيم الدسوقي، بمدينة دسوق، الذي يأتيه الزائرين، والمريدين والمحبيين من شتى بقاع الأرض، وتستقبل المدينة خلال الاحتفال السنوي بمولد سيدي إبراهيم الدسوقي أكثر من مليوني زائر . فهو إبراهيم بن عبد العزيز أبو المجد، إمام صوفي سني ، وهو آخر أقطاب الولاية الأربعة عند الصوفية، وإليه تنسب الطريقة الدسوقية، لقب نفسه بالدسوقي، نسبة إلى مدينة دسوق بالشمال الغربي لمصر التي نشأ فيها وعاش بها حتى وفاته، أما أتباعه فقد لقبوه بالعديد من الألقاب، أشهرها برهان الدين وأبو العينين. والعارف بالله إبراهيم الدسوقي، ولد عام 653 هجرية، وتوفي في عام 696 هجرية، ويمتد نسبه إلى الإمام علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، ووالدته هي شقيقة العارف بالله أبو الحسن الشاذلي، وقد عاش زاهدا في الدنيا ، متفقها في الدين على مذهب الإمام الشافعي، وعشق الخلوة منذ صغره، وسطع نجمه في العلوم والمعارف وانتشرت طريقته حتى ذاع صيته في كل أرجاء البلاد، واشتهر بحسن أخلاقه وكرمه، ونظرا لشهرته زاره، خليل قلاوون سلطان، فأمر ببناء زاوية صغيرة بجانب الخلوة، وبعد أن توفي الإمام الدسوقي دُفن في خلوته الملاصقة للمسجد. اقرأ أيضا | مسجد أبو غنام الأثري بكفر الشيخ.. شاهد على التاريخ ينتظر الافتتاح وتم تطوير الضريح الخاص بسيدي إبراهيم الدسوقي، في عام 1880م ، بأمر من الخديوي توفيق، وأمر ببناء مسجد باسم سيدي إبراهيم الدسوقي، وتوسعة الضريح وبني المسجد على مساحة 3000 متر مربع، كما تم توسعة المسجد في عهد الرئيس جمال عبدالناصر عام 1969م، ليكون على مساحة 6400 م2 وبه 11 باباً ، وصالون لكبار الزوار ومكتبة إسلامية جامعة فيها المراجع الكبرى في الفقه الحديث والأدب وهذه المكتبة يقصدها طلاب العلم والمعرفة من الباحثين وطلاب الجامعة من شتي البلاد في مصر ،كما تم بناء جناح خاص للسيدات من طابقين على مساحة 600 م2، وفي أوائل القرن التاسع عشر ضم المسجد الدسوقي للجامع الأزهر، وأصبحت الدراسة فيه تسير على نهج الدراسة الأزهرية نفسها، وضم المسجد مكتبة قيمة احتوت على خمسة آلاف كتاب في مختلف العلوم. وتبلغ مساحة المسجد الآن 7 آلاف متر، ومساحة الميدان بالمسجد 16 ألف متر، ويتسع ل 25 ألف مسجد، والمسجد يعد من بين المساجد ال10 على مستوى العالم، وخلال شهر رمضان المبارك له مكانة خاصة، فيجد توافد كبير من المصلين من كافة أنحاء المحافظات المصرية، خاصة يومي الخميس والجمعة. يعقد للعارف بالله إبراهيم الدسوقي، مولدين : الأول في شهر مايو يُسمى ب"المولد الرجبى"، والثاني فى أكتوبر ، وهو الاحتفال الرسمي بمولده، ومعروف بالمولد الكبير وتقام احتفالاته في شهر أكتوبر الميلادي، ويشهده مايقارب من مليوني شخص من المحافظات المصرية وعدد من الدول العربية والاسلامية، ومن أبرز مظاهر الاحتفال، يمتطي خليفة المقام الإبراهيمي حصانًا، ويُزف به في معظم شوارع دسوق بعد صلاة العصر في اليوم الختامي، ويستمر الاحتفال أسبوعاً للاحتفال، ويًقام مؤتمر للطرق الصوفيه، يشهده محافظ كفر الشيخ، وعادة ما يحضر هذه الاحتفالات الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الشريف الأسبق ورئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية ويشهد ميدان العارف بالله إبراهيم الدسوقي، أعمال توسعة ورصف وتجميل، حيث تم الانتهاء من أعمال الرصف بالانترلوك، وما سبقها من أعمال البنية التحتية بالميدان، بموجب بروتوكول مبرم بين الجهاز القومي للتنسيق الحضاري ومحافظة كفر الشيخ، لتطوير وتجميل ميدان إبراهيم الدسوقي للحفاظ على الصياغة العمرانية لهذه المنطقة. ونظرا لوجود مسجد وضريح العارف بالله سيدي إبراهيم الدسوقي، تميزت مدينة دسوق بالسياحة الدينية، كما أنها تطل على نهر النيل فرع رشيد، وتتميز بأنها مدينة تجارية، المسجد له مكانة عظيمة في نفوس الصوفيين، ويطلق عليه البعض أنه «قبلة الصوفيين»، وهو من المساجد ال10 عالميا التي تتجه الأنظار إليه .. ويتضاعف الإقبال على مسجد العارف بالله سيدي إبراهيم الدسوقي خلال مواسم العبادات، وأهمها شهر رمضان، فتُعقد بالمسجد الدسوقي مجالس للعلم، وحلقات لتلاوة القرآن، وأخرى للذكر، ويكثر الزائرين طوال أيام شهر رمضان المبارك من مختلف المحافظات.