لله سبحانه وتعالى عباد صفوا فتخلصوا من علائق الدنيا، فأخلصت قلوبهم وأرواحهم فى عبادة الله فاصطفاهم الله أولياءًا له وخصهم ببعض فضله، فأصبح ذكرهم مرفوعًا فى مشارق الأرض ومغاربهم، ومن هؤلاء العلماء الذين ذاع علمهم وانتشر مريدويهم فى الآفاق العارف بالله سيدى إبراهيم الدسوقى القرشي، الذى يلقب ب «أبا العينين» والمقصود بها عين الشريعة وعين الحقيقة، لأنه حاز فضل إتقان علوم الشريعة كلها، وتخلق بها وسار فى طريق الله يجاهد نفسه حتى ارتقى فأصبح من أهل الحقيقة وهى معرفة الدنيا على حقيقتها فيفنى العبد فى الله ويعرض عما سوى الله وتنكشف له من الحقائق ما لا يراها غيره من أهل الدنيا التى حجبتهم الشهوات. ويعد ضريح القطب الصوفى الكبير سيدى إبراهيم الدسوقى بمسجده بمدينة دسوق بكفر الشيخ من أشهر الأضرحة على مستوى الجمهورية وهو قبلة للألاف من المريدين. كما يعد الدسوقى أحد الأقطاب الصوفية الأربعة، الذين ينظر إليهم المريدون على أنهم أصحاب الفضل والأسرار العظمي. وتحتفل محافظة كفر الشيخ ووزارة الأوقاف والمشيخة العامة للطرق الصوفية، مرتين سنويا بالعارف بالله سيدى إبراهيم الدسوقى بمدينة دسوق، وهما الاحتفالان اللذان يحضرهما الآلاف من مريدى ومحبى القطب الصوفى الكبير الذى يقبع ضريحه الذى يعد من أشهر الأضرحة فى مصر والعالم العربى والإسلامى بمسجده الكبير بالميدان الإبراهيمى بمدينة دسوق وهو قبلة للكثيرين من مختلف المحافظات والدول العربية والإسلامية ويعد من أشهر أماكن السياحة الدينية بمحافظة كفر الشيخ. ومسجد العارف بالله سيدى إبراهيم الدسوقي، واحد من أهم معالم ومساجد مصر، والذى بنى فى عهد الأشرف خليل بن قلاوون سلطان مصر فى ذلك الوقت فكان عبارة عن زاوية صغيرة يجاورها خلوة لإبراهيم الدسوقى الذى زاره قلاوون وأمر ببناء هذه الزاوية والخلوة، وبعد وفاة الدسوقى دفن فى خلوته الملاصقة للمسجد. وفى عهد السلطان قايتباى أمر بتوسعة المسجد وبناء ضريح لمقام سيدى إبراهيم الدسوقي، وفى 1880 أمر الخديو توفيق ببناء مسجد سيدى إبراهيم الدسوقى وتوسعة الضريح وبنى المسجد حينها على مساحة 3000م2. وفى سنة 1969 فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر قامت الدولة بتوسعة المسجد على مساحة 6400 م2، وجعل له 11 بابا، وصالونا لكبار الزوار، ومكتبة إسلامية جامعة فيها المراجع الكبرى فى الفقه الحديث والأدب، وهذه المكتبة يقصدها طلاب العلم والمعرفة من الباحثين وطلاب الجامعة من شتى محافظات مصر المختلفة. وفى عام 1976تمت توسعة المسجد وبناء جناح خاص بالسيدات من طابقين على مساحة 600متر، وتمت إقامة 4 مآذن على أحدث طراز معماري، وبداخل المسجد 140عامودا، كما يوجد بالضريح 8 أعمدة بالإضافة لعدد 10 أعمدة بمسجد السيدات. وفى عام 2014 الماضى نفذت وزارة الأوقاف مشروع ترميم وتدعيم مسجد سيدى إبراهيم الدسوقى بمدينة دسوق بتكلفة 5.5 مليون جنيه، وأستغرق الترميم قرابة 6 أشهر، كما تم خلال العام الماضى اعتماد أكثر من 30 مليون جنيه لترميم أعمدة المسجد والحوائط والأسقف للحفاظ عليها من التلف.. أما أتباعه فقد لقبوه بالعديد من الألقاب، أشهرها برهان الدين وأبا العينين، وينتهى نسبه من جهة أبيه إلى الإمام الحسين بن على بن أبى طالب، وجده لأمه هو أبو الفتح الواسطى خليفة الطريقة الرفاعية فى مصر، ولذلك كانت له علاقة بالصوفية منذ صغره،.