تُعد الرضاعة الطبيعية من أسمى الهدايا التي يمكن أن تقدمها الأم لطفلها، إذ تساهم بشكل كبير في تعزيز صحته العامة وتقوية جهازه المناعي، على الرغم من تقدم الطب وتوافر العديد من البدائل الصناعية، تظل الرضاعة الطبيعية الخيار الأمثل الذي يوصي به الأطباء والخبراء الصحيون، في هذا التقرير، نكشف كيف تسهم الرضاعة الطبيعية في تعزيز مناعة الطفل وحمايته من الأمراض المختلفة، مستعرضين الفوائد العلمية والعملية التي تجعلها الخيار الأول للأمهات وأطباء الأطفال على حد سواء،بحسب ما جاء من الجمعية الأمريكية لطب الأطفال. اقرا أيضا|الرضاعة الطبيعية.. كنز من الفوائد الصحية للأم والطفل فوائد الرضاعة الطبيعية لجهاز المناعة: 1.الأجسام المضادة الطبيعية: الحليب البشري يحتوي على مجموعة غنية من الأجسام المضادة، مثل الأجسام المضادة IgA، التي تلعب دورًا حاسمًا في حماية الطفل من مسببات الأمراض، هذه الأجسام المضادة تعمل على تعزيز قدرة الجهاز المناعي للطفل على مكافحة البكتيريا والفيروسات التي قد يواجهها. 2.الليمفوسايت والخلايا المناعية: يحتوي حليب الأم أيضًا على خلايا مناعية نشطة مثل اللمفوسيتات والخلايا البلعمية، التي تساعد في مكافحة العدوى وتقوية استجابة الجهاز المناعي، هذه الخلايا تساعد في تدريب الجهاز المناعي للطفل على التعرف والتعامل مع الميكروبات المختلفة. 3.تعزيز نمو الجهاز المناعي: الرضاعة الطبيعية تسهم في تطوير الجهاز المناعي للطفل بشكل صحي،حليب الأم يحتوي على مكونات تعزز نمو الأنسجة اللمفاوية، والتي تعد أساسية في بناء جهاز المناعة،هذا التطور يعزز قدرة الطفل على مقاومة الأمراض بشكل فعال. 4.الوقاية من الأمراض المزمنة: الأطفال الذين يتلقون الرضاعة الطبيعية يكونون أقل عرضة للإصابة بأمراض مزمنة مثل الربو، والسكري، وأمراض القلب، مقارنة بالأطفال الذين يتلقون حليبًا صناعيًا. هذا يرجع إلى تأثير الرضاعة الطبيعية في تعزيز التوازن المناعي وتقليل الالتهابات المزمنة. 5.تحسين الاستجابة للتطعيمات: أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين يتلقون الرضاعة الطبيعية يظهرون استجابة أفضل للتطعيمات. الحليب البشري يحتوي على عوامل تساعد في تعزيز فعالية التطعيمات، مما يوفر حماية إضافية للطفل ضد الأمراض المعدية. التوصيات العملية: 1.الرضاعة الحصرية: توصي منظمة الصحة العالمية بالرضاعة الطبيعية الحصرية خلال الستة أشهر الأولى من عمر الطفل، حيث يوفر الحليب الطبيعي جميع العناصر الغذائية الضرورية والدعم المناعي الذي يحتاجه الطفل. 2.الاستمرار في الرضاعة: بعد الستة أشهر، ينبغي استمرار الرضاعة الطبيعية إلى جانب إدخال الأطعمة التكميلية حتى بلوغ الطفل عمر عامين أو أكثر، هذا يضمن الحفاظ على مستوى عالٍ من الأجسام المضادة والعناصر المناعية التي يحتاجها الطفل. 3.التغذية السليمة للأم: لضمان جودة حليب الأم، يجب على الأمهات الحفاظ على نظام غذائي متوازن وغني بالعناصر الغذائية، مما يعزز من جودة الحليب ويزيد من فوائده لجهاز المناعة للطفل. تظل الرضاعة الطبيعية خيارًا ذهبيًا لا يقتصر أثره على تغذية الطفل فقط، بل يمتد ليشمل تعزيز صحته وتقوية جهازه المناعي بشكل كبير. عبر تقديم الأجسام المضادة الطبيعية والخلايا المناعية اللازمة، تساهم الرضاعة الطبيعية في حماية الطفل من الأمراض وتعزيز استجابته للتطعيمات لذلك، يُنصح الأطباء والأمهات باتباع الإرشادات الصحية المتعلقة بالرضاعة الطبيعية لضمان أفضل صحة ممكنة للأطفال.