دأب شعبنا الطيب على تقمص دور القاضى والحكم والعالم ببواطن الأمور فى كل ما يحدث فى حياتنا من ظواهر أو أحداث.. فعندما انحسرت مياه بعض الشواطئ الأسبوع الماضى نصب البعض نفسه عالم جيولوجيا البوست يلى الآخر وبدأ يفتى بأن هناك زلازل قادمة فى البحار قد تؤدى إلى تسونامى. وقد أوضح أحد العلماء (ورغم أنه عالم فى هذا التخصص) بأن التسونامى غالبا ما يحدث فى مناطق البحار المتصلة بالمحيطات وبدرجة ريختر كبيرة للزلازل وأن ما نحن فيه ظواهر طبيعية مختلفة تؤدى إلى ما نراه من نحر أو انحسار المياه فى بعض الشواطئ.. ولن نغوص فى هذه المعلومات حتى لا نتوه فى بحر العلم. وهذا الأسبوع انتشر على مواقع التواصل الاجتماعى بصورة لم يسبق لها مثيل فيديو تضرب فيه امرأة حماتها وانقسم رواد السوشيال ميديا فريقين من المتعاطفين تارة مع الزوجة مكسورة الجناح التى فقدت أعصابها فكادت تقتل والدة زوجها وفريق آخر مع الحماة المجنى عليها وكيف تجرؤ زوجة ابنها أن تضربها بهذا الجبروت. والحقيقة أن الجميع قد يكون مخطئا فى حكمه فنحن نعلم جيدا أن أغلب الأسر فى الريف هى منازل عائلية يتزوج الأبناء الذكور مع الوالدين فى نفس المنزل وتنادى الزوجة على حماتها.. بأمى. ولهم من العادات ما ليس لأهل المدينة علم به فالحماة هناك لها مكانة أعلى من والدة الزوجة وبيدها الأمور جميعها وعلى ابنها وزوجته الطاعة والولاء.. ولا ندرى حتى نحكم هل الزوجة تمردت على هذا الوضع أم أن والدة الزوج كانت تطلب منها الكثير أو تستفزها؟ ولذلك فكل أحكامنا قد يجانبها الصواب. ومهما كانت الظروف فقد تعلمنا جميعا احترام الكبير وإذا لم تتحمل الزوجة تصرف حماتها كان عليها اللجوء لمنزل أهلها أو للكبار فى العائلتين وإنما كل التصرفات الأخرى واستخدام العنف مع سيدة مسنة مرفوض.