بورسعيد: أيمن عبد الهادي فجأة.. وبدون سابق انذار، تعلو صرخات الطلاب دا خل لجنة الإمتحان، ومع اشتعال مشاعر الخوف والفزع لدى اولياء الأمور الذين ينتظرون ابنائهم حول المدرسة، يظهر طالب من نافذة لجنة الإمتحان ويحاول القفز. بعد دقائق قليلة، كانت تعلو فيها أصوات مفزعة داخل اللجنة، وكأن هناك مشاجرة أحداثها غامضة تدور داخل لجنة الامتحان، تظهر سيارة الإسعاف امام باب المدرسة الرئيسى، بعد لحظات أخرى يظهر المسعفون وهم يحملون طالبًا تنزف الدماء من رقبته ويدفعون به الى السيارة ثم تنظلق به الى المستشفى. ماذا حدث داخل لجنة امتحانات الثانوية؟، أو داخل مدرسة بور سعيد؟، هذا ما سنتعرف عليه تفصيليًا الأن. البداية كانت بصرخات أولياء الأمور الذي ينتظرون أبنائهم أمام مدرسة القناة والتي تشهد إحدي لجان الثانوية العامة وتقع بشارع 23 يوليو نطاق حي الشرق ب محافظة بورسعيد، عندما شهدوا طالبا يحاول القفز من اعلي المدرسة، مما أثار حالة من الفزع والرعب، وظن الأهالي أن من يقفز يحاول الانتحار لعدم قدرته علي حل اسئلة الامتحان، لم يكونوا يعلمون ماذا يحدث داخل اللجنة، الا أن هذا المشهد كان مقترنا بصرخات طالبات وطلاب داخل المدرسة تحديدا داخل اللجنة. سيارة اسعاف بعد قليل فوجئ الأهالي بوصول سيارة الإسعاف الى المدرسة وحملها بعد دقائق معدودة لطالب تنزف الدماء من جسده مما جعلهم يتساءلون عما حدث داخل اللجنة، وبعدها بقليل يصل رجال الشرطة من مباحث قسم شرطة الشرق ورجال البحث الجنائي بمديرية أمن بورسعيد، وتمكنوا من ضبط الطالب إياد والذي كان يحاول القفز من أعلى المدرسة التي بداخلها اللجنة، وبدأ اولياء الأمور يشعرون بأن شيئا ما قد حدث داخل اللجنة. استقبل مستشفي السلام التابع لهيئة الرعاية الصحية ومنظومة التأمين الصحي الشامل ب محافظة بورسعيد الطالب احمد الكناني، وكان يعاني من جروح طعنية في الرقبة والصدر والجسد، وقام اطباء الطوارئ بالتعامل مع الحالة وتمكنوا من وقف النزيف وخياطة الجروح، والتي كان اخطرها جرح الرقبة لوجوده في مكان قاتل. وكشف شاهد عيان من الطلاب المتواجدين باللجنة تفاصيل ما حدث ل «أخبار الحوادث»، قال: إن الطالب المتهم بالاعتداء على زميله يدعى إياد حاول ذبح زميله والاعتداء على الطلاب والطالبات بسكين مطبخ كبير داخل اللجنة، الأمر الذي معه هرب المراقب خوفا وذعرًا بعدما شهد دماء الطالب تسيل. "الحقونى" وكشف الشاهد؛ أن الواقعة حدثت داخل لجنة مدرسة القناة الإعدادية وهي إحدى لجان الثانوية العامة هذا العام، وكانت قبل انتهاء مدة الامتحانات بوقت قليل؛ حيث كان المجني عليه أحمد الكناني يقرأ ورقة الأسئلة بتركيز للإجابة عليها ثم فوجئ بالمتهم ينقض عليه بالسكين ويحاول ذبحه من رقبته، فوضع المجني عليه يده على رقبته واخذ يصرخ: "أنا هموت الحقوني". وأضاف شاهد العيان: وقتها لوح المتهم بالسلاح في وجه جميع الطلاب حتى الفتيات، مهددا الجميع من الاقتراب منه مؤكدا أنها ليست أول مرة يرتكب هذا الفعل في زميله، مشددا أن شهادته جاءت من أجل إظهار الحقيقة والتأكيد على أن الاعتداء لم يكن بمطواة وإنما كان بسكين، ولم يكن هذا الشاهد خارج اللجنة ولكنه كان بالداخل، ما اثار الرعب في قلوب كل الموجودين. وطالبت أسرة أحمد الكناني طالب الثانوية العامة المعتدي عليه بحق نجلهم، وأكدت جدته؛ أن جرح الرقبة نافذ وكان من الممكن أن يؤدي للموت، كما أن قميصه الذي اشتراه لحضور الامتحان تلون بالدم، وورقة الامتحان عليها آثار دمائه التي سالت داخل اللجنة، وطالبت والأسرة بحق نجلهم من المتهم الذي شرع في قتله. قميص جديد وانهارت والدة الطالب الذي تم الاعتداء عليه داخل إحدى لجان الثانوية العامة ب محافظة بورسعيد أمام جهات التحقيق، وقالت الأم: إنها تعبت كثيرا مع نجلها قبل امتحان الثانوية العامة ولم تكن تنام خلال الفترة الأخيرة، وقد جهز نجلها أحمد الكناني اليوم قميصا جديدا، وصفف شعره من أجل أن يحتفل مع زملائه بانتهاء الإمتحانات، وكان سعيدا بأن الله كتب له التوفيق في الإجابة خلال ايام الامتحان. وروت الأم؛ أنها خرجت من منزلها في هذا اليوم من أجل الاحتفال مع نجلها وعندما وصلت أمام المدرسة أبلغها أولياء الأمور أن هناك طالبا مطعونا من رقبته، وبعد لحظات جاءها هاتف من زوجها يطلب منها القدوم لمستشفى السلام الدولي، فصرخت: "هو المطعون ده أحمد إبني"، وهرولت لهناك لتجد نجلها غارقا في دمائه، وقميصه الذي جاء به للاحتفال ملطخا بدمائه وقد ظهر قميص الطالب المجني عليه ممزقا بسبب الطعنات الغادرة التي تلقاها احمد. وعلمت الأم من شهود العيان أن نجلها كان يجلس داخل اللجنة علي الديسك يقوم بحل الامتحان، وجاء زميله المتهم إياد من الخلف وقام بطعنه ومحاولة ذبحه داخل اللجنة، وترك المراقب اللجنة وفرّ هاربا من هول المشهد، وحاول المتهم الاعتداء علي زملائه الأخرين، ثم حاول كذلك القفز من اللجنة للهروب، قبل أن يقع في يد الأجهزة الأمنية. والدة الضحية وطالبت الأم جهات التحقيق بحق نجلها مؤكدة أنه تعرض لواقعة شروع في القتل داخل لجنة الثانوية العامة، والجرح المتواجد بالرقبة كان من الممكن أن يؤدي به للوفاة، وكان ذلك بسكين مطبخ كبير، مؤكدة على ثقتها في الجهات الأمنية وجهات التحقيق، ووقفت الأم تحتضن قميص نجلها وتقول: يا حبيبي كنت نازل تحتفل ربنا ينتقم من اللي عمل فيك كده، وأشارت إلى أن أسرة الجاني لم تظهر حتى الآن. وقدمت الجهات الامنية المتهم الطالب اياد إلي جهات التحقيق؛ حيث كشفت تحريات المباحث أن السبب هو رفض المجني عليه أن "يغشش" المتهم داخل اللجنة، استمر التحقيق معه لأكثر من 10 ساعات متواصلة، وثبت الاتهام أمام جهات التحقيق، وأمرت بحبس المتهم 4 أيام علي ذمة التحقيق، علي ان يتم عرضه مرة أخري بعد تحريات المباحث، وعرض المصاب علي الطب الشرعي، وسؤال المسئولين باللجنة، علي ان يتم الانتهاء من التحقيق واحالة القضية للمحكمة المختصة في اقرب وقت. اقرأ أيضا : مقتل عامل على يد جاره بسبب «اغلاق باب العمارة»