«في زمن الحرب».. إعلان هام من جامعة الأزهر بغزة بشأن التسجيل للعام الدراسي الجديد    لمناقشة قانون «الإجراءات الجنائية».. نقيب المحامين يدعو مجلس النقابة لاجتماع الإثنين المقبل    168 ألف طلب خلال شهر.. مدبولي يتابع حصاد منظومة الشكاوى الموحدة    وزير التعليم يجتمع ب 200 من مديري مدارس الدقهلية    نتيجة تقليل الاغتراب 2024 عبر موقع التنسيق الإلكتروني.. الرابط وخطوات الاستعلام    رئيس الطائفة الإنجيلية يشهد ختام مؤتمر "Student Leadership" وحضور مميز للسفيرة نبيلة مكرم    وزير التموين يتفقد معرض أهلاً مدارس بالفيوم ويشيد بجودة السلع    ورش عمل للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية وتحرير 120 محضرا تموينيا بكفر الشيخ    الزراعة: إطلاق 35 سيارة تضم قوافل ومنافذ لبيع السلع الغذائية بالمحافظات    وزير الزراعة ومحافظ المنوفية يتفقدان الجمعية الزراعية بالمصيلحة    «المشاط»: تعظيم العائد على الأصول المملوكة للدولة وتحسين بيئة الأعمال لتعزيز تنافسية الاقتصاد    وزير التموين يتفقد خطوط الإنتاج بفرع مطاحن مصر الوسطى    الجيش الروسي يعلن سيطرته على بلدة في شرق أوكرانيا    مراسلة «القاهرة الإخبارية»: إسرائيل تواصل التصعيد بالضفة الغربية.. اعتقال واقتحام البلدات    صفارات الإنذار تدوي في الجليل الغربي تزامنا مع إطلاق صواريخ من جنوب لبنان    إعصار قوي يضرب جنوب الصين وأنباء عن وقوع ضحايا وخسائر مادية    خبير بيئي: ظاهرة «اللانينا» سبب انخفاض درجات الحرارة مؤخرًا    فوز البرازيل على الإكوادور وتعادل بيرو مع كولومبيا وأوروجواي مع باراجواي في تصفيات كأس العالم سنة 2026    أخبار الأهلي : شاهد الصور ..معلومات لا تعرفها عن هدير أبونار زوجة أكرم توفيق الثانية    دي بروين.. ورقة بلجيكا الرابحة أمام فرنسا    تقارير: الأهلي يقدم عرضا رسميا لضم مهاجم سويدي    إنجاز كريستيانو رونالدو يحفّز كين    ضبط مصنع بدون ترخيص يقوم بإعادة تدوير زيوت السيارات وطرحها للبيع بالجيزة    نسب الرطوبة في المحافظات حتى الخميس المقبل.. ترتفع إلى 85% على القاهرة    تأييد حبس كروان مشاكل سنة.. وغرامة 100 ألف جنيه لإنجي حمادة    بعد وفاة الفنان التشكيلي حلمي التوني.. تعرف على مسيرته الفنية    من ألمانيا لفلسطين.. "كاستينج" يمنح الفرص لمواهب جديدة من مصر وخارجها    قائمة المسلسلات المقرر عرضها في سبتمبر.. 5 أعمال تتنافس بين الدراما والكوميديا    تأجيل عرض أوبريت «بداية جديدة» على مسرح البالون    الصحة تنظيم مرور جماعي على المراكز الطبية والوحدات الصحية بمحافظة القليوبية    محافظ الشرقية يؤكد على مراجعة تواريخ إنتاج الأدوية والتأكد من صلاحيتها    دراسة تكشف ظهور جائحة جديدة قادمة من الصين.. ما القصة؟    شهرتها نفرتيتي ومثلت مع مصطفى شعبان ومكي.. من هي هدير أبو نار زوجة أكرم توفيق الثانية؟    بعد قليل.. محاكمة مذيع ومالك قناة فضائية لاتهامهم بسب الخطيب    النائب العام يشيد بحسن توظيف وتشغيل إدارة مركز إصلاح وتأهيل «بدر»    مترو الأنفاق: زيادة غرامة الانتظار داخل المحطات لا أساس له من الصحة    مدرب إنجلترا يرفض غناء النشيد الوطني أمام أيرلندا    "بدوي": الاستثمارات في صناعة الطاقة والبترول والغاز أبرز رموز التعاون بين مصر والإمارات    سلوى إيهاب لاعبة الكانوى تبكى فى حضور وزير الرياضة.. وصبحى: إحنا معاكى وبنساندك    إجازة المولد النبوي الشريف 2024.. الإثنين أم الخميس؟    وسائل إعلام لبنانية: قصف مدفعى إسرائيلى يستهدف أطراف بلدة كفر شوبا بالجنوب    هاني فرحات: تجمعني كيميا خاصة بتامر عاشور المتجدد والمحبوب من كل الفئات العمرية    مهرجان فينيسيا السينمائي يسدل ستار نسخته ال81    الإفتاء تبين حكم شراء حلوى المولد النبوي والتهادي بها احتفالا بذكرى ميلاد الرسول    قراران جمهوريان بتعيين نواب لرئيسي النيابة الإدارية وقضايا الدولة    روسيا تعلن حالة الطوارئ فى مقاطعة فورونيج عقب سقوط مسيرة أوكرانية    التعليم تنتهي من تصحيح امتحانات الثانوية العامة للدور الثانى وإعلان النتيجة قريبا    11 توصية خلال المؤتمر الأول للغدد الصماء والسكر بطب عين شمس    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 7-9-2024    أستاذ بالأزهر: مقاومة النفس والوهم طريق الوصول إلى حضرة الله    وزير الزراعة يتفقد مصنع التغذية المدرسية لضمان جودة وجبات الطلاب    ما الوقت الشرعي لقراءة أذكار الصباح والمساء؟.. الإفتاء تُجيب    هل يجوز للمرأة أن تخرج إلى المسجد مُتَعَطِّرة؟.. الإفتاء تجيب    حبس تشكيل عصابي تخصص في سرقة السيارات بمنطقة بدر    سامسون وحسام أشرف يقودان هجوم الزمالك في ودية راية    توقعات الفلك وحظك اليوم| برج الحوت السبت 7 سبتمبر.. اهتم بصحتك    قتلى وجرحى فى قصف إسرائيلى استهدف مدرسة بغزة    طريقة عمل مهلبية قمر الدين.. في 10 دقائق فقط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«23 يوليو».. شروق الثورة الفنية| شهدت تحولات كُبرى في السينما والمسرح والغناء
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 25 - 07 - 2024


■ كتب: منى سراج
كانت ثورة 23 يوليو 1952، بمثابة حدث تاريخي له أثر عميق على الحياة السياسية وفي المُجتمع بأكمله، بعد أن أدت إلى الإطاحة بالنظام الملكي، وتأسيس نظام جمهوري جديد، وكانت لحظة فارقة في تاريخ مصر، وقد لعبت وقتها الفنون دورًا حيويًا فى تعزيز الوعي، وحشد الجماهير نحو الغايات الوطنية والسياسية لتلك الثورة.
المشهد الثقافي في مصر، شهد تغيرات كبيرة بعد قيام الثورة، تحت رعاية الحكومة الجديدة، وتم دعم الفنون والثقافة بشكل أكبر، مما أدى لازدهار الأدب والسينما والموسيقى، وكانت الثورة مناسبة لتعبير الفنانين عن الآمال والطموحات الجديدة للشعب المصري، وتناول قضايا اجتماعية وسياسية بشكل أكثر جرأة وحرية.
فى عالم الأغانى الوطنية، برزت أغنية «ثوار ثوار» كرمز للتغيير والثورة، وكانت كلمات الأغنية تدعو إلى الوحدة والنضال من أجل وطن حر ومستقبل أفضل، غنتها الفنانة الرائعة أم كلثوم بصوتها القوى والملهم، ورافقت الجماهير فى مسيرتها نحو تحقيق الأمل وإقرار العدالة، بالإضافة إلى ذلك، قدم عبد الحليم حافظ أغانى مثل «حكاية شعب» التى تجسدت فيها مشاعر الفخر بالثورة والإيمان بالتغيير، وأصبحت ألحانه وكلماته تملأ القلوب بالأمل والعزيمة.
أما فى مجال السينما، فقد كانت الأفلام تعكس التغيرات العميقة التى مرت بها مصر بعد الثورة، فيلم «الناصر صلاح الدين» من إخراج يوسف شاهين، لم يكن مُجرد فيلم تاريخي، بل كان تجسيدًا لرؤية عبد الناصر فى الوحدة العربية، كما قدمت أفلام مثل «باب الحديد» و»النداهة» رؤى جديدة عن الحياة الاجتماعية والسياسية، وفتحت أبواب الحوار حول قضايا جديدة تهم المجتمع المصري.
من خلال هذه الأغانى والأفلام، كانت الفنون أداة قوية لنقل روح الثورة، وتعبير عن طموحات الشعب فى بناء مستقبل مشرق، فقد ساهمت هذه الأعمال فى تشكيل الوعى الوطني، وجعلت من الفن وسيلة للتعبير عن الأحلام والتطلعات.
◄ اقرأ أيضًا | مجلس قيادة ثورة 23 يوليو 1952.. في مكتب رئيس تحرير آخرساعة»!
◄ عامل حشد
يرى الناقد الفني، أحمد سعد، أن السينما لم تكن عامل حشد للثورة، لكنها ساعدت الثورة بعد قيامها، فالحشد السينمائى جاء بعد قيام الثورة، لكن خلال فترة الحكم الملكي، لم تشكل السينما أية حشد أو إرهاصات ولم تقدم أى دعم للثورة، موضحًا أن الفارق هُنا أن الثورة بعد قيامها ساهمت فى تقدم صناعة السينما والمسرح والأغنية، وبعد 7 سنوات، أُنشئ التلفزيون، واليوم نحتفل بعيد ميلاده ال64، وقد كانت هذه الفترة محورية فى إطلاق مشهد القوى الناعمة، حيث تقدم جيل من الشباب أمثال عبد الحليم حافظ (24 عامًا)، والشاعر الغنائى صلاح جاهين، والكاتب محمد هيكل (29 عامًا)، والذين حققوا تقدمًا هائلاً وتركوا بصمات لا تنسى فى التاريخ، من خلال كتابة أغانى الثورة مثل «ثوار ثوار» التى غنتها الفنانة أم كلثوم، وأفلام مثل «رد قلبي» و«أنى راحلة» للكاتب الروائى يوسف السباعي، وقد عززت هذه الأعمال التعاطف الشعبى مع الثورة ضد النظام الملكي، وأثمرت عن نهضة مسرحية.
أضاف، أن صناعة السينما الآن تعانى مُشكلتين هما الإنتاجية والكتابة السينمائية، ففى الخمسينات، بُنيت مؤسسة السينما التى كانت تدعم المُبدعين وتمنحهم فرصًا جيدة، ولكن اليوم، يقتصر الإنتاج على القطاع الخاص، ويفتقر إلى الأبعاد التثقيفية والتوعوية، مُشددًا على ضرورة أن تتدخل الدولة لإعادة الحياة لهذه الصناعة، وإنتاج أفلام تنافسية قوية، وتعزيز الثقافة وتحفيز المبدعين، كما يجب أن تقوم السينما على مُثلث التثقيف والتوعية والترفيه، ويجب ألا تقتصر على الأفلام الكوميدية والأكشن فقط، وقال إن مصر شهدت فى الخمسينات «الضباط الأحرار المثقفين»، وأُنشأ ثروت عكاشة، أول وزارة للثقافة، وكان لديه فكر نوعى مثل إنشاء أكاديمية الفنون أو معهد السينما والباليه، وجاء بعده الدكتور عبد القادر حاتم، وكان يطبع كتابًا كل 6 ساعات، وترتب عليه شعب وجمهور مثقف، وتم تأسيس أكاديمية الفنون، وطبعت أعمال عظيمة كتبها عباس العقاد ويوسف السباعى وطه حسين، الذين حملوا المسئولية الكبيرة.
واختتم سعد، الآن المسرح الوطنى يعيش حالة من النهضة، ومع ذلك، يجب أن نركز بشكل أكبر على صناعة السينما لأنها العنصر الأساسى فى نشر الثقافة المصرية فى العالم العربي، كما يجب إعادة النظر فى صناعة السينما المصرية وتطويرها لتعزيز الفن والثقافة.
◄ نقطة تحول
من جانبه، قال الناقد الفني، طارق الشناوي، إن ثورة 23 يوليو، شكلت نقطة تحول تاريخية فى مصر، حيث انعكست المشاعر الإيجابية تجاهها بشكل كبير، ووصفت ب«الثورة البيضاء» بفضل حرصها على تجنب إراقة الدماء، وكان الملك فاروق قد فهم أن الصراعات غير مرغوب فيها، وأنه لا يزال لديه غضب فى الجيش، فقرر التنازل عن العرش ودعا لوداع عسكرى فى الإسكندرية بحضور اللواء محمد نجيب، الذى نوه له كقائد أعلى طبقًا للدستور، وقد استقبل الشعب المصرى الثورة بحماس، حيث كانت الإذاعة المصرية أول من بث بيانها، وقام أنور السادات بإذاعته، وكان المذيع محمد عُمر، مسئولًا عن البث، وبدأت الثورة ببيان من الإذاعة المصرية، وانطلقت الأغانى تحت شعار الوحدة والنظام والعمل، ومنها أغنية قدمها الفنان محمد قنديل تحت عنوان «ع الدوار».
أضاف الشناوى، أنه منذ بدايات الثورة، تبنى الفنانون والمبدعون قضية الثورة بشكل كبير، يقودهم «قطار الثورة» حيث قاموا بجولات استعراضية فى مصر لجمع التبرعات، بمشاركة كبار الفنانين مثل محمد فوزي، شادية، مديحة يسري، كمال الشناوي، وعماد حمدي، ويقال إن علاقة الحب بين عماد حمدى وشادية تأججت خلال هذه الفترة، وبينما كانت الثورة تتجه نحو التوجه الاشتراكي، شهدت صناعة السينما تحولاً كبيراً، حيث تم إنشاء هيئة تعزيز السينما وفقًا لرؤية استراتيجية ووزارة الثقافة تحت قيادة دكتور ثروت عكاشة، هذا النهج أسهم فى بناء بنية تحتية تشمل أكاديمية الفنون، التى تشمل الكونسرفتوار وفنون الباليه والمسرح والسينما، لتعزيز الإبداع الفني.
وقال الناقد الفنى الكبير، إنه أثناء هذه الفترة، كانت صناعة السينما المصرية ليست فقط محليًا، بل تجاوزت الحدود الوطنية لتشمل العالم العربى بأسره، مما أدى إلى إنتاج أفلام تعبر عن روح الثورة، مثل «الله معنا» للمخرج أحمد بدرخان و«رد قلبي» ليوسف السباعى وعز الدين ذو الفقار، و«الأيدى الناعمة» لتوفيق الحكيم ومحمود ذو الفقار، التى تناولت الجوانب الاجتماعية للثورة، وتجسد هذه الأفلام والإبداعات الفنية الأخرى التزام الفنانين بتوثيق وتعزيز تأثيرات الثورة، مما جعلها لحظة فارقة فى تاريخ الفن والسياسة فى مصر، وتركت أثرًا عميقًا على الثقافة العربية بشكل عام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.